أشاد المشاركون في الجلسة التي عقدت بعنوان "دور الشركات والجهات المانحة فى مساعدة الدول الإفريقية فى مكافحة التهاب الكبد الوبائي"، ضمن أعمال المؤتمر الثالث للمؤسسة الإفريقية لعلاج مرضي الفيروسات الكبدية ALPA ، والذي يعقد تحت عنوان "بناء القدرات في مجال الفيروسات الكبدية للدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي"، بمشاركة خبراء من 20 دولة إفريقية، بتبني الرئيس عبد الفتاح السيسي حملات القضاء علي فيروس سي والتي بدأت بحلمة علاج مليون مريض ثم حملة القضاء علي قوائم الانتظار، وصولًا إلي مبادرة 100 مليون صحة للقضاء علي فيروس سي والأمراض غير السارية. وأكد المشاركون في الجلسة أنه دون وجود دعم سياسي قوي لن تنجح جهود المكافحة، وأن الجانب السياسي يلعب دورًا مهمًا لجعل الأدوية متاحة في القارة الإفريقية لكل المرضي بأسعار مناسبة لأبناء القارة الإفريقية. واستعرض المشاركون في الجلسة دور شركات الأدوية في توفير أدوية الفيروسات الكبدية بأسعار مناسبة خصوصًا أن 80 % من المصابين بأمراض الفيروسات يتواجدون في البلدان الفقيرة والمتوسطة. وطالب المشاركون في الجلسة بتعديل التشريعات واللوائح والسياسات محليًا دوليًا لتوفير الأدوية علي أكبر نطاق وبأقل تكلفة، كما شدد المشاركون على أهمية التدريب لمقدمي الخدمة ورفع الوعي الصحي للجميع سواء كانوا مرضي أولا. وقال الدكتور عمرو فهمي ممثل إحدى شركات الأدوية، إن مصر نجحت في خفض تكلفة علاج فيروس سي من 100 ألف دولار إلي 100 دولار فقط، مشيرًا إلي أن إنتاج المادة الفاعلة هو الأساس لوجود تكلفة مناسبة أو قليلة للعلاج. وأضاف فهمي أن كل 80 ثانية يموت مريض في العالم بسبب الفيروسات الكبدية، موضحًا أن التحدي الأكبر لمصر هو القضاء علي هذا المرض، موضحًا أنه تم علاج عدد كبير من الأشخاص بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث تم توفير العلاج لأكثر من 2 مليون شخص. وأشار إلي أن 80 % من المصابين بالفيروسات الكبدية في المناطق المتوسطة والفقيرة، وهذا يجعل التحدي أكبر، حيث هناك ما لايقل عن 10 ملايين شخص مصاب في إفريقيا، لافتًا إلى أن منظمة الصحة العالمية تسعى بحلول 2030 إلى اختبار 90% من المصابين بالفيروسات الكبدية وتقديم العلاج لهم. وقال: "نود أن تكون مصر خالية من فيروس سي أو خفض معدلات الإصابة به إلي أقل النسب العالمية، ونحن في المسار الصحيح لذلك ونأمل أن تكون إفريقيا خالية من فيروس سي بحلول 2025، والمهم أن يكون هناك إرادة سياسة قوية". وأضاف: "في مصر كان هناك برنامج رئاسي بدأ في 2015 بعلاج مليون مريض ونجحنا بالفعل في ذلك، وفي عام 2016 كان الهدف القضاء علي قوائم الإنتظار ونجحنا في ذلك أيضًا". وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طلب المساهمة في علاج مليون مريض بأسعار مناسبة للدولة، وهنا بدأ دورنا بإنتاج المكونات النشطة في العلاج، وعملنا للحصول علي براءة اختراع، وعملنا علي إنتاج الجزء الخاص بنا بدلًا من الاستيراد بمبالغ طائلة، وعملنا مع منظمات غير حكومية لإنتاج الدواء في ماليزيا حتي نحصل علي نسبة من العلاج سنويًا، وهذا غير طريقة التفكير لدي الجميع، مشيرًا إلي أن الشركة نجحت في جذب الأشخاص من جميع أنحاء العالم التي بها قوائم الانتظار. وقال أحمد الطيبي ممثل إحدى شركات الأدوية، إنه للأسف تلاحظ خلال السنوات الأخيرة أن ليس كل أصحاب المصلحة مجتمعين معنا للقضاء علي الفيروسات الكبدية، حيت إن هناك أكثر من جهة تقوم بنفس الدور، ولكن تم التغلب علي هذه السلبية في مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة 100 مليون صحة، مشيرًا إلي أن فحص 8 ملايين شخص خلال شهرين، أعلي نسبة في العالم. وتابع الطبيي: "كان المرض في مصر بمثابة كابوس، ولهذا كان القرار من أعلى مستوى سياسي بضرورة القضاء على هذا المرض، لافتًا إلى أن الجانب السياسي يلعب دورًا مهمًا لجعل الأدوية متاحة في القارة الإفريقية لكل المرضى وشركات الأدوية لديها الرغية، وكذلك في نقل الخبرات وإتاحة التسهيلات، مشددًا علي أهمية وجود المساندة السياسية، وبدونها لن ننجح في ذلك. وأوضح ممثل إحدى شركات الأدوية، أن مصر بها منظومة صناعة دواء عملاقة يعمل بها نصف مليون شخص تضم نحو 163 مصنعًا تغطي أكثر من 90% من الاستهلاك، موضحًا أن تكلفة الفيروسات الكبدية بلغت 1.5% من الاقتصاد القومي.