"إحنا مش شحاتين علشان نطلب من فرنسا إنها تصرف على إنتاجنا السينمائي، فإنتاج الأفلام عند قناة arte، له قانون مرتبط بدخول منتج فرنسي". هذا ما أكده المخرج يسرى نصر الله، خلال الندوة التى أقيمت حول مشاركة قناة arte الفرنسية فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الحالية. وأشار نصر الله إلى أن فكرة الإنتاج المشترك بدأت مع المخرج الراحل يوسف شاهين، تحديداً خلال فترة الثمانينيات بفيلمه "وداعاً بونابرت"، وذلك عندما شهد الإنتاج السينمائى فى مصر تدهوراً كبيراً، حيث وصل عدد الأفلام فى ذلك الحين إلى 15 فيلما فقط فى العام، بعد أن كانت 100 فيلم. وتحدث "رميه بيورا"، المسئول بقناة arte الفرنسية عن فكرة إنتاج القناة للأفلام السينمائية وعرضها بالتليفزيون كعرض أول لمرة واحدة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتيح فرصة لأصحاب الفيلم لعرضه فى أكثر من قناة أجنبية. وهو ما يزيد من إقبال الجمهور على دخول الفيلم بالسينما. وأضاف رميه، أن arte لديها قناتان إحداهما بفرنسا وتعرض فيها الأفلام بدون دوبلاج صوتى، وأخرى بألمانيا بنسخة مدبلجة، الأمر الذى يتيح فرصة كبيرة لعرض مجموعة ضخمة من الأفلام التى تتنوع ما بين الروائية الطويلة والوثائقية. وشدد رميه، على أن القناة لا تقوم بالاشتراك فى إنتاج أى فيلم دون وجود منتج فرنسى، وقال إن هذا هو قانون المحطة ولا يمكن مخالفته، فى حين أن القناة لا تتدخل فى أى تفاصيل خاصة باختيار فريق العمل أو التوزيع وغيرها. وأشار إلى أن الأفلام التى تنتجها القناة لابد أن تحمل سيناريو جيدا، يحتوى على بعد قومى أو دولى، حيث يتقدم إليهم فى العام ما يقرب من 450 ألف مشروع لا يتم تنفيذ سوى 20 منها فقط. وهذا يعنى أنه إذا كان هناك تعاون بين arte ومصر فلابد أن يكون هناك سيناريو جيد من أجل الحصول على دعم القناة، وذلك لكى نصل بالفيلم إلى الجمهور الأجنبى وهو ما يتطلب توسيع العلاقات الدولية بين مصر والدول الأوروبية بهدف إيجاد شركاء دوليين. وأضاف رميه، أن قناة arte دائماً تحب المغامرة، فلا يهمها إذا كان صناع الفيلم يقدمون تجربتهم الأولى أم لا إذا كان مضمونه جيدا، وحتى إذا كان الفيلم وثائقيا وليس روائيا، حيث إن التلفزيون الفرنسى وتحديداً arte لديه وعى كبير والتزام بالاستثمار والعمل فى مجال السينما بعكس التلفزيون المجانى. وأشار أيضاً إلى أن إنتاج القناة للأفلام لا يرتبط بموضة معينة فى وقت معين، وإن كان هناك بعض الأفلام ذات المضمون الخفيف التى تم إنتاجها بعد نجاح فيلم "كراميل" للمخرجة اللبنانية نادين لبكى، ولكن فى النهاية الأمر مرهون بتوافر قصة جيدة تشجع القناة على إنتاجها. وبالنسبة لتوزيع الفيلم، قال إن هناك بعض الصعوبات التى تواجه arte مثلها مثل غيرها من القنوات، وحتى إذا كانت مشاركة فى أحد المهرجانات الخاصة بالسينما، فهناك عوائق كثيرة، وهو ماجعلهم يلجأون إلى الإنترنت، للتحدث مع نخبة كبيرة من الموزعيين وأصحاب القنوات فى كل أنحاء العالم. وأعلن رميه، فى نهاية حديثه أن قناة arte سوف تقوم بعمل نظام رقمى يتيح فرصة عرض الفيلم بأكثر من نسخة بدلاً من دبلجته. كما أكد أن تعاون مصر مع القناة لن يتم تفعيله بشكل سريع، حيث إن هذه هى المرة الأولى التى تشارك فيها القناة بالمهرجان، إلا أنه من الممكن أن يكون هناك تعاون مثمر بين البلدين خلال العامين المقبلين.