احتفاءً بإعادة افتتاح قاعة إفريقيا، ينظم معهد إفريقيا، الذي ترأسه الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، برنامجًا حافلًا بالفعاليات المتنوعة وتشمل عروضًا أدائية وموسيقية وفيلمية، يشارك في تقديمها نخبة من الفنانين والموسيقيين من مختلف الدول الإفريقية، وذلك في الفترة ما بين 25 و30 سبتمبر الجاري. تشهد فعاليات اليوم الأول عرض أداء لعازف الكمان التونسي زياد زواري، يليه عرض للموزع الموسيقي والمغني "يوسو ندور"، بالتعاون مع أوركسترا "شرقيات"، التي يقودها الموسيقار المصري "فتحي سلامة" الحائز على جائزة جرامي. ويعود "يوسو ندور" من جديد في 26 سبتمبر ليقدم عرضًا آخر، بصحبة فرقته " لو سوبير لإيتوال دو داكار" (نجم داكار)، التي تشتهر بدمج الموسيقى الشعبية والتقليدية في غرب إفريقيا، مع مزيج من الإيقاعات الإفريقية والكاريبية، وإيقاعات البوب، ويعد ندور أحد أبرز رموز الموسيقى السنغالية، وحاز على جائزة غرامي، وأصدر ما يزيد على 20 ألبومًا غنائيًا منذ بداية مسيرته الفنية. بينما تحيي فعاليات اليوم الثالث المغنية والمؤلفة المالية الحاصلة على جائزة غرامي "أومو سانغاري"، والتي تعكس موسيقاها طابعًا إفريقيًّا واضحًا، رغم تأثرها بأنواع موسيقية متعددة مثل الروك والفانك والسول. وتستمر فعاليات برنامج الافتتاح بعرض أداء للموسيقار الإثيوبي "مولاتو أستاتكي" أحد أكثر الفنانين تأثيرًا في إفريقيا، والملقب ب "أبو الجاز الإثيوبي"، والذي ابتكر دمجًا جديدًا للأنواع الموسيقية، وإيقاعات الموسيقات الإفريقية والأمريكية والأوروبية. كما يقدم البرنامج عرضًا لفيلم بعنوان "أوبرا العالم" للمخرج "مانثيا دياوارا"، تروي خلاله الأوبرا الساحلية الإفريقية "بنتو وير" قصة درامية عن الهجرة الأبدية، ويعد الفيلم الذي تم تصويره العام 2007 في باماكو، بمثابة مرآة ساعدت دياوارا على بناء قصة جمالية حول الدراما القائمة والمستمرة المتعلقة بالهجرة بين الشمال والجنوب، وأزمات اللاجئين المستمرة، من خلال استخدام الرقص والغناء. وتقدم فعاليات اليوم التالي الفنانة "ليسا سيمون"، التي رُشّحت لجائزة غرامي كمغنية في فرقة "ليكويد سول"، لألبومها الذي صدر في العام 2000، وقد عرفت على نطاق واسع باعتبارها مغنية متميزة في الجاز والسول، وهي أيضًا ابنة الأسطورة نينا سيمون. كما يشارك في فعاليات البرنامج الدي جي "بيتر أدجاي"، وهو فنان صوتي مفاهيمي معاصر، ويعد أدجاي شخصية رئيسة في المشهد الموسيقي الإفريقي المعاصر، وقد تم عرض أعماله في تيت مودرن، ومعهد الفن في شيكاغو ودار سومرسيت وغيرها. وتختتم فعاليات الافتتاح بملتقى دولي بعنوان "5-زائد-1: إعادة التفكير في التجريد"، يقام بالتزامن مع معرض "فرانك بولينغ: خريطة العالم"، الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون، ويركز الملتقى - الذي يستمر لمدة يوم واحد - على آثار المعرض الأصلي 5-زائد-1، الذي جرى تقييمه من قبل فرانك بولينغ في العام 1969، في حين يقام مساءً عرض أداء تقدمه الفنانة والشاعرة الغنائية "سومي"، وهي فنانة أمريكية ذات أصول إفريقية قامت بتطوير نوع جديد من الموسيقى هو "الجاز الإفريقي الجديد"، وهي حاصلة على درجة الماجستير من كلية تيتش للفنون في دراسات الأداء بجامعة نيويورك. جدير بالذكر أن معهد إفريقيا يعد منصة عالمية التوجه لأبحاث العلوم الإنسانية والاجتماعية، والوثائق، والدراسة والتعليم حول إفريقيا، ويهدف إلى تدريب جيل جديد من المفكرين النقديين في دراسات الأفارقة والإفريقيين في الشتات، وهو معهد بحثي أكاديمي متعدد التخصصات، مقره الشارقة ومخصص لدراسة وإجراء الأبحاث والتوثيق حول إفريقيا، وشعبها، وثقافاتها في الماضي والحاضر والمستقبل، وصلاته المتعددة مع العالم، يعمل المعهد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات حاكم الشارقة، ويكلف المعهد بدراسة وتوثيق الروابط التاريخية والمعاصرة بين إفريقيا ومنطقة الخليج العربي. .