دائمًا تكون الإطلالات المتكررة للفنان مع جمهوره ربما تكون متوقعة لدى الأخير لكن قليلين من يعملون على مفاجأة جمهورهم بين الحين والآخر، هذا ما يلخص إطلالة الفنان رامي عياش خلال لقائه الخامس مع الجمهور المصري ضمن فعاليات الدورة ال 27 لمهرجان الموسيقى العربية، الحفل الذي أحياه الفنان محاولًا التغلب على مرضه إثر إصابته بنزلة برد. بالرغم من آثار الإجهاد والتعب التي بدت في حركة رامي ووقفته على المسرح إلا أنه بقي محافظًا على كاريزماته في لقائه مع جمهوره، يداعبهم بين الحين والآخر ويفتح معهم الأحاديث بل يقدم لهم اعتذارًا على حالته الصحية إذا كان هناك شيء لم ينل رضاءهم في غنائه هذه المرة بسبب مرضه ويداعبهم قائلًا: "معلش إذا ما في شيء عجبكم ولا كأنكم سمعته". اختار عياش هذه المرة أن يظهر بإطلالة مختلفة في بداية حفله الذي بدأه بالنشيد الجمهوري المصري "بلادي بلادي" الأمر الذي استدعى انتباه الحضور الذين وقفوا اصطفافًا وتحية إلى النشيد، ليواصل الفنان المشهد بتقديمه أغنية تحية إلى مصر ولعل هذه الإطلالة التي ظهر عليها رامي غير متكررة بل أنها تحمل ذكاءً منه بكونه يقدم التحية لمصر بشكل مختلف يؤكد فيه على اعتزازه بالبلد التي يقف على أرضها ويشير لرمزية مكانتها بين غيرها من الدول العربية. لم يقبل عياش على تقديم حفله للعام الثاني المتتالي بمهرجان الموسيقى العربية بنفس الشكل الذي ظهر عليه بالعام الماضي عندما قدم دويتو "بالعكس" بصحبة مطربة الأوبرا أجفان بل قدمها بمفرده لكنه حاول تقديم فكرة آخرى من خلال مشهد آخر جمع فيه عدد من أطفال كورال أوبرا القاهرة والذين قدم معهم أوبريت أغنية "أمي" الذي قدمه قبل سنوات بصحبة عدد من النجوم ويبدو أن رامي جعل من هذه الفكرة لمسة وفاء إلى والدته التي ذكرها في بداية حفله حينما قدم لها التحية وروى أنها كانت تجلس أمامه في أولى حفلاته بالمهرجان قبل سنوات. عياش يعرف مزاجية الجمهور المصري جيدًا لذلك حرص على أن يقدم لهم عدد من أغاني العملاقة مثل فيروز وعبد الحليم حافظ باعتبارهم الأقرب لأذواقهم حيث تغنى بأغنيتي سواح، وإديش كان في ناس ويواصل الفنان إسعاد جماهيره بتقديمه لأغنية "الناس الرايقة" التي يتصاعد معها صقفات الحضور وتفاعلهم بالغناء معه. جمهور رامي عياش كان أغلبه بالأمس من الشباب من الجنسين الذين تفاعلوا مع أغنياته مثل خليني معاك، وسوا، ومن الشباك وغيرها وظلوا يطلقون له عبارات المحبة بين الحين والآخر، وفي إحدى وقفاته الغنائية التي طالبته فيها إحدى الحاضرات بالنزول إليهم قال لها "لا أستطيع إذا أنتي بتريدي أطلعي هون على المسرح معانا وبنشيل أجهزة الصوت" مما أثار ضحكات الجماهير بالقاعة. يبقى عياش صاحب مكانة متفردة لدى الجمهور المصري اللذيد الذي ارتبط بأغنياته التي تمزج في ألحانها بين المقسوم الشرقي والإيقاعات الغربية المعاصرة.