استقرت 1300 قطعة أثرية في المتحف الوطني العراقي، بعد أن تعرضت للسرقة والتهريب في أعقاب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. وسلم الأردن المجموعة الأثرية للعراق خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي لمعبر حدودي بين البلدين. وقال وزير الثقافة والسياحة عبد الأمير الحمداني، في مؤتمر صحفي بالمتحف الوطني في بغداد: إن الحفاظ على تراث العراق مهمة عالمية. ويعتبر علماء الآثار العراق مهد الحضارة. وكان اليونانيون القدماء يصفونه ببلاد "ما بين النهرين" دجلة والفرات. لكن التراث العراقي تعرض للتدمير مرتين في التاريخ الحديث. أولاهما عندما نُهبت آلاف القطع الأثرية في الفوضى التي أعقبت الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة. والثانية في وقت أحدث على أيدي مسلحي تنظيم داعش الإرهابي. وانتشرت لقطات فيديو نشرها التنظيم الإرهابي على الإنترنت في عام 2014، يظهر فيها مسلحو التنظيم وهم يستخدمون الجرافات ومعدات أخرى لتحطيم وإسقاط لوحات جدارية، وتماثيل في موقع نمرود الآشوري الذي يعود إلى 3000 عام قرب الموصل. وما لم يدمروه هربوه وباعوه. وقبل طرد التنظيم من العراق في عام 2017، سرقوا الآلاف من القطع الأثرية القديمة. وفي عامي 2014 و 2015، خلال اجتياح تنظيم داعش الإرهابي، لكثير من أنحاء البلاد، أغار الإرهابيون على المواقع التاريخية ودمروها، ليستخدموا الغنائم في تمويل عملياتهم القذرة عبر شبكة تهريب تمتد في أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. لكن العراق يبذل جهودًا مضنية لاستعادة القطع الأثرية المسروقة. وقال الحمداني: إنه سيسافر إلى الولاياتالمتحدة لاستعادة 10 آلاف قطعة من جامعة كورنيل ومجموعة أخرى من جامعة بنسلفانيا. وأضاف الحمداني: "نحن محميون بقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي التي تحافظ على التراث العراقي، ومحميون أيضًا بالتنسيق والتعاون العالي بين هيئة الآثار وبين المراكز الثقافية في العالم وهيئة الآثار جادة وتحث الخطى في سبيل استعادة هذا الأثر". وجرى تسليم هذه المجموعة من الأردن إلى العراق خلال زيارة رئيس الوزراء إلى معبر طريبيل الحدودي بين العراقوالأردن، وعلى الحدود، تعانق رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ونظيره الأردني عمر الرزاز. وقال عبد المهدي في مؤتمر صحفي: إن التسليم ليس سوى جزء بسيط من التعاون بين الدولتين الجارتين. وأوضح رئيس الوزراء العراقي "1300 قطعة أثرية نادرة كم قيمتها لو وصلت إلى الأسواق الأجنبية، كم ربَح العراق وكم ربَح الأردن من هذه العملية التي ما هي سوى جزء يسير للتعاون المشترك بين البلدين".