السينما المصرية من أقدم الصناعات فى مصر، حيث قدمت العديد من الوجوه السينمائية اللامعة، كما قدمت أيضًا مجموعة كبيرة من الكومبارسات الذين ظهروا في الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، إلا أننا لا نتذكر إلا وجوههم وملامحهم التي حفرت أمام شاشات السينما، لتطبع داخل أذهان المشاهدين، دون معرفة أسمائهم، وذلك على الرغم من قيامهم بالعديد من الأدوار التي أثرت في تاريخ السينما المصرية.. ومن أشهر هؤلاء..
حسن أتلة ممثل مصري ولد في بورسعيد عام 1914 م، كان يمتلك محلاً لبيع وتأجير الآلات الموسيقية، وخصوصا الآلات النحاسية في شارع محمد على. بدأ نشاطه الفنى بالإذاعة، حيث كان أحد أبطالها. ظهر سينمائياً في بداية الخمسنييات بأدوار قصيرة يغلب عليها الطابع الكوميدى، نجح فيها باستغلال بدانته التي عرف بها. دخل السينما عن طريق الإذاعة، التي كانت أهم وسائل الترفيه في ذلك الوقت، من خلال البرنامج الشهير «ساعة لقلبك» الذي قدر موهبة الرجل، كما قدم ثنائيا كوميديا بالإذاعة عرف باسم «حسن وحسان»، ولكنه انفصل ولم تكتب له الاستمرارية. ومن أشهر كلماته «إنته نيلة أوى» و«منبه يا معنمي منبه» و«أنا عندي شعره ساعة تروح وساعة تيجي» رحل عن عالمنا في صمت دون أن يشعر به أحد. إحسان الجزايرلي إحدى أشهر نجمات زمن الفن الجميل، وتميزت بخفة دم غير متناهية، وهى من مواليد 25 يونيو عام 1905، وهي ابنة الفنان فوزي الجزايرلي الذي يعتبر من جيل رواد المسرح العربي، حيث أسس فرقة فوزي الجزايرلي مع ابنته إحسان وابنه فؤاد في عام 1917، وكانت والدتهما تعمل ممثلة في الفرقة وشقيقها الأصغر هو الممثل والمخرج والمؤلف ونقيب السينمائيين الأسبق فؤاد الجزايرلي. اشتركت إحسان مع والدها وشقيقها فؤاد، وباقي أعضاء فرقتهم، في أول فيلم مصري قصير مدته 3 دقائق باسم «مدام لوريتا» في عام 1919، إخراج لارتشي، بالتعاون مع ألفيزي أورفانيللي، صاحب أول ستوديو للتصوير والإخراج والإنتاج والمونتاج والتحميض في مصر. شكلت إحسان مع والدها فوزي الجزايرلي الشهير ب «بحبح أفندي»، أول ثنائي كوميدي في السينما المصرية، وكانت إحسان تجسد دور زوجته أم أحمد وساعدتها بنيتها البدينة بعض الشيء في اشتهارها بهذا الدور. ظل الكثيرون لا يدركون أن هذا الثنائي الكوميدي الذي أثار إعجاب الكثير في العديد من الأعمال الفنية المسرحية والسينمائية هما أب وابنته، حيث إن إحسان هي ابنة فوزي وليست زوجته، كما ظهرت في العديد من الأفلام السينمائية، وهذا يرجع إلى أن جسم إحسان أضفى عليها سنا أكبر من عمرها الحقيقي، وهو السر الذي أخفاه الأب وابنته على الجمهور الذي ظن أنهما زوجان من خلال أدوارهما في الأفلام والمسرحيات، حيث تزوجت إحسان من الفنان محمد الديب في عام 1938. ورحلت إحسان في سن الثامنة والثلاثين وهي في قمة تألقها. عبدالغني قمر النجعاوي الكبير، أحد أشهر النجوم في سينما السيتينات، ومن عائلة فنية فريدة، فشقيقه بهجت قمر، السيناريت الكبير، ووالد الشاعر أيمن بهجت قمر، اشتهر بأدوار كثيرة مثل «سلطان» في مسلسل « الضحية»، و«النجعاوي» فى فيلم «30 يوم في السجن». وعبدالغني قمر من مواليد حي بحري في الإسكندرية يوم 18 ديسمبر سنة 1921، حصل على دبلوم معهد التمثيل العالي عام 1950، ودراسات عليا في الفنون الإذاعية. في بداية حياته المهنية عمل موظفًا بالجمارك، ثم اتجه إلى الفن فالتحق بفرقة المسرح المصري الحديث بوظيفة ممثل، ثم انضم للفرقة القومية وفرقة إسماعيل يس. شارك في بطولة أكثر من 40 فيلما منها: «ورد الغرام» و«من القلب للقلب» و«حكم الزمان» و« صراع في الوادي» و”درب المهابيل”، وتوفى في العراق يوم 4 فبراير 1981 ودفن هناك. سامية رشدى بدأت حياتها الفنية كمطربة في عام 1941، حيث غنت أوبريت شهرزاد. شاركت في 15 مسرحية منها «يا عالم نفسى أتسجن» و«العبيط» و«عيله سى جمعة»، إلى جانب العديد من التمثيليات والمسلسلات التليفزيونية. عملت ممثلة قديرة في المسرح القومى، وتزوجت من الممثل الراحل علي رشدي وأنجبت منه ابنتين. تجاوزت أعمال سامية رشدى الستين عملاً، قدمت من خلالها أدوار الجارة الشعبية الطيبة، الحريصة على كرامة ابنتها وعائلتها، في رائعة نجيب محفوظ «بداية ونهاية» مع عمر الشريف وآمال فريد، وقامت بأدوار أكثر شراً، فى تاجرة الرقيق في فيلمي «رابعة العدوية» مع نبيلة عبيد وعماد حمدي، التي تحتال على البطلة لاستغلال جمالها في جني المال، ولكن يبقى النمط الأكثر ارتباطاً في أذهان المشاهدين، وهو دور الأم التي تسعى إلى إفشال علاقة ابنتها بحبيبها وتزويجها قسراً من آخر أكثر ثراءً، وذلك في فيلمي «سر طاقية الإخفاء» مع زهرة العلا وعبدالمنعم إبراهيم، و«سواق نص الليل» مع فريد شوقي وهدى سلطان. سعاد أحمد.. أم حميدة الفنانة سعاد أحمد ولدت 28 مارس 1907، وبدأت عملها كمنولوجست في شارع عماد الدين، إلى أن قدمها المخرج توجو مزراحي في فيلم (العز بهدلة) عام 1937، واشتهرت بتجسيد دور الحماة خفيفة الظل فى العديد من الأفلام منها «لهاليبو» و«عنتر ولبلب» و«القلب له أحكام» و«العيش والملح» ولكن يبقى فيلم ابن حميدو واحدا من أهم أدوارها، حيث جسدت دور أم حميدة زوجة حنفى شيخ الصيادين، بتلقائية وخفة دم شديدة، وقدمت مع عبدالفتاح القصرى فى الفيلم ثنائيا كوميديا مليئا بالإفيهات التى لا تنسى، وتوفيت سعاد أحمد يوم 2 أغسطس سنة 1962. علي عبدالعال ولد في 16 يونيو 1910، بدأ عمله الفني مع فرقة علي الكسار المسرحية، ثم انتقل إلى السينما التي يبلغ رصيده فيها 53 عملا، بدأهم بفيلم (خفير الدرك) عام 1936، واختتم مسيرته بفيلم (شاطئ الحب) عام 1961، وكانت الانطلاقة الكبرى له في فيلم (نور الدين والبحارة الثلاثة) في عام 1944، حيث كان اسمه مساويًا من حيث حجم البنط فى تترات الفيلم بجوار اسم الفنان إسماعيل يس، وذلك بعد أسماء على الكسار وإبراهيم حمودة وليلى فوزي، بينما جاء بعد اسمه ببنط أقل فى الحجم كل من الفنانة زوزو نبيل والفنان محمود المليجى، واعتمد في كوميديته على تركيبه الجسماني البدين و«إفيهاته» الساخرة. برغم تعدد أعماله الفنية إلا أنه ظل حتى وفاته بائعًا للسمك في محله الخاص لبيع السمك في عمارة استراند بباب اللوق وتوفي في 18 نوفمبر عام 1975. إلياس مؤدب اسمه الحقيقي، إيليا مؤدب ساسون، ترجع أصول والده إلى مدينة حلب السورية، اشتهر بأداء الأدوار الكوميدية، ولد في 6 فبراير 1916 وبدأ حياته العملية منذ شبابه في مهنة والده، وهي تصليح الساعات، وكانت مهنة هامة جدًا في ذلك الوقت، وكان يمتلك هو وشقيقه محلا لتصليح الساعات والنظارات في شارع عبدالعزيز بالعتبة، ورغم براعته الشديدة في هذه المهنة إلا أن الفن والتمثيل استهوياه بشكل كبير في شبابه، وقرر أن يجرب حظه في مجال التمثيل. بدأ بغناء أولى مونولوجاته بالفرنسية في ملهى «الأوبرج»، وعمل لفترة طويلة في هذا المجال، وهي ظاهرة غريبة بالنسبة لغير المصريين، ثم اتجه إلى الأغاني «الفرانكو آراب»، وكوّن فرقة غنائية مع أخيه وأبناء عمه، تلك الفرقة التي جالت بشارع عماد الدين وقدمت المونولوج الكوميدي في الأفراح والملاهي متوسطة الحال. ومن أشهر أدواره «معلوف» الذي أداها مع إسماعيل ياسين، صاحب أسلوب مميز في الكوميديا ولهجة شامية اشتهر بها وأضافت على خفة ظله طابعاً خاصاً، توفي في 28 مايو عام 1952 عن عمر يناهز 36 عامًا بسبب جلطة دماغية. ليلى حمدى.. رفيعة هانم
تلقت دراستها بمدرسة المعلمات بسوهاج، وتزوجت من تاجر اسمه عواد الزياتي كان عمدة القلج بمحافظة القليوبية ولها منه ولد، لتحترف الفن بعد طلاقها منه. عملت في المسرح مع فرقة (ساعة لقلبك) و(إسماعيل يس) و(السيرك القومي). الفنانة ليلى حمدى اشتهرت بتقديم دور المرأة السمينة بخفة دم شديدة، ومن أدوارها الشهيرة الخادمة السمينة فى «سكر هانم»، والتلميذة المشاكسة فى «شارع الحب»، وزوجة محمود المليجى فى « إسماعيل يس فى الأسطول» وغيرها من الأدوار. ومن المفارقات الطريفة، أن ليلى حمدى اشتهرت بلقب رفيعة هانم، رغم أنها كانت أبعد ما تكون عن اللقب، فقد اعتمدت على ثقل وزنها فى الأدوار التى قامت بها. وتوفيت فى30 يونيو 1973. محمود فرج ولد عام 1922، في أسرة متوسطة، محبة للعلم والفن، حصل على بكالوريوس التربية الرياضية، ثم حصل على بكالوريوس التجارة، ودرس الخدمة الاجتماعية، ولحبه لمجال الفن اتجه لدراسة الفنون المسرحية، وقدم عرض «عطيل»، وغيره من أعمال شكسبير على خشبة المسرح. وكان بطلاً في الملاكمة، وهو ما ساعده على دخول السينما، حتى أنه ارتبط في أول حياته الفنية بأدوار الرياضي مثل دوره في أفلام «أيامنا الحلوة»، و«إسماعيل ياسين في البوليس الحربي» في دور «مجانص»، ومن بعده التصق به هذا الاسم فنياً. أبرز أدواره في السينما المصرية هو شخصية «عفركوش» في فيلم «الفانوس السحري» مع الفنان إسماعيل يس، كما أن أحد أشهر الأدوار المرتبطة به في ذاكرة المشاهد شخصية «حنظلة» في فيلم «فجر الإسلام»، وخاصة جملته الشهيرة «شلت يدي..لا لا إنها سليمة». ورغم أن ملامحه وبنيانه فرضت عليه نوعية معينة من الأدوار الشريرة، إلا أنه كان طيباً رقيق القلب، متواضعا، خدوما بشهادة من حوله، لكنه توفي بعد رحلة طويلة مع مرض السكر فقد على إثرها إحدى قدميه، وعينه اليمنى. توفى في 5 يوليو 2009، عن عمر يناهز 87 عاماً. أنجيل آرام
اسمها الحقيقي (أنجيل آرام رابزيان)، ولدت في عام 1946، حازت على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للسينما، وقدمت العديد من الأدوار الصغيرة في السينما، ومن الأفلام التي شاركت بها: (شعبان تحت الصفر، السكاكيني، كراكون في الشارع، المشاغبات والكابتن)، كما شاركت في مسلسلات (هو وهى، غاضبون وغاضبات، ساكن قصادي). توفيت في عام 2011 عن عمر يناهز 65 عامًا. وابن الفنانة أنجيل هو المخرج والشيف الشهير أيمن عفيفي، خريح المعهد العالي للسينما، واشتهر أيمن عفيفي مؤخرا بالشيف أيمن بعد تقديمه برنامج طبخ على إحدى الفضائيات المصرية. سمير ولي الدين الفنان سمير ولي الدين، ولد في 10 أغسطس عام 1938 بمركز بني مزار التابع لقرية الجندية بمحافظة المنيا، كان والده يعمل مدرساً في الأزهر، والتحق سمير ولي الدين بالتعليم الأزهري، ولكنه لم يلتحق به مهنياً عقب تخرجه حيث كان مديرا عاما لملاهى القاهرة. ثم اكتشفه فنياً الفنان عبدالرحمن الخميسى، ليبدأ سمير ولي الدين أولى خطواته الفنية بعدة تمثيليات إذاعية، وبدأ مشواره السينمائي بفيلم «خذني بعاري» عام 1962 مع كمال الشناوي وسميرة أحمد، ثم ينطلق مشواره الفني بأكثر من 60 عملاً فنياً متنوعاً بين السينما والمسرح والتليفزيون، ففي المسرح ساهم بدور جابر الفراش بمسرحية «مدرسة المشاغبين»، وكذلك بدور الشاويش حسين في مسرحية شاهد ماشفش حاجة . وقد توفي الفنان سمير ولي الدين عام 1980، وقليل جداً من يعرف أن الفنان سمير ولي الدين كان قد أنجب نابغة كوميدية كبيرة ومحبوبة، حيث إنه والد الفنان الكوميدي الراحل علاء ولي الدين.