وفي قمة سابقة مع المستشارة أنجيلا ميركل استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارته الرسمية إلي العاصمة الألمانية برلين، بلقاء رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية، وشدد الرئيس خلال اللقاء علي أهمية عملية بناء الوعي لدي شعوب المنطقة لإدراك واقعها الفعلي ومن ثم الشروع في الإصلاح وصياغة الحلول بناءً علي تشخيص سليم علي نحو ينهي معاناة تلك الشعوب ويطلق مرحلة حقيقية من التنمية في المنطقة. وتلقي الرئيس السيسي، دعوة للمشاركة في أعمال الدورة القادمة لمؤتمر ميونخ للأمن عام 2019، مواكبة لتولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال 2019، لتعزيز التنسيق والتشاور مع مصر إزاء القضايا الإقليمية المختلفة. كما استقبل الرئيس السيسي، عدداً من رؤساء الشركات الأعضاء في الاتحاد الفيدرالي الألماني للصناعات الأمنية والدفاعية. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أشاد بتطور التعاون بين مصر والشركات الألمانية في المجال العسكري والأمني، الذي ساهم في دعم القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة المصرية، وتطويرها وفقاً لأحدث النظم القتالية العالمية، خاصة بعد أن تسلمت القوات المسلحة المصرية ثاني غواصة حديثة في أغسطس من العام الماضي، ضمن صفقة تضم 4 غواصات تمثل إضافة جديدة للقوات البحرية المصرية، وتساهم في تعزيز قدرات القوات المسلحة في تأمين السواحل المصرية. وأشار الرئيس إلي حرص مصر علي تطوير التعاون مع الشركات الألمانية في هذا المجال بما يساهم في تعزيز القدرات المصرية علي حماية الأمن القومي المصري. وقد أعرب رؤساء الشركات الألمانية عن سعادتهم بلقاء الرئيس، مثمنين التعاون القائم بين مصر وألمانيا، وحرصهم علي دفع هذا التعاون وتطويره علي مختلف المستويات خلال الفترة القادمة. تأتي الزيارة الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسي، إلي ألمانيا، والتي تستغرق أربعة أيام، في إطار التطورات والتغيرات المتلاحقة بمنطقة الشرق الأوسط، وحرص القيادة السياسية علي التشاور وتبادل وجهات النظر مع القيادة الألمانية، بما يؤدي إلي دعم الاستقرار والأمن في المنطقة. كما تُعد الزيارة فرصة هامة لبحث التعاون الثنائي في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين، والتي تقوم علي أساس من الشراكة الاستراتيجية وتبادل المصالح بين القاهرةوبرلين. زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للعاصمة الألمانية جاءت بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وتعد زيارة من أعلي مستويات الزيارات الرئاسية في العلاقات الدولية، وتعقد خلالها مباحثات قمة هامة بين الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لبحث التعاون الثنائي وجهود مكافحة الإرهاب والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن والجهود المبذولة في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية حيث تحظي هذه القضايا باهتمام كبير لدي الدولتين. وتأتي الزيارة أيضًا في نطاق المشاركة بأعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة ورؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا في إطار مجموعة العشرين وذلك بناء علي دعوة رسمية من المستشارة الألمانية للرئيس السيسي تقديراً لمكانة مصر وأهمية دورها في القارة السمراء. لقاء القمة بين الرئيس السيسي والمستشارة أنجيلا ميركل، هو اللقاء السابع بين القيادتين المصرية والألمانية حيث التقي الرئيس السيسي مع أنجيلا ميركل ست مرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية وذلك من منطلق حرص القيادة الألمانية علي الاستماع لرؤية الرئيس السيسي إزاء الأزمات والتحديات التي تمر بها المنطقة وإزاء الأوضاع في القارة الأفريقية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك بين القاهرةوبرلين. الدكتور بدر عبدالعاطي، سفير مصر لدي ألمانيا، أكد أن زيارة الرئيس الحالية إلي برلين تأتي في توقيت بالغ الأهمية حيث إنها تأتي قبل شهرين من بدء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في يناير 2019 والتي تتزامن أيضا مع بدء العضوية غير الدائمة لألمانيا في مجلس الأمن 2019 - 2020 وهو الذي يؤكد أهمية استمرار التشاور وتبادل وجهات النظر والتنسيق بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية السياسية والاقتصادية الدولية وعلي رأسها القضايا التنموية الأفريقية ودعم الدول الأفريقية في تنفيذ أجندة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030 وخطة التنمية الأفريقية 2063 وذلك في ظل مكانة ودور كل طرف في محيطه الإقليمي وعلي المستوي العالمي إذ تعد مصر ركيزة الاستقرار في المنطقة بينما تعد ألمانيا بمثابة قاطرة الاتحاد الأوروبي. تتسم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وألمانيا بالقوة والتميز والتنوع الواسع علي كافة الأصعدة وذلك من منطلق حرص القيادتين المصرية والألمانية علي دعم التعاون الثنائي بين القاهرةوبرلين في كافة المجالات ومن ثم فإن دعم التعاون الثنائي بين البلدين يمثل دائماً اهتماماً بالغاً في مباحثات القمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ووفقاً للتصريحات الرسمية للجانب الألماني، فإن هناك حرصاً ألمانياً علي دعم جهود الإصلاح الاقتصادي والتنمية في مصر ودفع حركة التبادل التجاري والاستثماري حيث أصبحت مصر بالفعل وجهة رئيسية للأعمال والاستثمارات الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وهناك فرص هائلة لزيادة الاستثمارات الألمانية في مصر في قطاعات مثل قطاعات الطاقة والكهرباء وصناعة السيارات وحماية البيئة ودعم التعليم الفني ودعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة.. ومن الجدير بالذكر فإن الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت نموا مطردا في حجم التبادل التجاري بين البلدين لتصبح مصر ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط حيث سجل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2017.. أعلي مستوياته بقيمة 5.8 مليار يورو وشهد النصف الأول من العام الحالي ارتفاعاً قوياً في الصادرات المصرية للسوق الألمانية في مقابل انخفاض ملحوظ للواردات المصرية من ألمانيا وهو ما ينعكس إيجابياً علي معدل التبادل التجاري بين البلدين ويشكل تراجعا في عجز الميزان التجاري بنسبة لا تقل عن 40٪. ووفقا لتقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات حول زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية للعاصمة الألمانية.. فإن السنوات الخمس الماضية كشفت التطور الايجابي الكبير في العلاقات المصرية الألمانية كان في صالح الدولتين وفي صالح السلام والتنمية والاستقرار في كل من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وجميعها أهداف مشتركة تسعي إليها كل من مصر وألمانيا. وأكد التقرير أن القضايا التي تمثل الأولوية للطرفين تأتي علي قمتها قضيتا مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية لاسيما أن مصر حققت فيهما إنجازا أصبح حديث العالم ولديها الآن ميزة ناجحة في المجالين مما يسعي الجميع للاستفادة منها فلم يخرج من مصر أي مركب هجرة غير شرعية منذ عام 2016. السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أكد أن لقاء القمة بين الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يتطرق لمشكلة الهجرة غير الشرعية والتي تعد شاغلا مشتركا لكلا البلدين، حيث أوضح الرئيس السيسي خلال لقائه مع الوفد البرلماني الألماني بالقاهرة قبل توجهه لزيارة العاصمة الألمانية الجهود الضخمة التي تبذلها مصر لمواجهة مشكلة الهجرة غير الشرعية وكبح جماحها وأكد الرئيس أهمية معالجة الجذور الرئيسية للهجرة غير الشرعية بالتوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها دول المنطقة وإعادة الاستقرار والأمن إليها. ومما لا شك فيه أن الجهود المصرية المبذولة في نطاق مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية تحظي بتقدير بالغ من الجانب الألماني وكذلك الأوروبي حيث انعكس نجاح هذه الجهود علي الحد من تدفق هذه الظاهرة إلي أوروبا خلال الفترة الأخيرة. الزيارة تتضمن لقاءات هامة علي رأسها لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس الألماني الفيدرالي "فرانك فالتر شتاينماير" وكذلك لقاء مع رئيس البوندستاح الألماني في المقر التاريخي للرايخستاج الألماني وتعد هذه هي الزيارة الأولي للرئيس للبرلمان الألماني كما سيعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي لقاء مع مجموعة متميزة من رؤساء الشركات الألمانية ولقاءات مع مجموعة من الوزراء الألمان. كما يشارك الرئيس في أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا في إطار مجموعة العشرين والتي دعت إليها المستشارة "أنجيلا ميركل".. ووفقاً لتقرير صادر من هيئة الاستعلامات فإن دعوة ميركل للرئيس السيسي لحضور هذه القمة للمرة الثانية جاء تقديراً لمكانة مصر وأهمية دورها في أفريقيا ولكونها تقود قاطرة التنمية في القارة السمراء انطلاقا من أعمال هذه القمة ويلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة هامة خلال أعمال هذه القمة المصغرة ويستعرض خلالها رؤية مصر في دفع وتعزيز جهود التنمية في أفريقيا لاسيما أن مصر سترأس الاتحاد الأفريقي العام المقبل 2019.. وطبقا لتقرير هيئة الاستعلامات فإن الفضل في إطلاق مبادرة الشراكة مع أفريقيا يعود لميركل من خلال رئاسة ألمانيا لمجموعة العشرين التي تضم أكبر 20 دولة علي الصعيد الاقتصادي. وأكد مسئول في وزارة المالية الألمانية، أن الأولوية لأفريقيا ليس معناها أن ميركل تريد إعداد خطة مساعدة مالية بل تود إيجاد فرصة لاجتذاب الاستثمارات والأرباح والوظائف انطلاقا من أن الدعم السياسي الذي تقدمه مجموعة العشرين يمكن أن يجعل هذه الدول أكثر جاذبية لجهات التمويل الخاصة.. وأعلنت المتحدثة باسم ميركل بأن التنمية الاقتصادية في القارة السمراء يجب أن تكون بوتيرة سريعة لتأمين مستقبل مناسب للشباب والحد بالتالي من ضغوط الهجرة غير الشرعية.. ووفقاً لتقرير هيئة الاستعلامات فإن القمة الأولي للشراكة مع أفريقيا في ألمانيا انعقدت في يونيو 2017 بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من زعماء أفريقيا حيث أكد الرئيس السيسي خلال القمة الأولي علي أهمية المبادرة التي تقوم علي خلق الشراكات مع المؤسسات الدولية بهدف خلق مناخ مواتٍ لجذب الاستثمارات لأفريقيا بشكل مستدام لتحفيز نمو الاقتصاد بها وتوفير فرص العمل ورفع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق آمال شعوب القارة السمراء في إيجاد سبل العيش الكريم. وأوضح الرئيس السيسي في كلمته أمام القمة الأولي عام 2017 بأن مصر تتطلع بأن تمثل المبادرة الألمانية قيمة مضافة تحقق ما سبق أن تضمنته مبادرة مجموعة العشرين بشأن دعم التصنيع في أفريقيا والدول الأقل نموا وستسعي مصر لأن تكون مساهمتها في المبادرة مساهمة بناءة تعمل علي إنجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة منها في ضوء ما تتمتع به مصر من روابط تاريخية وعلاقات قوية مع الدول الأفريقية وحثها علي المساهمة في دفع عملية التنمية في القارة بأكملها. أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة في إطار المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا في إطار مجموعة العشرين والمنعقدة حاليا في برلين من المتوقع أن يتم خلالها الاتفاق علي خطوات عملية وإجراءات فعالة لدعم التنمية في أفريقيا.