أسفر هجوم انتحاري اليوم الأحد تبنته حركة طالبان، عن مقتل ثلاثة جنود تشيكيين كانوا ضمن دورية في شرق أفغانستان، في اعتداء يعد الأكثر دموية منذ أشهر يستهدف قوات حلف شمال الأطلسي. وأفاد بيان لقوة "الدعم الحازم" التابعة لحلف شمال الأطلسي أن "انتحاريا قتل ثلاثة عناصر من قوة الدعم الحازم ضمن دورية راجلة مشتركة مع القوات الأفغانية في شرق أفغانستان". وفي براغ، أعلن الجيش أن الجنود القتلى تشيكيون. وأضاف حلف شمال الأطلسي أن جنديا أمريكيا وجنديين أفغانيين أصيبوا في الهجوم. ووقع الهجوم الذي نفذه شخص واحد راجل الساعة 06,00 بحسب التوقيت المحلي في بلدة شاريكار في ولاية باروان الواقعة 60 كلم شمال كابول، وفق المتحدثة باسم حاكم الولاية وحيدة شاهكار. وأعلنت حركة طالبان في بيان مسئوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أنها قتلت أو أصابت ثمانية جنود أمريكيين في "تفجير تكتيكي". إلا أن الجيش التشيكي أكد في بيان أن القتلى الثلاثة هم من جنوده. وقال وزير الدفاع التشيكي لوبومير ميتنار: "تأثرت بشدة بالوفاة المأسوية لجنودنا الثلاثة وأتقدم بأحر التعازي لعائلاتهم". وبذلك، يرتفع إجمالي عدد قتلى الجيش التشيكي في أفغانستان إلى 13. وأقر مسئولو حلف الأطلسي بأن "عنصر القوة الذي أصيب بجروح أمريكي" لكنهم ذكروا أن القوات "تتبع سياسة تقضي بعدم الإفصاح عن هوية الضحايا قبل أن تعلنها السلطات الوطنية المعنية". وأنهى حلف شمال الأطلسي عملياته القتالية في أفغانستان عام 2014، وسحب معظم قواته، لكنه لا يزال يحتفظ بقوة تضم 16 ألف عنصر تتولى مهمة التدريب ومكافحة الإرهاب. وذكر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون في البيان أن 41 دولة تشارك في هذه القوة. ويشكل الأمريكيون 13 ألفا من هؤلاء، من بينهم ألفان أوكلوا مهمات قتالية لمكافحة الإرهاب. وقتل عنصران من القوات الأمريكية في أسبوع في يوليو، ما يرفع عدد العسكريين الأمريكيين الذين لقوا حتفهم هذه السنة في أفغانستان إلى أربعة، وقتل 11 جنديا أمريكيا في 2017. وتشهد أفغانستان تصعيدا في حدة التوتر هذا الصيف، خصوصا مع نشاط عسكري أفغاني وأمريكي كبير شرق البلاد في ولاية نانجرهار، على الحدود مع باكستان وشمال غرب ولاية فرياب قرب إيران حيث يتعرض الجيش الأفغاني لهجمات تشنها طالبان. وانخفض عدد الضحايا في صفوف قوات حلف شمال الأطلسي بشكل كبير منذ سحب غالبيتهم من ساحة القتال، لكن طالبان وتنظيم داعش كثفا هجماتهما ضد أهداف حكومية ومدنية على السواء. وفي يوم الجمعة، هاجم انتحاريان يرتديان زيا نسائيا مسجدا شيعيا في غارديز عاصمة ولاية باكتيا، أثناء اكتظاظه بالمصلين، وأسفر الاعتداء عن مقتل 35 شخصا وإصابة أكثر من 90 بجروح. وفتح المهاجمان النار على حراس المسجد قبل أن يطلقا النار على المصلين ويفجرا نفسيهما. والشهر الماضي، فجر عنصر من تنظيم داعش نفسه قرب مطار كابول الدولي ما أسفر عن مقتل 23 شخصا بينهم سائق يعمل لدى وكالة فرانس برس ويدعى محمد أختر. وأعلن تنظيم داعش الذي يسعى إلى تعزيز حضوره في أفغانستان مسئوليته عن الهجومين.