شهد عام 2018 نشاطًا مكثفًا ومتميزًا لمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية والترجمة، بأذرعه الثلاث: مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ومركز الأزهر للفتوى الإلكترونية ومركز الأزهر للترجمة. يأتي ذلك في إطار منظومة متكاملة ومتشابكة، يبدأها المرصد من خلال متابعة وتحليل وتفنيد شبهات الجماعات المتطرفة ومواكبة القضايا المرتبطة بالإسلام والمسلمين عبر العالم، مثل الإسلاموفوبيا واللجوء وتنامي اليمين المتطرف، فيما يقوم مركز الفتوى الإلكترونية بإعداد الردود الشرعية وتوضيح حقيقة التعاليم الإسلامية السمحة، والتفاعل مع احتياجات جمهور الفضاء الإلكتروني فيما يتعلق بالفتوى والعلم الشرعي، بينما يتولى مركز الأزهر للترجمة تزويد غير الناطقين بالعربية، والمتعطشين للتعرف على الوجه الحقيقي للإسلام، بنخبة من أبرز الكتب والمؤلفات، المترجمة إلى 13 لغة عالمية، والتي تبرز رسالة الإسلام العالمية وشريعته المنفتحة على كل ما يخدم خير البشرية. مرصد الأزهر لمكافحة التطرف.. عين الأزهر الناظرة على العالم أولى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال عام 2018 اهتمامًا كبيرًا لقضايا التطرف والإرهاب في العالم وسبل مكافحته، فضلًا عن متابعته لأحوال الإسلام والمسلمين وقضية القدس ومشكلتي اللجوء والهجرة والإسلاموفوبيا، وتصاعد التطرف اليميني في الغرب، وسعى الجماعات المتطرفة لاستقطاب النساء والأطفال، كما شارك باحثو المرصد في العديد من المؤتمرات الدولية حول التعايش وتصحيح صورة الإسلام في العالم الغربي. وحظيت قضية الإسلاموفوبيا باهتمام كبير من المرصد، من خلال متابعة ما يتعرض له المسلمون من مضايقات في بعض البلدان الأوروبية، مدعمًا ذلك بالإحصائيات والشواهد، كما قام المرصد بتحليل عدد من حوادث الكراهية ضد المسلمين، واعتبرها تنذر بتطور خطير في مستقبل العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين في أوروبا. كما سلط الضوء على المعاناة التي يتعرض لها اللاجئون في رحلة البحث عن بلد يعيشون فيه، وما يواجهونه من عنف واضطهاد من جانب اليمين المتطرف، مع محاولة توضيح الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا والدور الذي يلعبه التيار اليميني المتطرف لترسيخ فكرة الخوف بلا مبرر من المسلمين والإسلام، كما أعد المرصد مجموعة من المقالات حول ازدياد حدة اعتداءات التيار اليميني على المسلمين والمهاجرين بشكل عام. نساء وأطفال داعش وسلَّط مرصد الأزهر الضوء على أوضاع النساء اللائي لهن أقارب في التنظيمات المتطرفة، وما يتعرضون له من اضطهاد ومعاناة ونقص في المساعدات الإنسانية، إضافةً إلى منعهم من العودة إلى ديارهم، وأعد باحثو مرصد الأزهر عددًا من المقالات والتقارير التي تبين استراتيجية الجماعات الإرهابية في استقطاب النساء، من بينها: "المرأة وأدوارها داخل تنظيم داعش"، وممارسات الجماعات المتطرفة وتجنيد النساء بهدف ضرب أوروبا" و"أسلوب داعش في تجنيد المغربيات"، كما سلط المرصد الضوء على استقطاب الجماعات الإرهابية للأطفال واستخدامهم كدروعٍ بشرية، وذلك من خلال عدة مقالات وتقارير، من بينها: "الإرهاب وتنامي ظاهرة تجنيد الأطفال في إفريقيا"، و"دَوْرُ الأطْفالِ في صُفوفِ الجَماعاتِ المُتَطّرِّفَةِ"، و"أطفال داعش ودورهم في المستقبل". في ذات السياق، أصدر المرصد الطبعة الثالثة من كتاب "لماذا تتصدر بوكوحرام الجماعات الأكثر دموية في العالم"، الذي يتناول نشأة جماعة بوكوحرام وأيديولوجيتها وعلاقتها بتنظيم داعش ومصادر التمويل وموقف العلماء والعامة منها، وكيف تصاعدت أزمة اللاجئين بسبب هجماتها، واستراتيجياتها في استقطاب الفتيات والأطفال واستهداف دور العبادة، مع عرض بعض الأعمال الإنفوجرافية لمعلومات وإحصائيات أعدها مرصد الأزهر حول هذه الجماعة. القدس والروهينجا كما واصل مرصد الأزهر متابعته لمأساة مسلمي الروهينجا، وما شهدته من تطورات في عام 2018، وذلك عبر عدة مقالات، كان أبرزها: "الروهينجا في بنجلاديش ..عندما تجتمع الهموم"، و"مسلمو الروهينجا بين الحواجز الخرسانية وحقول الألغام"، و"أزمة مسلمي الروهينجا والأمل الضائع!". كذلك، وفي إطار إعلان الأزهر عام 2018 عامًا للقدس، تابع المرصد عن كثب تطورات القضية الفلسطينية، والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الكيان الصهيوني المغتصب، وقدم المرصد عدة مقالات وتقارير تناولت مكانة القدس والمسجد الأقصى لدى المسلمين، ودور الأزهر الشريف في التوعية بالقضية، كما سلط المرصد الضوء على المواقف وردود الأفعال الدولية المتباينة حول قرار "ترامب" بشأن إعلان القدس عاصمةً لإسرائيل وقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس. أحوال المسلمين في العالم وحرص المرصد خلال العام الحالي على متابعة أحوال الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض، للوقوف على أهم المشكلات والمصاعب التي تواجه الجاليات المسلمة، وفي هذا السياق أصدر المرصد كتاب "مسلمو العالم"، لتسليط الضوء على قضية حقوق اللاجئين والمهاجرين، بخاصة من تركوا أوطانهم نتيجة لنزاعات وحروب كان التطرف سببًا في إشعال فتيلها، كما تناول الكتاب قضية "الإسلاموفوبيا" وأسبابها ودوافعها، مع وضع عدة توصيات للحد من انتشارها وتسليط الضوء على الخوف غير المبرر من الإسلام في الغرب، كما أطلق المرصد عددًا من الحملات عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بإحدى عشرة لغة؛ لتوعية الشباب وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وترسيخ القيم الأخلاقية المنبثقة من روح الإسلام، والتأكيد على حرمة الاعتداء على الآخر، وخطورة القتل باسم الدين، والتعايش السلمي، وأهمية ترسيخ قيم الرحمة والعدل.
فعاليات ومؤتمرات وبالتوازي مع ذلك، شارك باحثو المرصد فى العديد من الفعاليات والمؤتمرات والندوات على المستويين المحلي والعالمي، وساهموا بعدد من الأوراق البحثية وخطط العمل التي عكست استراتيجية الأزهر في مواجهة خطر الفكر المتطرف ونشر ثقافة الحوار والتعايش، مثل: اجتماع المكتب الإنمائي الإقليمي للأمم المتحدة (UNDP) في بيروت، ومؤتمر لجنة مكافحة التطرف في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، واجتماع التحالف الدولي الأمني لمكافحة التطرف في فرنسا، إضافة إلى "قافلة السلام" التي أوفدها مجلس حكماء المسلمين، بالتعاون مع الأزهر الشريف، إلى دولة كينيا لنشر قيم التسامح وترسيخ ثقافة التعايش والسلام. كما نظّم المرصد ملتقى شبابيًا هو الأول من نوعه لطلاب الجامعات بعنوان "اسمع وتكلم"، بمشاركة أكثر من 500 طالب وطالبة من 16 جامعة مصرية حكومية وخاصة، بهدف ترسيخ روح المواطنة وتعريف الطلاب بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات تجاه وطنهم وللتأكيد على اهتمام الأزهر الشريف بالتواصل الجاد والفعال مع الشباب، وتناول الملتقى ثلاثة محاور رئيسة: الأول "اسمع وتكلم العولمة والحفاظ على الهوية"، والثاني "الشباب والمؤسسات الدينية بناء الثقة"، والثالث: "الدين وحرية الفكر والإبداع". مركز الأزهر لمكافحة التطرف مركز الأزهر لمكافحة التطرف مركز الأزهر لمكافحة التطرف