تناولت دراسة حديثة، الدلالات والمكاسب وسُبل تعزيز الشراكة، حول زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى ألمانيا.. فقد أعد مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية لحزب مستقبل وطن، برئاسة المهندس محمد الجارحي، الأمين العام المساعد للجان المتخصصة، دراسة حول زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى ألمانيا، وأهمية وودلالات الزِّيارة، وتحليل واقع وتطور العَلاقات الاقتصاديَّة المِصريَّة الألمانيَّة، مع الوقوف على أهم المكاسب المُتحققة والمُحتملة للزِّيارة، وسُبل بناء وتعزيز شراكة مُستدامة بين القاهرةوبرلين. حيث قام الرئيس "عبدالفتاح السيسي" في الثامن والعشرين من أكتوبر 2018 بزِيارة لألمانيا لمدة 4 أيام، وتأتي تلك الزِّيارة تلبيةً لدعوة المُستشارة الألمانيَّة "أنجيلا ميركل" للمشاركة في أعمال القِمة الُمصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكُومات أعضاء المبادرة الألمانيَّة للشراكة مع إفريقيا في إطار مجموعة العشرين، وتعتبر الزِّيارة الثالثة للرئيس "السيسي"، وتشكّل قمته مع "ميركل" السادسة له، وتكتسب الزِّيارة أهمية خاصة كون التواجد الرئاسي يحمل طابعين: أحدهما مِصريًّا يعني بالعَلاقات الثنائيَّة بين القاهرةوبرلين، وثانيهما إفريقيًّا يعنب بالشراكة الأوروبيَّة الإِفريقيَّة على مستوى قاري. وأشارت الدراسة، إلى أهمية زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا، حيث أُطلِقَتْ القِمة المُصغرة للقادة الأفارقة أعضاء المبادرة الألمانيَّة للشراكة مع إفريقيا في إطار مجموعة العشرين بناءً على مُبادرة دعتْ إليها المُستشارة الألمانيَّة "ميركل" في عام 2017، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي مع القارة الإِفريقيَّة، وإتاحة الفرصة لتحسين الظروف لجذب الاستثمار الخاص، بما في ذلك مجالات البنية الأساسية للدول الإِفريقيَّة، وبمقتضى المُبادرة تتعاون الدول الإِفريقيَّة مع شركاء التنمية والمنظمات الماليَّة الدوليَّة المعنية بالأوضاع في إفريقيا، بما في ذلك بنك التنمية الإِفريقي والبنك الدولي وصُندوق النقد الدولي، للعمل على وتنفيذ إجراءات تناسب أوضاع كل دولة على حدة. كما يعكس توقيت الزِّيارة الحالية للرئيس لألمانيا، دلالة مهمة فيما يتعلق بوجود رُؤْية مُخططة ومدروسة للتحركات الرئاسيَّة الخارجيَّة، فلم يكن اختيار ألمانيا وغيرها من الدول محط الزِّيارة الأخيرة للرئيس محض الصدفة، بل كان أمرًا مدروسًا ومُخططًا وفقًا للاحتياجات الحالية للاقتصاد المِصرىّ، كما هو الحال في زيارة الرئيس لليونان ثم روسيا ثم السودان. وأضافت الدراسة: "تتويجيا لتلك الزِّيارات الخارجيَّة الناجحة، وقبل أيام من انطلاق مُنتَدى شباب العالَم برعاية الرئيس، جاءتْ زِيارة "السيسي" الحالية لبرلين، تأكيدًا على اهتمام مِصر بالقضايا العالَميَّة، لاسِيَّما الإِرهاب والهجرة غير الشرعيَّة، كما تعكس الزِّيارة قوة العَلاقات بين مِصر وأكبر اقتصادات في أوروبا، وأن مِصر تعمل على تأكيد تعاونها مع الجميع في ظل مبدأ المصالح المُشتركة وليستْ التبعية، كما أنها تأتي مواكبة لعملية التنمية والبناء والإصلاح الشامل التي تقودها الدولة المِصريَّة. وتحمل الزِيارة، مجموعة من الدلالات والاعترافات من قِبل أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، ويتمثل أبرزها في الاعتراف بدور مِصر العالَمي في قضايا الإِرهاب والهجرة غير الشرعيَّة، والاعتراف بعودة الدور المِصري في دعم التنمية الإِفريقيَّة. وبلورت الدراسة، واقع وتطورات العَلاقات الاقتصاديَّة المِصريَّة الألمانيَّة، في عدد من النقاط التي تأتي في البداية التبادل التجاري، والاستثمارات الألمانيَّة في مِصر، والتعاون الإِنمائي، وذكرت الدراسة النتائج والمكاسب الاقتصاديَّة من زِيارة "السيسي" لألمانيا، حيثُ تمَّ على هامش الزِّيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائيَّة بين القاهرةوبرلين، وتضمنت النتائج والمكاسب الاقتصادية للزيارة رسائل مهمة، أبرزها شهادة دُوَليَّة بتعافي الاقتصاد المِصري، وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا. واختتمت الدراسة، أن ثمة متطلبات تبقى لبناء شراكات قويَّة مُستدامة، فرغم أهمية التحركات الرئاسيَّة المِصريَّة، إلا أن مُستقبل العَلاقات الاقتصاديَّة المِصريَّة الخارجيَّة يتطلب رؤى وإستراتيجيات جديدة للبناء، على أساس المصالح المُشتركة، حتى تتحقق استدامة العَلاقات الإستراتيجيَّة الاقتصاديَّة، بحيثُ لا ترتبط فقط بالتوجهات الرئاسيَّة، وفي هذا الإطار، يمكن استثمار الجانب المؤسسي في العَلاقة المِصريَّة الألمانيَّة، والمُتمثل في اللَّجنة الاقتصاديَّة الألمانيَّة المِصريَّة المُشتركة في برلين.. بحيثُ تتولى مهمة تحويل الاتفاقيات المُبرَمة إلى خُطوات ملموسة ومُحدَّدة على أرض الواقع، وإجراء عملية مراجعة دورية لمستوى تلك العَلاقات والمشروعات، ومعرفة ما تمَّ إنجازه، وما لم يتم إنجازه، والتغلب على العقبات أولًا بأول.