د. حاتم عبدالمنعم أحمد يعانى قطاع كبير من الشعب من مشكلات الدروس الخصوصية ومشكلات ارتفاع أسعار الفحوصات والكشف الطبي والعلاج، فمثلا مشكلة الدروس الخصوصية أشارت كل التقارير والدراسات إلى أن نحو 90% من الطلبة يحصلون على هذه الدروس مع ارتفاع أسعارها بشكل يفوق قدرات الطبقة الوسطى، وأصبحت مشكلة كبيرة. وهنا يبرز دور الجهود الشعبية والأحزاب السياسية، بجانب الجهود الحكومية بالطبع في مواجهة مشكلات الشعب، للحصول على رضائه؛ خاصة أنه في أمس الحاجة لمن يشعر بمشكلاته ويساهم في حلها؛ وإلا ما جدوى وجود أي حزب أو دوره وتزداد المسئولية على الأحزاب الداعمة للحكومة، والتى لها تمثيل كبير في مجلس الشعب والمحليات؛ لقربها وعلاقتها بالأجهزة الحكومية؛ مما يساعدها على حل كثير من المشكلات؛ مثل توفير فصول المدارس الحكومية لإعطاء الدروس المجانية في أيام الإجازات، وتوفير أماكن للكشوف والفحوصات الطبية وخلافه، وهناك تجارب ناجحة يجب الإشادة بها في هذا المجال، حيث تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى تجربة ناجحة في محافظة دمياط؛ من خلال المدرسة الثانوية العسكرية بالمحافظة، تحت رئاسة الأستاذ حسام بكري مدير المدرسة مع السيد عبدالعليم جمعة مدير إدارة دمياط التعليمية، والسيد سويلم وكيل الوزارة، والأستاذة هبة المنزلاوي، حيث يقوم كل العاملين في هذه المدرسة بفتحها يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع لإعطاء دروس مجانية لجميع الطلبة في جميع الفصول الدراسية في كافة المواد الدراسية، ويستفيد من هذه الخدمة نحو ألفي طالب أسبوعيًا ويشارك جميع أعضاء هيئات التدريس فيها، بجانب الاهتمام بالبعد الثقافي؛ من خلال غرس القيم الدينية والوطنية. ومن ثم فهذا نموذج معاصر يجب الاقتداء به وتعميمه ونشره في جميع المحافظات؛ بل وجميع الأحياء. ومن هنا نناشد السادة مديري المناطق والمدارس في كل مكان دراسة تعميم هذا النموذج؛ من خلال الإعلان عن فتح أبواب المدارس يومي الخميس والجمعة؛ لإعطاء دروس مجانية، وعلى أي مدرس لديه الاستعداد لعمل الخير، تسجيل اسمه في المدرسة؛ سواء كان من المدرسين الحاليين في الخدمة، أو من المدرسين المحالين للمعاش؛ للمساهمة في هذا العمل الخيري، ولو لبعض الساعات أسبوعيًا؛ لأنه إذا أعطى كل مدرس أربع أو خمس ساعات فقط أسبوعيًا؛ لأمكن مساعدة كثير من الأسر في أشد الحاجة لهذه الدروس، وأيضًا على السادة الأطباء أن يعطوا القدوة في العمل الخيري، وعلى القادرين المساهمة المالية في توفير العلاج للفئات المحتاجة، فمثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، ومن هنا أهمية ودور الجهود الشعبية بوجه عام، والأحزاب السياسية بوجه خاص في حل مشكلات الشعب إذا كانوا فعلًا يريدون الحصول على تأييده وتمثيله.