كان نتاجًا طبيعيًا لرفض القوى السياسية لمواقفه المتلونة مع كل اتجاه، أن يبحث حمدين صباحي مؤسس تيار الكرامة عن دور من أجل إرضاء بناء مجد شخصي زائف؛ ولو كان ذلك على حساب الوطن. فالسنوات الماضية كانت شاهدة على فشل صباحي في تولي أي منصب بالدولة، كما أنه لم يحقق أي نجاحات؛ سواء خارجية أو داخلية. في هذا الوضع السَيِّئ لم يجد صباحي سوى جماعة الإخوان الإرهابية للجوء إليها؛ ربما يجد دورًا في زمرتها يرضي تطلعاته. اليوم - خلال كلمته بمؤتمر ما يسمى ب"الحركة المدنية الديمقراطية المصرية" - حاول صباحي مغازلة "الإخوان" بكلمات مثل (التغيير فرض عيني على كل مواطن - سلطة منكرة يجب على كل مسلم أن يكون ضدها بلسانه أو بيده - يرونها بعيدة ونراها قريبة).. وهي عبارات وردت عشرات المرات على ألسنة قيادات الجماعة الإرهابية بالخارج. صباحي الذي يعيش حاليًا حالة موت سياسي إكلينيكي بعد هزيمته في جميع الجولات، اختار الدفاع عن مواقف جماعة الإخوان الإرهابية والمؤيدين لها ضد الدولة. وهذه الخطوة كانت متوقعة، بعد إحباط مخطط الجماعة الإرهابية باستخدام معصوم مرزوق ومجموعته لإثارة البلبلة في مصر؛ حيث وجدت في حمدين الرغبة في أداء أي دورعلى الساحة السياسية عقب عدم قدرته على الترويج لشخصه في الأوساط الجماهيرية. كلمة صباحي تلقفتها قنوات الجماعة الإرهابية، وأذاعتها عشرات المرات من أجل التشهير بالدولة المصرية في الخارج، وتعزيز موقف قيادات الجماعة الذين يواجهون العزلة في الخارج، بعدما اقتنع العالم بالدور المشبوه للجماعة في هدم الدولة.