جاءت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء قوائم الانتظار لمرضى العمليات الجراحية الحرجة، بادرة أمل قومية لتخفيف آلام وأوجاع، مواطنين يعانون متاعب صحية حادة، وذلك وفق برنامج زمني محدد، تشارك فيه مؤسسات الدولة كافة. وفي هذا الإطار بادر وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، بإصدار تعليماته لقطاع الخدمات الطبية بالوزارة بالتنسيق مع وزارة الصحة فيما يخص حالات المرضى، وذلك انطلاقًا من الدور المجتمعي للوزارة للمساهمة في توفير الرعاية الطبية للمواطنين. واستقبل مستشفى الشرطة بالإسكندرية عدة حالات من القائمة المحددة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة كبداية لتنفيذ توجيه رئيس الجمهورية. "بوابة الأهرام" تواصلت مع عدد من المرضي وأهاليهم. شريط أخبار القناة الأولى
قال عمر، نجل المريض علي حسين عطية، (صاحب محل تنجيد)، إن والده سبق أن تقدم بطلب للعلاج على نفقة الدولة لإجراء عملية تركيب دعامة في القلب بعد ما أرهقته ماديًا عمليتان جراحيتان سابقتان لتركيب دعامة بالقلب. وأضاف عمر: والدي تقدم بطلب للعلاج على نفقة الدولة منذ مطلع أبريل الماضي، ولكن لم نحصل على الموافقة النهائية، حتى قادت الصدفة والدي إلى غرفة عمليات مستشفى الشرطة بالإسكندرية لإجراء جراحته. وأوضح أنه أثناء مشاهدة والدتي للتلفاز الخميس الماضي، استوقفها في شريط أنباء القناة الأولى بالتليفزيون المصري، خبرًا صغيرًا عن توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لإنهاء قوائم الانتظار لمرضي العمليات الجراحية الحرجة، مشيرًا إلى أن والدته طلبت منه تقديم تذكرة (كتابة بيانات المريض وتحديد نوع العملية)، وذلك عبر موقع وزارة الصحة على شبكة الإنترنت. وتابع عمر: بعد 4 ساعات من تقديم التذكرة، تلقى والدي اتصالاً هاتفيًا من عميد طبيب بأحد مستشفيات القاهرة، يطلب فيه التوجه إليه السبت، لكن والدي اعتذر له نظرًا لبُعد المسافة بين الإسكندريةوالقاهرة، مقارنة بحالته الصحية المتردية. وأشار عمر، إلى أنه في اليوم التالي (الجمعة)، عاود العميد الاتصال، ليخبر والدي أنه يطلب مقابلته في مستشفى الشرطة بالإسكندرية، السبت، وبالفعل تم اللقاء، وأجرى والدي الكشوفات والتحاليل والفحوصات اللازمة، لنغادر بعدها وتم الاتفاق على إجراء الجراحة صباح الإثنين، مؤكدًا أنه أثناء الاتصال به فإن والده يخضع لإجراء الجراحة المطلوبة.
حلم تحول لحقيقة قالت سناء حسن حسن الحداد (ربة منزل 63 سنة): أحتاج إلى عملية قسطرة ودعامة على قلبي المُتعب منذ فترة، وبالفعل اصطحبني ابني إبراهيم إلى أكثر من مستشفى بمحافظة الإسكندرية ولكن كان يتعذر عليها إجراؤها لأسباب مختلفة. وأضافت "الحاجة سناء"، وهي تخرج صوتها بالكاد: لا أخضع لنظام التأمين الصحي، لذا قدمت لإجراء الجراحة المطلوبة على نفقة الدولة، لكن الانتهاء من الإجراءات قد يستغرق فترة طويلة وهو ما لا يتوافق مع حالتي الصحية المتأخرة. وتابعت: ابني إبراهيم جاءني مساء الخميس الماضي وأخبرني بمبادرة الرئيس السيسي، ليسجل بياناتي على الموقع المخصص لتنفيذ المبادرة، وبالفعل تم الاتصال بنا بعد صلاة الجمعة، وتم تحديد السبت لبداية إجراء الكشف اللازم. وأشارت "الحاجة سناء" إلى أنها لاقت استقبالًا وترحيبًا كبيرًا من ضباط وأطباء مستشفى الشرطة بالإسكندرية، مضيفة بالقول: "ناس محترمة وقالولنا اللي انتوا محتاجينه هيتعمل مجانًا، ومش هتشتروا أي مستلزمات خاصة بالعملية ودي توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي". وأكدت "الحاجة سناء" أنها أجرت الفحوصات اللازمة بدءًا من السبت متمثلة في تحاليل الدم الشامل، والموجات فوق الصوتية، موضحة أنها تتحدث إلى "بوابة الأهرام"، ظهر الإثنين، وهى تستعد لإجراء الفحص النهائي تمهيدا لتحديد موعد العملية، مؤكدة أن حلمها بإجراء الجراحة جاء خلال ساعات. مبادرة أنهت انتظار
وقال رأفت محمد محروس بدوي (61 سنة)، يحصل على معاش ضمان اجتماعي: إنه كان يواجه الموت يوميًا بسبب هجوم الأزمة القلبية عليه، موضحًا أنه أجرى عملية تركيب دعامة في القلب يوم 12 يوليو 2017، وكان يحتاج إلى إجراء عملية ثانية بعدها بشهرين لكن لم يتم. وأضاف العجوز رأفت: مبادرة الرئيس أنهت 10 أشهر من الانتظار على قائمة مستشفى شرق المدينةبالإسكندرية في سيدي بشر، حيث إنه تم الاتصال بي بعد 24 ساعة من تسجيل البيانات، قائلا: "لو قالي حلم مش هصدقه، ولما مستشفى الشرطة اتصل عليا افتكرت حد بيعاكسني وقفلت الخط، ورجعوا اتصلوا تاني". وتابع: عندما توجهت للمستشفى، تم وضعي على كرسي متحرك، واستدعوا طبيب القلب والكلى، لفحصي خاصة أن كلية واحد فقط تعمل، بينما تعاني الثانية ضمورا"، مؤكدًا أن تم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة السبت الماضي وتم منحي أدوية القلب والنقرس، وأنتظر تحديد موعد العملية خلال 48 ساعة. عملية ناجحة وقالت إيمان سعيد، ابنة المريضة راوية رمزي أحمد (60 سنة)، التي خضعت لإجراء عملية قسطرة قلبية وتركيب دعامتين، وخرجت من المستشفى، اليوم الإثنين: إن والدتها تعاني منذ سنة ونصف السنة قصورا في الشريان التاجي، وتم إجراء عملية قسطرة لها قبل أسبوعين بعد انتظار دام 8 أشهر. وأضافت إيمان أن والدتها كانت تحتاج إلى إجراء جراحة عاجلة لتركيب دعامتين، حتى يكتمل شفاؤها، وتصادف ذلك مع اتصال أحد الأقارب ليخبرنا بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدمنا فيها يوم الخميس حتى تم إجراء العملية الجراحية والعودة إلى المنزل مرة أخرى في غضون 72 ساعة فقط.