على الرغم من أن المساحة المزروعة بمحصول الطماطم تتجاوز 600 ألف فدان، وتغطي السوق المحلية، ويتم تصدير كمية كبيرة للخارج، إلا أن الأسواق تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الطاطمم، والتي تجاوز سعرها 10 جنيهات. "بوابة الأهرام"، ترصد مشكلات محصول الطماطم خاصة بعد انخفاض الكمية المعروضة في السوق المحلية، فضلا عن تقدم عدد من المزارعين ببلاغات للنيابة العامة ضد إحدى الشركات المستوردة لبذور الطماطم. قال جمال عطا الله، فلاح في وادي النطرون، إنه قام بزراعة 10 أفدنة من محصول الطماطم من نوع (023)، ولم يحقق المحصول أي إنتاجية تذكر. وأضاف: "عقب تحليل المحصول بمعرفة مركز البحوث الزراعية، ثبت وجود فيروس يطلق عليه (تجاعيد الورقة)، لم يكن موجودًا من قبل، مشيرا إلى أنه زرع نفس الصنف في السنوات السابقة ولم تكن هناك أي مشكلات في التقاوي، وكان يتم جني المحصول بعد 65 يوما من الزراعة. وأكد أن هذا النوع من تقاوي الطماطم والمعروف باسم (023) أغلى من جميع أنواع تقاوي الطماطم بنسبة أكثر من 150% لكونه ذات مواصفات جودة عالية، مضيفًا أن تكلفة زراعة فدان الطماطم تتراوح ما بين 45 ألفا إلى 50 ألف جنيه؛ لأن سعر "باكو" البذور يتخطى 5 آلاف جنيه، على الرغم من أن التاجر يستلمها من الشركة المستوردة بسعر 2750 جنيها فقط. وأشار إلى أن وزارة الزراعة، سحبت عينات من الأراضي الزراعية بمنطقة وادي النطرون ومنطقة النوبارية الأكثر تضررًا في محصول الطماطم، وثبت بعد إجراء التحليلات إصابة الزراعات بالفيروس. ولفت إلى أنه حرر محضر ضد الشركة المستوردة لهذا النوع من البذور، وأن عدد المحاضر ضد الشركة تجاوز 400 محضر بمنطقة وادي النطرون فقط. فيما أوضح حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أنه تمت زراعة 600 ألف فدان طماطم هذا الموسم، وأن المشكلة التي ظهرت في بعض الأماكن ناتجة عن تقاوي مغشوشة أدت لتدهور المحصول والإنتاجية، لافتا إلى أن العوامل الجوية لها دور كبير في انتشار فيرس تكظم الأوراق مع ارتفاع درجة الحرارة مما ينتج عنه تحور نوع الفيروس، ويصبح مقاوم للعلاج والمبيدات. وأضاف "أبو صدام"، أن الشركات المستوردة لتقاوي الطماطم أشارت إلى وجود تقاوي مغشوشة بالأسواق، ولكن الفصل في هذا الموضوع لدى القضاء، مشيرا إلى أن هناك غيابًا لدور الرقابة من وزارة الزراعة، على التقاوي والمبيدات، وتساءل "كيف دخلت تلك التقاوي إلى السوق؟، ولماذا لم يتم الكشف عليها من الحجر الزراعي قبل دخولها؟". وأشار إلى أن أسعار الطماطم ترتفع في هذا التوقيت من كل عام، وتسمى ب"العروة المحيرة" بين الصيف والشتاء، وأيضًا بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وارتفاع أسعار النقل والأيدي العاملة، وعدم توافر الآلات الحديثة في الزراعة والري. ومن جانبه، قال مجدي أبو العلا، نقيب فلاحي الجيزة، إن الطماطم منتج إستراتيجي، مشيرًا إلى أن الأسباب التي تؤدى إلى قلة المحصول هي ندرة المياه؛ حيث تؤثر على المحصول بالسلب، وتؤدى إلى تساقط الزهرة لذلك يجب توفير مياه الري في الترع ومحاور الرش. وأضاف "أبو العلا"، أن الزراعة كانت تنتج بذور الطماطم في السابق، أما الآن فبعض الشركات تقوم باستيراد البذور من الخارج، وأصبحنا نقوم باستيراد أنواع غير جيدة، مع العلم أن الهيئة كانت تنتج أفضل الأنواع من بذور الطماطم.