أعلنت وزارة الموارد المائية والري، عن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية رسميا، اليوم الأحد، لافتة إلى أن المشروع يعد بمثابة هدية لشعب مصر، ويعتبر نقطة تحول في تاريخ إنشاء وتنفيذ المنشآت المائية الكبرى على مجرى النيل الرئيسي. وأوضحت الوزارة في بيان صحفي، أن العمل استمر في تنفيذ أكبر مشروع مائي مقاوم للزلازل على نهر النيل في مصر بعد السد العالي، ومن أعظم المشروعات القومية التي نفذتها الدولة، وذلك على مدار 6سنوات من العمل المتواصل، بتكاليف تجاوزت 6٫5 مليار جنيه. ويأتي اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهذا المشروع الضخم، في إطار اهتمام الدولة بتنمية محافظات الصعيد، وإقامة المشروعات التي تخدم الزراعة والري، لتحقيق التنمية المستدامة بها، ويأتي المشروع أيضًا، كثمرة لجهود الشعب المصري وإصراره على النهوض بمصر وحمايته، والانتقال بها إلى مستقبل أفضل، حيث يسهم هذا المشروع العملاق فى تحسين رى وزراعة مليون و650 ألف فدان، فضلا عن توليد طاقة كهربائية نظيفة بقدرة 32 ميجاوات، من خلال 4 توربينات، توفر نحو 15 مليون دولار سنويا، حال إنتاج نفس الكمية باستخدام الوقود الأحفوري التقليدي. قناطر أسيوط الجديدة وأشارت الوزارة في بيانها، إلى أن المشروع تم تنفيذه بتضافر جهود أكثر من 3 آلاف عامل ومهندس وفني، اكتسبوا من خلال العمل خبرات كبيرة ستفيد مصر فى المشروعات القومية الأخرى، حيث تخطت مكاسب هذا المشروع القومي العملاق من مجرد تحسين عملية الري، ودعم التنمية المستدامة بصعيد مصر، لتسهم فى إكساب جيل كبير من الشباب المهارات والخبرات التى أهلتهم لسوق العمل، بما يتواكب مع احتياجات المشروعات الكبرى. وشهد المشروع رفع كفاءة وخبرة ومهارات آلاف العاملين به، ليصبحوا على دراية بأدق التفاصيل، كما أثمر المشروع عن إعادة تأهيل جزيرة بنى مر، برفع منسوبها لأعلى منسوب للمياه خلف القناطر الجديدة، ليتمكن المزارعون من زراعتها طوال العام، بعد أن كان يتم زراعتها لموسم واحد فقط، وتغمرها المياه باقى العام. قناطر أسيوط الجديدة وألمح بيان الوزارة، إلى أن من مكتسبات مشروع قناطر أسيوط الجديدة، تيسير حركة الملاحة النهرية، حيث تم إنشاء هويسين ملاحيين من الدرجة الأولى بأبعاد 17مترا للعرض، وبطول 170 مترا يسمح بمرور وحدتين ملاحيتين فى ذات التوقيت فى زمن عبور قياسى، يقدر ب 11 دقيقة، بما يتزامن مع خطة الدولة الرامية لتطوير النقل النهري ضمن المشروع التي تقوده الدولة؛ لخلق ممر ملاحي يربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، ليكون بمثابة ممر تنموي لدول حوض النيل، خاصة لتلك الدول التي تفتقد إلى منافذ بحرية منها، مما يعد نقلة حضارية واقتصادية واجتماعية لتلك الدول. ويسهم المشروع، في إنشاء 4 مراس للسفن؛ لوضع المحافظة على خريطة السياحة النيلية، وهو ما يسمح للسياح بالتوقف والتجوال داخل معالم محافظة أسيوط الأثرية، وهو ما لم يكن متاحا قبل إنشاء القناطر الجديدة، وسيسهم فى رواج البرامج السياحية، خاصة أن أسيوط تضم بين جنباتها جميع الآثار من الفرعونية والمسيحية والإسلامية. قناطر أسيوط الجديدة ويعتبر المشروع، بمثابة نقلة حضارية فى الصعيد، تم فيه حفر وردم نحو 6 ملايين متر مكعب من الرمال، وبلغت فيه أعمال الأحجار لنحو 360 ألف متر مكعب حجر، ومن أهم مكوناته بعد الهويس، المفيضان الغربى والشرقى، ذواتا البوابات الثماني، للعمل على التحكم فى تنظيم المياه ومناسيبها، ويصل وزن البوابة الواحدة لنحو 80 طنا، بعرض 17 مترا فى 9 أمتار، والمفيض مكون من 3 فتحات، عرض الفتحة 17 مترا، وكلها منشآت خرسانية بالدرجة الأولى، تم فيها صب نحو 425 ألف متر مكعب من الخرسانة المسلحة، ونحو 60 ألف طن حديد تسليح. ويضم المشروع، الكوبرى العلوي الذى يربط بين شرق النيل فى مدينة الفتح، وغرب النيل بمدينة أسيوط، فى اتجاهين، بعرض 20 مترا، وحمولة 70 طنا، مما كان له أكبر الأثر في إحداث سيولة مرورية كبيرة، كذلك السد الغالق، وهو سد ترابى مسطح، على مساحة 30 فدانا غرب المشروع، بجوار منطقة الوليدية، وفيه مخرج الكوبرى ومنطقة خضراء، تقدر بنحو 25 فدانا، تم اعتمادها كمكتسب للمشروع، حيث تعد كمتنزه ومتنفس للمنطقة بأكملها. قناطر أسيوط الجديدة وتضم منطقة المتنفس كذلك، بعض المبانى الخدمية، منها مبنى إدارى للعاملين، يضم إدارتين، الأولى؛ تابعة لوزارة الري، والثانية تابعة لوزارة الكهرباء، باعتبارهما الجهتين المالكتين للمشروع، وهناك مبنى للإطفاء، ومسجد لخدمة العاملين، ومبنى محطة طلمبات فى البر الغربي. ويضم المشروع، غرفة التحكم بأعلى موقع بالمبنى الإدارى المطل على المشروع، وتم ربطها بالبوابات، مما يتيح لها فتح وغلق البوابات إلكترونيا، كما تتحكم فى رصد حركة المياه فى الهويسين، ومناسيب المياه خارج وداخل الهويس، ورفع المياه وخفضها لعبور السفن، وإتمام دورة التفريغ والعبور وضبط مناسيب المياه لبوابات المفيضين الغربى والشرقي، ومتابعة حركة الملاحة، وكذلك عمليات المراقبة والتدخل الفورى عند أى طارئ. قناطر أسيوط الجديدة وأكدت وزارة الري في بيانها، أن مشروع قتاطر أسيوط الجديدة، يعد تجسيداً للإستراتيجية التي أعلنتها الوزارة لإدارة وتنمية الموارد المائية (4 ت)، وتحديداً المحور المعني بترشيد استخدامات المياه. كما أن المشروع يعد من أهم مخرجات المخطط الإستراتيجي للوزارة، حتي عام 2050؛ لإحلال أو تدعيم المنشآت الهيدروليكية الرئيسية على النيل، والرياحات والترع الرئيسية، والذي يهدف إلى وضع خطة ديناميكية للتعامل مع المنشات، سواء بالصيانة أو الإحلال.