تواصلت أزمات صرف الحوالات الصفراء للأسبوع الخامس على التوالي، حيث تكدس آلاف المستفيدين أمام مصرف الرافدين في القاهرة، أغلبهم محولون من بنوك أخرى لتصحيح أسماء أو الاستعلام عن حوالات غير واضحة، وسط تزايد حالات الإغماء بسبب الزحم الشديد والتصارع على الدخول. ووسط عجز أصحاب الحوالات الصفراء عن اجتياز أبواب "مصرف الرافدين" الذي يمثل لأغلبهم حلمًا ينتظرون تحقيقه منذ أسابيع عدة، عرض عليهم عدد من "السماسرة" تسهيل مهمة دخولهم البنك مقابل عمولة تتراوح بين 500 و1000 جنيه رغم أن بعض الحوالات لا تزيد قيمتها على المبلغ ذاته. وتعرض مصرف "الرافدين" لرشق بالحجارة، صباح اليوم الأحد، بعد مشادات بين أصحاب الحوالات ورجال الأمن أمام أبواب البنك إلا أنه تمت السيطرة عليها بسرعة قبل أن تتفاقم بواسطة عدد من العقلاء، وسط تزايد المطالبات بسحب الصرف لمستفيدي فروع "المعقل" و"كرارة مريم" و"حيدر خانة" من "الرافدين" وتحويلها لبنوك أخرى، لتخفيف حالة التكدس والزحام. بوابة الأهرام" رصدت آراء معاناة العديد من أصحاب "الحوالات الصفراء" في السطور التالية، حيث قال إسماعيل جرجس إنه متواجد أمام "الرافدين" منذ 4 أيام، بعدما تم تحويله من بنك مصر لوجود خطأ بجواز السفر، يتعلق بحوالة تبلغ قيمتها 100 دولار، وبرغم مطالبته بصرف باقي الحوالات فإن البنك رفض. وأضاف جمال عبدالظاهر أن مسئولي البنك الأهلي فرع العباسية طالبوه بالتوجه لمصرف الرافدين بسبب تهالك الحوالة الصفراء الخاصة، موضحًا أنه متواجد أمام الأخير منذ 15 يومًا للاستعلام عن الحوالة لكن دون جدوى، حتى أن أحد السماسرة عرض عليه دفع ألف جنيه مقابل إدخاله لمصرف الرافدين فقط. ويتوافد محمد السيد أحمد،على مصرف الرافدين، منذ 22 يومًا يعد تحويله من البنك العربي الأفريقي لصرف حوالاته التي يستحق صرفها خلال الأسبوع الأول للصرف، أما محمد إسماعيل حجازي، من محافظة البحيرة، فيأتي يوميًا إلى القاهرة لمدة شهر كامل لصرف حوالات ورغم أنه اسمه موجود بالكشوف على الانترنت إلا أن البنك رفض الصرف، وطالبه بالحصول على ختم صاحب التحويل الذي تُوفى ولا يمكن الاستدلال على عنوانه. ويتواجد ريحان أبو زيد، بني سويف، منذ 25 يومًا، لصرف حوالات ب 1500 جنيه فقط، والغريب أن أحد السماسرة عرض عليه الحصول 500 جنيه مقابل تسهيل مهمته في تصحيح اسمه الوارد بالخطأ في الكشوف. ولم تكن أحوال محمد عبد لكريم، من محافظة أسيوط، بأسعد حالٍ بعدما فضل لمدة شهر كامل في صرف حوالات صفراء تبلغ قيمتها 740 دولار، بينما اضطر سلامة على، الموظف بالإدارة الصحية بأسيوط، الحصول على أجازة لمدة 10 أيام من أجل صرف حوالاته لكن دون جدوى. ويحكي محمد نجيب مرسي، من محافظة أسيوط، معاناته، قائلاً: إنه يبيت أمام "الرافدين" منذ أربعة أيام، في محاولة للبحث عن اسمه الذي لم يرد بكشوف الصرف، كما أوشكت النقود التي يحملها على النفاد، وكذلك حال ربيع عبد المنعم، من المنيا، الذي يبيت في الشارع أيضًا من أجل اللحاق بموقع على سلم "الرافدين" في الساعات الأولى للصباح وصرف حوالاته. ويقول محمد شحاته إن معظم أصحاب الحوالات أنفقوا أموالاً أكثر من قيمة المالبغ الموجودة بحوالاتهم، حتى أن أحد المستفيدين من محافظة الوادي الجديد قطعها أمام المصرف بعدما أنفق في المواصلات مبالغ أعلى من الموجودة بالحوالة. وتكررت المعاناة ذاتها، مع "شحته رسمي علي، ومايز محمود ومحمد نجيب، وعبد السميع عامر، وعبدالواحد رضوان، ويسرى عبد الله، وعبد الجواد سليم، والذين تم تحويلهم جميعًا لمصر الرافدين لأسباب يعتبرونها تافهة تترواح بين خطأ بالكشوف، أو عدم وضوح الحوالات التي يعود عمرها إلى 23 عامًا، ويتفقون جميعًا على ضرورة تدخل الحكومة المصرية لوضع حد لمعاناتهم.