قال علييت خيرات سليم، عضو المركز الصحفي في حكومة إقليم شينجيانج، الذي يتمتع بالحكم الذاتي شمال غرب الصين، إن عودة الإرهابيين المنخرطين في التنظيمات الإرهابية في سوريا، إلى الصين مرة أخرى أمر من المستحيل حدوثه، مؤكدًا أن الإرهاب تدعمه دول معروفة لضرب استقرار دول أخرى، وأن الصين لن تكون ضحية لتلك المخططات. وتقول تقارير عن سوريا، إن قرابة 10 آلاف مقاتل، ينتمون إلى قومية اليوغور بإقليم شينجيانج، يقاتلون في صفوف داعش وجبهة تحرير الشام وعدد من التنظيمات الإرهابية في سوريا، ضد الجيش السوري المدعوم من روسيا، وبينما تتمسك الصين بالحل السلمي والسياسي في سوريا، إلا أن عودة هؤلاء المقاتلين إلى موطنهم بالإقليم، قد يشكل خطرًا يؤدي إلى أعمال إرهابية في البلاد، خصوصًا أنهم ينتمون إلى حركة تركستان الإرهابية المسلحة التي دعت في وقت سابق إلى إنشاء دولة إسلامية والانفصال عن الصين. وأكد علييت خيرات سليم، في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام"، أن الإقليم قد يواجه مشاكل لكنه يسعى إلى حلها بالتعاون مع الحكومة المركزية في بكين، والتي دعمت حكومة الإقليم بقرابة 10 مليون دولار هذا العام فقط، فضلا عن أن خطط التنمية الاقتصادية التي تنفذها الدولة تتضمن بشكل أساسي الإقليم، بما فيها مبادرة الحزام والطريق، موضحًا أن شينجيانج تمثل محور مهم في طريق الحرير الجديد، ومكان التقاء المسارات الثلاثة للطريق قبل خروجها من الحدود الصينية إلى الدول المجاورة، وفي المقابل يدعم المواطنون في الإقليم الحزب الشيوعي وسياساته، ويلتزمون بما أقره الدستور والقانون. وأضاف أن التطوير يتم في شينجيانج بشكل متسارع منذ خمس سنوات، وأن حكومة الإقليم وضعت خطط للاستثمار والسياحة في المقاطعة طويلة الأمد، حيث من المخطط أن يصل عدد السائحين الوافدين في 2070 إلى 2 مليون سائح، ما يرفع قيمة الناتج القومي الإجمالي إلى تريليونات الدولارات، خصوصًا أن الدخل المتوقع من السياحة، يتوازى مع موارد من مصادر اقتصادية أخرى، مثل توليد الكهرباء من مياه الأنهار الكثيرة المنحدرة من الجبال خصوصًا جبال أليتاي شمال غرب المقاطعة، وتوليد الكهرباء من طواحين الهواء والسولار، بهدف تصديرها إلى الدول المجاورة التي يعتبر بعضها في أمس الحاجة إلى إمدادات الكهرباء. ولفت إلى أن عدد السائحين الوافدين إلى شينجيانج، سيصل بنهاية العام الحالي إلى 100 مليون سائح، وهي طفرة كبيرة تصل إلى 120%، من عدد السائحين في عام 2017، والذي وصل إلى 40 مليون سائح، كما أن مطار أورومتشي الدولي بعاصمة الإقليم أوروموتشي سوف تصل درجة الإشغال فيه إلى أنه سيستقبل طائرة تحمل السائحين كل 3 دقائق على مدار اليوم. وأشار إلى أن مدينة كاناس شمال المقاطعة، هي درة الأماكن السياحية، وتساهم في الناتج القومي الإجمالي بقرابة 68 ألف يوان سنويًا من واردات السياحة فقط، بخلاف مصادر الدخل الأخرى، حيث لا تخلو المدينة من السياح صيفًا وعشاق التزحلق على الجليد شتاءً والمشاركين في المهرجانات والبطولات الدولية التي تستضيفها جبال أليتاي المغطاة بالثلوج في تلك الفترة من السنة، بخلاف محطات توليد الكهرباء من المياه المتدفقة من أعالي الجبال، والمزارع الطبيعية الشاسعة والثروة الحيوانية من الأبقار والأغنام والماعز والخيول. وأشار علييت خيرات سليم، إلى أن حكومة الإقليم، تخطط في الفترة المقبلة، إلى توسيع محطة قطارات أوروموتشي لتجميع البضائع، إلى مشروع متكامل يعظم الاستفادة الاقتصادية من محطة تجميع البضائع، ويزيد من حجمها لكي تتضمن النقل الثقيل، بالاستفادة من مشروعات الطرق السريعة التي تنجزها الحكومة المركزية حاليًا وآخرها الطريق السريع الذي اختصر الطريق من بكين إلى أورومتشي وقلل من الفترة الزمنية للانتقال من يومين أو ثلاثة أيام إلى فترة تتراوح من 15 إلى 17 ساعة تقريبًا، مضيفًا أن المشروع الجديد يحول المحطة إلى مركز تجاري متكامل يتضمن مولات تجارية كبيرة لماركات عالمية مثل كارفور وكوكاكولا المقرر أن يضخا استثمارات كبيرة في ذلك المشروع. وأشار إلى أن القطار السريع من بكين إلى شينجيانج، سوف يسهل من ربط الإقليم بالعاصمة الصينية، ويرفع من حجم رفاهية مواطني الإقليم، خصوصًا أن الحكومة تخطط لتعميم مشروعات الكهرباء والغاز الطبيعي في المدن والمناطق الفقيرة لكي تعم التنمية جميع أنحاء المقاطعة، مؤكدًا أن طريق الحرير الجديد ليس المشروع الاقتصادي التنموي الوحيد في شينجيانج، وأن الحكومة اعتمدت مشروع إقامة 6 خطوط مترو أنفاق في العاصمة أوروموتشي بطول 1000 كلم، سوف يتم افتتاح أول خطين منهما نهاية العام الحالي. وختم المسئول في حكومة إقليم شينجيانج، حديثه أن التنمية هي أقصر الطرق للقضاء على الإرهاب وتحقيق الرفاهية للمواطنين وعدالة توزيع الثروات، مضيفًا أن الإقليم يعيش فيه 23 مليون مواطن ينتمون إلى 56 قومية مختلفة يتعايشون فيما بينهم منذ آلاف السنين دون أي مشاكل أو حروب دينية أو عرقية، وأن المشروعات التنموية من شأنها تحقيق الاستقرار الذي يكون عاملا مهما في جذب الاستثمارات وزيادة حركة السياحة الوافدة، خصوصًا أن باكورة تلك المشروعات نتج عنها رفع دخل كل أسرة في الإقليم إلى 28 ألف يوان سنويًا.