الكذب في تعاليمهم وأعرافهم غير القويمة وغير النزيهة مباح ولا غبار عليه، طالما أنه يحقق أهداف جماعتهم الخبيثة، وهم يجيدون بمهارة فائقة تقمص الأدوار الخادعة وارتداء الأقنعة، التي تعينهم على إتقان الكذب، ولم تعد هذه الصفة الذميمة مستهجنة من جهتهم؛ بل على العكس باتت خاصية ملازمة للإخوان الذين صدقوا أكاذيبهم من كثرة ترديدها بين أتباعهم، وانتقلوا لمستوى تصديرها للمواطنين باعتبارها حقائق غير قابلة للتشكيك والتمحيص. يفعلون ذلك دون أن يدركوا - لأنهم يعيشون في عوالمهم الافتراضية المصنوعة في خيالاتهم المريضة - أن المصريين كشفوهم، وعرفوا حقيقتهم وزيفهم بالتجربة على أرض الواقع، وبما أن حيلهم أضحت مكشوفة ومعلومة للكافة، بدأوا يبحثون عن أساليب ووسائل جديدة يحاربون بها الدولة المصرية، التي لا يكفون عن توجيه سهامهم المسمومة نحوها، وعثروا على ضالتهم المبتغاة في "سلاح الشائعات" مستعينين بلجانهم الإلكترونية المنتشرة على الشبكة العنكبوتية، وبواسطتها يروجون بضاعتهم الفاسدة من الأكاذيب والمهاترات والمغالطات. تراهم مثلا يزعمون عبر منصات التواصل الاجتماعي أن وزير التموين الدكتور علي المصيلحي، أعلن أنه ستضاف مادة إلى رغيف العيش لإضعاف خصوبة الرجال؛ بغرض الحد من الزيادة السكانية، أي خبل وخلل هذا، وهل من المعقول أن يصدر مثل هذا الكلام من مسئول في الحكومة المصرية التي تقدم التوعية للمواطنين بالآثار السلبية للزيادة السكانية، وتعد برامج إرشادية وتوعوية للأسرة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفكر في مثل هذا الفعل الغريب الذي يشيعه الإخوان، ومن سار في ركبهم. وأشاعوا كمًا رهيبًا من الترهات عن الكهرباء وفواتيرها، وأنها تنقطع في المحافظات، وتناسوا أنهم كانوا يستهدفون خطوط نقل الكهرباء بعملياتهم الإرهابية، وأنه في عهدهم - غير السعيد - كانت توجد مشكلة مزمنة في الكهرباء، وبذلت الدولة جهودًا جبارة لتوفيرها للمواطن بإقامة عدد من المحطات الجديدة. وقبلها أشاعوا زورًا وبهتانًا أن العناية الإلهية أنقذت ركاب طائرة مصر للطيران القادمة من لندن الخميس الماضي، عقب عطل حدث بها خلال تحليقها في الجو؛ بينما الحقيقة أن العطل كان بسيطًا، ووقع قبل إقلاعها، وهي لا تزال على أرض المطار، وجرى إصلاحه في نصف ساعة، وأقلعت الطائرة بدون مشكلات، لكن الإخوان قالوا إن العطل وقع وهي تحلق في الجو، وعادت لمطار هيثرو. ما سبق عينة صغيرة من أكاذيب وافتراءات إخوانية يمتلئ بها الفضاء الإلكتروني لا أساس لها من الصحة، وتجعلنا نتساءل عن المراد منها؟ نعلم جميعًا أن الإخوان فشلوا فشلا ذريعًا في تشويه صورة مصر في الخارج، وخابت مساعيهم ومخططاتهم في هذا الاتجاه، على الرغم من إنفاقهم أموالًا طائلة لهذا الغرض، وكانوا يراهنون على أن المجتمع الدولي لن يتعاون مع القاهرة، ثم صدمهم أن الأسرة الدولية تزداد ثقة يومًا بعد يوم في مصر، وخططها الإصلاحية الاقتصادية والمالية، وتتعاون معها بكثافة في مختلف الملفات الإقليمية والدولية، بل إن دول العالم أصبحت تدرك ما تمثله هذه الجماعة الإرهابية من خطر داهم على الأمن القومي لها، وآخرها الولاياتالمتحدة التي ناقش الكونجرس فيها قبل أيام قليلة تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي يشكل تهديدًا على الأمن الأمريكي. وبعدما أغلقت في وجوهم كل الأبواب والسبل داخليًا وخارجيًا لجأوا للشائعات كوسيلة تستهدف ما يلي: أولًا: بث روح الإحباط لدى الرأي العام. ثانيًا: زعزعة الاستقرار داخل البلاد. ثالثًا: هز ثقة المصريين في المسئولين عن إدارة شئون البلاد، وإظهارهم وكأنهم يعملون ضد مصالح المواطنين. رابعًا: تفتيت كتلة 30 يونيو؛ التي توحد المصريون على قلب رجل واحد تحت رايتها، وخرجوا رافضين استمرار الإخوان في حكم مصر التي لم يقدروا لا تاريخها ولا قيمتها ووزنها، وكانوا يسعون لإخضاعها لمبدأ السمع والطاعة الذي تأسست عليه الجماعة الإرهابية. تلك أغراضهم التي يجب أن يكون كل مصري مدركًا لها؛ فالإخوان لا يضمرون خيرًا لبلد عاشوا وتربوا وتنعموا في خيراته، وارجعوا إلى تاريخهم الأسود، ومؤامراتهم ضد مصر لتدركوا اعوجاج وفساد فكرهم ونهجهم.