تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، صباح اليوم، الهيئة العامة للرقابة المالية، والتقى بأعضاء مجلس إدارة الهيئة، بحضور الدكتور محمد معيط، وزير المالية، والدكتور محمد عمران، رئيس الهيئة. وأكد رئيس مجلس الوزراء، حرصه اليوم، على تلبية الدعوة بلقاء أعضاء مجلس إدارة الهيئة، لافتاً إلى حرصه منذ تولي المسئولية على لقاء رئيس الهيئة بصورة متكررة، لإدراكه الشديد لأهمية دور الهيئة الذي يوازي دور البنك المركزي في ضبط الأنشطة غير المصرفية، وذلك في ضوء اهتمام الحكومة بهذا القطاع الهام، كونها تعد المنظمة والرقيبة على كل التعاملات غير المصرفية، وتساهم مع البنك المركزي في ملف الشمول المالي. وثمّن مدبولي، الدور الذي تقوم به الهيئة وإستراتيجيتها الشاملة خلال الفترة المقبلة، داعياً إلى بذل المزيد من الجهد للنهوض بسوق التمويل العقاري، ودفع مؤشرات هذا القطاع بصورة أكبر، وتذليل العقبات التي تعترض هذا النمو، ليواكب أداء التمويل العقاري في السوق العالمية. وأكد رئيس الوزراء، على اقتناعه الكامل بأهمية دور الهيئة في هذه الفترة، لتفعيل الأنشطة المختلفة بصورة حقيقية، مثل التمويل العقاري وخلافه، مضيفاً، أن الحكومة، تعمل بالتعاون مع البنك المركزي، ومحافظ البنك ونوابه، وكذلك وزارة المالية، على وضع السياسة المالية والنقدية، بما يسهم في دفع الاقتصاد المصري. وأشار رئيس الوزراء، إلى أن هناك تكليفاً من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بسرعة وضع قوانين لقطاع التطوير العقاري واتحاد للمطورين العقاريين، على غرار اتحاد المقاولين. وخلال الجولة التفقدية التي أجراها الدكتور مدبولي في مقر الهيئة العامة للرقابة المالية، قام بتسجيل كلمة تذكارية في سجل زوار الهيئة وجاء نصها كالتالي: "شرفت اليوم بزيارة الهيئة العامة للرقابة المالية، ولقاء رئيس وأعضاء مجلس إدارتها المحترمين، وأتقدم لهم جميعا بكل التحية والتقدير على الجهد المبذول، مع تمنياتي للهيئة بدوام الرقي والتقدم والتوسع في أداء أدوارها الهامة والمحورية للاقتصاد المصري". واستمع رئيس الوزراء، إلى عرض حول دور الهيئة منذ نشأتها عام 2009 من خلال دمج 3 هيئات رقابية، هي الهيئة العامة لسوق المال، والهيئة المصرية للرقابة على التأمين، والهيئة العامة لشئون التمويل العقاري. وخلال الاجتماع، أشار الدكتور محمد عمران، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، إلى أن هذه أول زيارة من رئيس وزراء لمقر هيئة الرقابة المالية، والتي تعد رسالة مهمة جداً، مُتقدماً بالشكر على الدعم المستمر الذي يقدمه رئيس الوزراء لمختلف الهيئات والجهات الاقتصادية، موضحاً أن شعار الهيئة "نبني جسوراً لا حواجز". وأشار عمران، خلال العرض، إلى أن الهيئة يتمثل دورها في توحيد الرقابة على التمويل في كل ما هو غير مصرفي، وقد وضعت هيئة الرقابة المالية عام 2018 إستراتيجية شاملة لتطوير قطاع الخدمات المالية غير المصرفية 2018 - 2022 كخطوة أساسية وهامة في بناء قطاع مالي متطور ومنفتح على العالم الخارجي وقادر على المساهمة بفعالية في خطط التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030". وتضمن العرض، التأكيد على أن الهيئة في إطار إستراتيجيتها الشاملة ستكون مساهمة في تحسين معدلات الشمول المالي، وتحقيق التنمية المستدامة مع زيادة أعداد المستفيدين من التمويل متناهي الصغر لتصل إلى 4 ملايين مستفيد، وكذلك زيادة حجم التمويل متناهي الصغر من 11.5 مليار جنيه حاليا الى 15 مليار جنيه، عبر زيادة عدد مؤسسات التمويل متناهي الصغر إلى 1000 مؤسسة. وقال عمران، إن الهيئة تسعى، من خلال إستراتيجيتها، إلى تحسين مستويات الشفافية ومكافحة الفساد، والحفاظ على استقرار النظام المالي وتحسين تنافسية الاقتصاد القومي وجاذبيته للاستثمارات الأجنبية، مع تطوير الاسواق المالية وابتكار حلول وخدمات مالية غير تقليدية. يذكر أن الهيئة تتبعها حاليا 4 جهات، ومن المقرر أن تنضم إليها هذا العام جهة أخرى، هي مركز التحكيم وتسوية المنازعات. وتم استعراض مؤشرات أداء الأنشطة المالية غير المصرفية خلال عام 2018، حيث بلغ عدد إصدار سندات التوريق 7 إصدارات عام 2018 بقيمة تقارب 5 مليارات جنيه، مقابل 3 مليارات جنيه في عام 2017 بمعدل نمو 74%، كما ارتفعت إصدارات أسهم الزيادة والتأسيس من 119 مليار جنيه إلى 159 مليار جنيه عام 2018 بمعدل نمو 34%، ووفقاً للعرض "إذا أخذنا في الاعتبار إصدارات التعديل والتخفيض للأسهم، تكون جملة الإصدارات خلال عام 2018 بلغت 215 مليار جنيه بمعدل نمو 53 % مقارنة ب 141 مليار جنيه خلال عام 2017". فيما بلغ إجمالي قيمة التداول 358.5 مليار جنيه خلال عام 2018، مقارنة بعام 2017، حيث بلغت قيمة التداول 332 مليار جنيه بزيادة قدرها 8%. وفي قطاع التأمين، ارتفعت جملة الأقساط المباشرة بنسبة 22%، حيث بلغت 29.5 مليار جنيه في عام 2018 مقارنة ب 23.9 مليار جنيه خلال عام 2017. فيما صعد إجمالي قيم الأصول بنسبة 15% خلال العام 2018، حيث بلغت 112.4 مليار جنيه مقابل 98.1 مليار جنيه خلال عام 2017. كما ارتفعت جملة التعويضات المسددة بنسبة 20%، إذ بلغت 15.4 مليار جنيه في 2018، في مقابل 12.9 مليار جنيه في 2017، وكذا ارتفعت استثمارات صناديق التأمين الخاصة بنسبة 13% في عام 2018، حيث بلغت 70 مليار جنيه مقابل 62 مليار جنيه في عام 2017. وحول نشاط التمويل العقاري، أكد رئيس الهيئة، أن إجمالي التمويل العقاري الممنوح خلال العام الماضي، بلغ 2.2 مليار جنيه بنسبة زيادة 57%، فيما بلغ حجم نشاط التمويل العقاري التراكمي 10.7 مليارات جنيه مقابل 8.5 مليار جنيه خلال عام 2017، وبلغت أجمالي قيم عقود التأجير التمويلي 41.7 مليار جنيه خلال عام 2018 بنسبة زيادة قدرها 46%، وبلغ إجمالي حجم الأوراق المخصمة خلال نفس الفترة 10.6 مليار جنيه بزيادة 19 %. كما أشار، إلى أن عدد المستفيدين من نشاط التمويل متناهي الصغر خلال عام 2018 بلغ نحو 2.8 مليون مستفيد مقابل 2.3 مليون مستفيد بنسبة زيادة 22%، وبلغ حجم أرصدة التمويل المتناهي الصغر 11.5 مليار جنيه خلال العام الماضي بنسبة زيادة قدرها 62 %. كما تم استعراض مستهدفات إستراتيجية الهيئة العامة للرقابة المالية 2018-2022، وتمت الإشارة إلى أنه من المستهدف في عام 2022 أن يبلغ رأس المال في حالة عدم توسيع برنامج طروحات الحكومة 1.6 تريليون جنيه، و2 تريليون جنيه في حالة توسيع برنامج طروحات الحكومة، فيما أشار العرض إلى أنه من المستهدف أن تصل قيمة الإصدارات إلى 200 مليار جنيه في عام 2022. وتستهدف الإستراتيجية، فيما يتعلق بقطاع التأمين، جملة أقساط تأمينية بقيمة 50 مليار جنيه، وصافي استثمارات بقيمة 150 مليار جنيه، ومن المستهدف أن تصل استثمارات الصناديق إلى 100 مليار جنيه. ومن المستهدف، أن يصل عدد المستفيدين من التمويل متناهي الصغر إلى 4 ملايين مستفيد، فيما تستهدف الاستراتيجية أن تبلغ أرصدة التمويل 25 مليار جنيه، وأن تصل مستهدفات التمويل العقاري إلى 20 مليار جنيه، وقيم عقود التأجير التمويلي 60 مليار جنيه، وحجم الأوراق المٌخصمة 20 مليار جنيه. وخلال العرض، أشار الدكتور عمران إلى أن عام 2018 شهد العديد من الأحداث الهامة، ومن بينها تعديل التشريعات القائمة مثل تعديل قانون سوق رأس المال، وصدور قانون تنظيم نشاطي التأجير التمويلي والتخصيم، والانتهاء من إعداد مشروع قانون تنظيم التمويل الاستهلاكي، وكذا مشروع القانون الموحد للتأمين وصناديق التأمين الخاصة. وتم التنويه، إلى بعض الأحداث مثل الترخيص لجهات التمويل متناهي الصغر بإضافة نشاط التأجير التمويلي متناهي الصغر، وإصدار نظام السداد الإلكتروني في منح التمويل والتحصيل لجهات التمويل متناهي الصغر، والانتهاء من دليل متطلبات الحوكمة، وإطلاق الهيئة لبنك معلومات للتثقيف المالي. وسلط العرض الضوء، على ما تحقق من إنجازات على المستوى الدولي مثل قيام الأممالمتحدة باختيار رئيس الهيئة لترأس المجموعة الاستشارية للهيئات الرقابية لأسواق المال بالأممالمتحدة، وانتخاب الهيئة رئيساً للشراكة المتوسطية لأسواق المال للعامين القادمين خلفاً لإيطاليا للدورة القادمة 2018-2020، واحتفاظ الهيئة بمقعدها للدورة الثالثة على التوالي بمجلس إدارة المنظمة الدولية لهيئات أسواق المال الأيوسكو2018-2020. وتقدم مصر 30 مركزاً في مؤشر الحصول على الائتمان، نتيجة لإطلاق وتفعيل السجل الإلكتروني للضمانات المنقولة، وتحسن ترتيب مصر في ممارسة الأعمال بتقدمها 9 مراكز في مؤشر حماية حقوق صغار المساهمين، وأخيراً فوز الهيئة بجائزة الرقيب الأكثر ابتكاراً في أسواق المال بالقارة الإفريقية عن عام 2018، والمقدمة من مؤسسة "AFRICA INVESTOR".