قال الدكتور هاني أبو العلا، الأستاذ بجامعة الفيوم و الخبير بهيئة التخطيط العمراني، إنه منذ عقد بروتوكول كيوتو 1997 تمخضت رؤية عامة لدى 200 دولة مشاركة تتمحور حول تنمية المدن لتحويلها من مصادر لمشكلات التلوث وغيرها إلى مصادر داعمة للتطوير وجودة الحياة، لافتًا إلى أنه ظهرت العديد من المصطلحات فيما بعد هذا البروتوكول تتعلق جميعها بمفهوم تنمية المدينة ورسم صورة أقرب للصورة المثالية للمدن، وكان من بين تلك المصطلحات، التي تعج بها الدراسات والأبحاث: المدينة الرقمية و المدينة الإبداعية والمدينة المستدامة والمدينة النظيفة والمدينة البيئية وأخيراً" المدينة الذكية smart city. وتابع، في حديثه ل"بوابة الأهرام"، كنت أتساءل حينما اتخذت المدن الذكية مجالاً لاهتماماتي البحثية؛ لماذا لا تولي الدولة هذا الموضوع بالعناية رغم أن دولة كالهند أصبحت رائدة في هذا المجال وزادت عدد المدن الذكية فيها عن 180 مدينة في 2018، مشيرًا إلى أنه كان في غاية السعادة مع إعلان القيادة السياسية بدء توجه الدولة نحو تبني فكرة المدن الذكية فهو إيذان ببدء مرحلة جديدة من التنمية المستدامة الحقيقية، وستكون قادرة على حل كثير من مشكلات العصر. وأردف حديثه بالقول، المدينة الذكية ليست المدينة التي تُدار بالتكنولوجيا الرقمية ولا المدينة نظيفة الشوارع فحسب بل تتعدى ذلك بكثير، فالمدينة الذكية لها عدة محاور للتطوير تتزامن لتسهم في إكسابها صفة المثالية، ومن هذه المحاور: الاقتصاد الذكي ذو الاستثمارات المبتكرة، و الإدارة الذكية ذات الرؤى الواضحة ذات الشفافية في القرارات، والبيئة الذكية ذات الأثر النافع، و الطاقة الذكية ذات التكلفة المنخفضة منخفضة الملوثات، النقل الذكي منخفض التكلفة صديق البيئة، فضلا عن السكان الأذكياء المبدعون في أساليب استخدامهم لموارد البيئة والخدمات. واختتم بالقول، المدينة الذكية هي التي يمتزج فيها تطوير البنيان بتنمية الإنسان، ونحن نثمن الفكرة ونثني عليها كثيراً، ونوصي صانعي القرار مع بدايات إنشاء مدن ذكية بالبدء بالتنمية البشرية، حيث الاهتمام بالانسان والمكان معاً، فليست هناك مدن ذكية بلا سكان أذكياء، لافتًا إلى أنه التوجه الجديد لدى الدولة المصرية التي نظرت بعين الاعتبار لتطوير المواطن المصري والاهتمام بملفي التعليم والصحة.