تحتفل الأمة الإسلامية اليوم بذكرى الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، والتى كانت علامة فارقة فى حياة المسلمين. وقد ترتبت على هذا الحدث الكبير نتائج وتأثيرات اجتماعية وسياسية متعددة. كما خرج به المسلمون فى كل العصور بدروس وعبر مختلفة، علينا أن نتذكرها ونستفيد منها: 1 - أراد النبي صلى الله عليه وسلم من هجرته أن يعلمنا الصبر وتحمل الصعاب في دعوتنا إلى الله، وألا نفقد الأمل من نصر الله واستجابته للدعاء. وهكذا أيها المؤمن، اصبر وتحمّل المتاعب في سبيل الله ومن أجل أن تنال رضا الخالق عز وجل. 2- أراد منا النبي الكريم أن نأخذ بالأسباب ولا نتكاسل أو نتقاعس عن العمل، فالهجرة هي عمل قام به النبي ليعطينا إشارة إلى أن الداعية إلى الله ينبغي عليه الأخذ بالأسباب. فلا يجلس في بيته ويقول إن الله لن يهدي هؤلاء الملحدين مثلاً! بل يحاول بكل طريقة، ويتبع كل أسلوب متوافر حتى يوصل كلمة الله إلى غير المسلمين. 3- أراد النبي صلى الله عليه وسلم من خلال إقامته في الغار وقوله لسيدنا أبي بكر: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا)، أن يعطينا درساً في قوة الإرادة وألا نحزن مهما أصابنا من مصائب، لأن الله مع المؤمن، ولذلك نجد أن المؤمن لا يُصاب بالاكتئاب مهما كانت الظروف! 4- أراد النبي الكريم أن يعلّمنا الثقة بالله جل وعلا، فلا يجوز لمؤمن رضي بالله تعالى ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن إماما، أن ييأس مهما كانت الظروف. وينبغي عليك أخي المؤمن أن تعلم أن الله هو الذي أراد لك هذه الظروف، وأن الخير بانتظارك، ولكن ينبغي أن تنجح في الاختبار وتثق بالله ووعده ولقائه وقدرته على كشف الضر عنك. 5- أراد نبينا عليه الصلاة والسلام أن يعطينا درسا في "فن الدعوة إلى الله "، من خلال ذهابه لقوم يستجيبون لدعوته في المدينةالمنورة. فلم يقعد وييأس من هداية قريش، بل اتجه نحو مدينة أخرى فيها تربة خصبة لدعوته إلى الله، ونشر رسالة الإسلام. وهكذا أخي المؤمن، لا تفقد الأمل من هداية الملحدين والضالين والبعيدين عن طريق الله، لا تقل إن الله لن يهديهم، بل تابع دعوتك إلى الله، وابحث عن أناس آخرين لتبلغهم معجزات القرآن، وتبيّن لهم عظمة هذا الدين الحنيف.