• المرأة هى محور الحياة لذا إخترت أن تكون هى صاحبة الكلمة العليا فى الموسم الثانى • 604 ليست قصة خيالية ولكنى كنت أريد أن أوصل من خلالها رسالة محددة • مشكلة المرأة فى مجتمعنا ليست فى قسوة الرجل أو الظروف بقدر ما كونها فى قسوتها هى على نفسها يقولون أن الموهبة لاتورث ولكننا هنا أمام حالة مختلفة حيث لايوجد إبداع من عدم وربما لو لم تجد موهبة المبدع عمرو محمود ياسين أرضا خصبة تنمو تزدهر عليها لما كنا اكتسبنا مؤلف بمميزات خاصة جدا يعرف كيف يلتقط أصغر وأدق تفاصيل حياتنا ويحولها الى قصص درامية جعلت بعض ممن شاهدها شعر وكأنها قصته وأنه هو بطلها الحقيقى .. ربما كان الأمر له علاقة بكونه إبن فنان عظيم وفنانة كبيرة ومن ثم كانت فرصته أكبر فى تعلم أهم أدوات العمل الفنى الجيد ولكن الأكيد أنه فنان موهوب بالفطرة وإلا ما إستطاع أن يحقق هذا النجاح الكبير فى الموسم الثانى من مسلسل "نصيبى وقسمتك" والذى رسم فيه بمنتهى الهدوء أكثر تفاصيل حياتنا صخبا فى لوحة جميلة وقفنا نتأمل من خلالها حالنا .. فكيف إستطاع عمرو محمود ياسين الوصول الى تلك التفاصيل ؟ .. هذا ما سنتحدث معه فيه. هل كنت تتوقع أن يحقق الموسم الثانى من "نصيبى وقسمتك" كل هذا النجاح وأنيصل الى الناس بمختلف أفكارها ؟ الحقيقة أنا كنت متوقع النجاح فعلا ولكنه ليس التوقع القائم على الثقة فقط فيما كتبته ولكنه كان توقع مبنى على الثقة فى أن ربنا سبحانه وتعالى لن يضيع المجهود الكبير الذى بذله كل شخص ساهم فى هذا الموسم ولو بتركيب لمبة إضاءة فكل فريق هذا العمل إلتزم بمعايير وضوابط النجاح ومن ثم توافرت له كل عناصر النجاح وعلى رأسها الإخلاص لذا فقد كنت متوقع نجاحه بحكم خبراتى فى الحياة ولكنى لم أتوقع أنه سيحقق هذا النجاح الكبير ويصل الى كل الناس بمنتهى السهولة والبساطة. هذا الموسم كسر فكرة النجم الأول .. فهل تعتقد أننا ممكم أن نرى بعد ذلك أعمال كبيرة ناجحة بدون نجم أول أو بطل أوحد؟ أتصور ذلك فقد كشف هذا المسلسل أن النجم الأول أو البطل الأساسى فى أى عمل هو الورق يليه بعد ذلك باقى العناصر لأن الورق هو الحدوته التى لابد أن تتوافر فيها كل عوامل الجذب ولكن تلك الحدوته تحتاج الى مخرج يعرف كيف يحكيها للناس لذا فالممثل أو النجم مهما كان موهوبا لن يستطيع أن ينجح إذا لم يجد دراما جيدة يقدم نفسه من خلالها والعكس الصحيح أى أن الورق مهما كان جيد إذا لم يجد ممثل موهوب يعبر عن محتواه فلن يصل هذا المحتوى للناس أيضا. كل حدوته فى هذا الموسم كان لها مخرج مختلف.. آلا ترى أن الأمر هنا يبدوصعبا ! صعب جدا لأننى كنت مع كل حدوته أتعامل مع مخرج مختلف بلغة تواصل جديدة ولكن ما ساعدنى على ذلك أن الورق مبنى من الأصل على أسس منطقية وعقلانية صعب أن يختلف أحد عليها فضلا عن أننى وبمساعدة المنتج الواعى أيضا "أحمد عبد العاطى" كنا نبحث فى كل حدوته عن المخرج الأقرب لها يعنى مثلا فى حدوته "604" ذهبنا الى أكرم فريد لأنها تتحرك فى منطقة الإثارة وهى منطقة هو يجيد ترجمتها لصورة بشكل جيد جدا لذا فالتعامل مع مخرج مختلف لكل حدوته رغم أنه يبدو صعبا إلا أننى لم أشعر بذلك . لماذا إخترت المرأة لتكون هى المحرك الرئيسى للأحداث فى هذا الموسم؟ فى الموسم الأول بحكم أن هانى سلامة كان هو البطل فمن الطبيعى إذن أن يكون الرجل هو المحرك الأول للأحداث ولكننا عندما فكرنا فى الموسم الثانى قررنا أننا لن نعتمد على نجم واحد وأننا سنتكلم فيه عن المرأة خصوصا أنها محور كل شىء فى الحياة بالإضافة الى أن الدراما النسائية غنية بالتفاصيل والأحداث ومع ذلك فهى حتى الأن تكاد تكون مهملة . أغلب القصص التى قدمتها سبق وتعرضت الدراما لها من قبل إلا أننا كمشاهدين شعرنا أننا نراها على الشاشة لأول مرة .. فأين الفرق هنا ؟ فى الإهتمام بالتفاصيل فمشاعر المرأة وحياتها مفعمة بالمشاعر والتفاصيلوربما جاء من هنا الإختلاف ولكن هناك أيضا قصص لم يتم التعرض لها من قبل مثل 604"" و"إهدى يا مدام" . فى حدوتة " إهدى يا مدام " تحديدا تعرضت لواحدة من أكثر تفاصيل المرأةخصوصية .. فكيف إستطعت أن تصف تلك المشاعر التى من المستحيل أن يشعربها رجل؟ بحكم خبرتى فى الحياة أدركت أن كل إمرأة أو على الأقل 9 من أصل عشرة تعانى كل شهر من متلازمة pms)) وما يترتب عليها من أعراض كالتقلبات المزاجية والإرهاق والنهم فى الطعام فضلا عن بعض التغيرات الجسدية والنفسية ومع ذلك فهى لاتحاول آلا تسمح لتلك المشاعر أن تتحكم فى حياتها مما ينعكس عليها بحالة من العصبية الشديدة دون أن يشعر أحد بها لذا بدأت أرصد المشاكل التى يمكن أن تحدث فى تلك الفترة حتى أنها قد تصل الى خراب البيوت أو الطلاق بسبب عدم إدراك الرجل لخطورة تلك الفترة فى حياة المرأة لذا كنت أريد أن أوصل لكل راجل أنه عليه أن يولى زوجته عناية خاصة فى تلك المرحلة وأن يبذل أقصى ما فى وسعه لإحتواءها وإحتمال غضبها وعصبيتها خاصة أنها تكون أحيانا بلا سبب واضح سوى أنها "متلخبطة " ومرتبكة من جواها . وماذا عن "604" التى حولت فيها فتاة ليل الى صاحبة كرامات؟ أنا هنا كنت أريد أن أصل للناس برسالة محدةة وهى أن باب التوبة مفتوح دائما على مصراعيه لذا ذهبت لأقصى خطيئة ممكن أن تقع فيها إمرأة وهى أن تكون فتاة ليل لذا ركزت فى الحلقات على جمل مثل " صلى " و "إرجعى لكتابك " أيا أن كان هذا الكتاب قرأن أو إنجيل فالمهم هنا أن نعود الى الله ونحن على يقين أنه سيقبل توبتنا طالما كانت نصوحة وبقلب طاهر وإذا قبلنا الله عنده قد نصبح أولياء ولكن بدرجات طبعا وذلك على حسب إجتهادنا فى التقرب منه. كيف استطعت أن تصف أكثر مشاعر المرأة خصوصية بتلك الدقة ؟ أنا بطبيعتى مستمع جيد وبحكم أننى لدى أصدقاء كثيرون رجال وسيدات فدائما ما أستمع لهم ولمشاكلهم ومشاعرهم بالإضافة الى أن المؤلف بطبيعته أكثر قدره من غيره على إلتقاط التفاصيل وتأمل الحياة من حوله وأنا دائما ما أدون بالورقة والقلم التفاصيل والمشاعر التى تستوقفنى لأنى أعلم أننى سأستدعيها بعد ذلك ولكنى بحكم خبرات الحياة عمرى ما باخد حدوته كاملة كما هى ولكنى فقط أستدعى بعض المعلومات منها. وبحكم خبرتك ترى ما هى مشكلة المرأة فى مجتمعنا؟ مشكلة المرأة فى مجتمعنا ليست فى قسوة الرجل عليها كما يتصور البعض ولكن فى قسوتها هى على نفسها فالست أحيانا تكون أول من يأذى نفسه مثلما حدث فى حدوته "بحبك بإستمرار" حيث تجاهلت المرأة هنا تاريخها وأولادها وتفرغت لأن تثأر من رجل توفى والحقيقة أنه حتى لو كان خائن فعلا فكان عليها أن تتجاهل الأمر وتهتم بأولادها وحياتها. نجاح فكرة الخماسيات فى نصيبى وقسمتك هل يمكن أن نراه فى تجارب أخرى؟ أعتقد أن نجاحها فى نصيبى وقسمتك ممكن يشجع صناع الدراما على إعادة التجربة أو حتى نعود للأعمال التى تدور أحداثها فى 13 أو 15 حلقة وهذا لايتعارض مع الأعمال الطويلة بالعكس فأنا مع الدراما التى تدور فى 60 حلقة شرط أن يكون المحتوى يحتمل حتى لايشعر المشاهد بالملل. ما هى أقرب حدوتة الى قلبك فى هذا الموسم؟ كلهم تقريبا وعلى فكرة كل حدوته فيهم لها أصل فى الحقيقة فأنا فى الكتابة لاأحب أن أخترع من دماغى ولكن حدوتة "نظرة فأبتسامة" كانت سهلة جدا فى كتابتها عكس 604 مثلا . حرصت على ألا تمر حدوته منهم دون رسالة محددة.. فهل كنت تقصد ذلك؟ بالتأكيد فأنا إتربيت فى بيت مؤمن بمقولة أن الفن رسالة لذا فمستحيل أن أقدم عمل دون أن يحتوى مضمونه على رسالة محددة. هل تنوى تقديم موسم جديد؟ هناك كلام بالفعل على ذلك ولكنى لم أستقر أن كنت سأقدم جزء ثالث أم لا فالموضوع مرهق جدا فأنا أعتبر كتبت 24 فيلم سينما فكل حدوته من المسلسل تنفع فيلم .