حفرت طلته و"إيفيهاته" تأثيرًا كبيرًا ومحببًا لعشاق الكوميديا، فرغم أدواره البسيطة التى لعبها بحرفية إلا أنه غمر قلوب المشاهدين بالكوميديا التلقائية التى كانت تفجر الضحكات. استطاع خلال فترة قصيرة حجز مكانه وسط فنانى جيله ليكون واحدًا من أهم نجوم الكوميديا الذى يصنعون البهجة على شاشة السينما. محمد شرف.. الذي بدأ حياته الفنية بدور محدود فى مسلسل "أرابيسك" الذي استطاع خلاله أن يحفر اسمه فى الأذهان، لاسيما بعدما تمكن بأدائه الملفت جذب المشاهد نحوه. وكان "أرابيسك" بمثابة فاتحة خير على الممثل حديث العهد بالفن، الذي شارك في أعقابه فى عشرات الأدوار، ثم فتحت السينما له ذراعيها بعد دوره فى "فيلم ثقافي" عام 2000 وانطلق بعدها بفيلم "حرامية في تايلاند" عام 2003 وظرف طارق وأسف على الإزعاج وإكس لارج". ولد" شرف" في مدينة الإسكندرية في (19 فبراير 1963)، ثم تخرج في المعهد الفني التجاري في عام 1984، وبعدها سافر إلى مدينة القاهرة من أجل العمل في المجال الفني الذى كان يحلم به. طرق كل باب من أجل الوصول إلى هذا الحلم حتى اقتنص دورًا ملفتًا مع أحد عباقرة السينما في مصر، أمام الساحر محمود عبد العزيز عام 1995 فى فيلم " البحر بيضحك ليه". لعب الحظ دوره مع "شرف" حينما لحق بالعمل مع المخرج المبدع الراحل عاطف الطيب فى فيلم "ليلة ساخنة" بطولة نور الشريف ولبلبة، وكانت هذه آخر أعمال "الطيب" الذي توفى على أثرها. ترك" شرف" بصمته الفنية من خلال إفيهاته والتى كان من أشهرها "ما ولع سيجارة قدامك إنت خالي" من فيلم "حرامية في تايلاند" مع كريم عبد العزيز، و"احنا عمرنا سألنا الأسئلة دي يا كلاوي"، " وافتح أنا عمدة" من فيلم الرهينة عام 2006 مع أحمد عز، وتركب قطر الشغل يادوب تعملك قرشين، تلاقي قطر الجواز فاتك، وهوب قطر العمر يتقلب بيك فيلم "آسف على الإزعاج" عام 2008، والذى أصيب بعده بأزمة صحية عام 2008، نتيجة إصابته بانسداد في شرايين المخ، والذي خضع بعدها لثلاث عمليات جراحية، ثم أصيب بعدها بمضاعفات أجبرته عن التوقف والابتعاد لفترة طويلة عن الساحة الفنية. ظروفه المرضية كانت دافعًا لإنفاق كل مايملك للعلاج، إلى أن تكفلت نقابة المهن التمثيلية بمصاريف علاجه، وبعدها تماثل للشفاء وعاد مرة أخرى للسينما، حيث شارك النجم خالد الصاوي بطولة فيلمه "أخلاق العبيد". كان آخر لقاء تليفزيوني للفنان الراحل، على فضائية دي إم سي، عبر برنامج مساء دي إم سي، عبر فيه الفنان الراحل عن امتنانه لمساعدة عدد لافت من الفنانين له من أبناء جيله لاسيما أشرف ذكي وأحمد حلمي ومحمد هنيدي وطارق لطفي، خاصة بعدما أنفق كل ما يملك من مال خاص على العلاج. بعد مسيرة فنية طويلة وعطاء كبير، رحل "محمد شرف" أمس بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 55 عامًا تاركًا خلفه جمهور لا ينساه.