تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى ال 44 لوفاة الفنان الكبير اسماعيل يس، فى 24 مايو عام 1972، عن عمر يناهز ال 60 عاما، تاركا وراءه تاريخا فنيا مشرفا، نبع عن حبه الشديد للتمثيل منذ نعومة أظافره، وعشقه للموسيقار محمد عبدالوهاب، الذى أراد أن يصبح مطربا منافسا له. ولد اسماعيل يس يوم 15 سبتمبر عام 1912 وهو الابن الوحيد لصائغ ميسور الحال في شارع عباس بمدينة السويس وتوفت والدته وهو لا يزال طفلا يافعا. عانى يس، من فقدان والدته فى صغره، وتحمله للمسئولية بعد إفلاس محل الصاغة الخاص بوالده، نتيجة لسوء إنفاقه ثم دخل والده السجن لتراكم الديون عليه، وبدأت رحلة المشقة للصغير ذات ال 10 سنوات. اضطر يس، للعمل مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، منذ صغره ليستطيع الإنفاق نفسه منذ صغره، ثم تسببت زوجة أبيه فى تركه للبيت ليعمل مناديا للسيارات بأحد المواقف بالسويس. وعندما بلغ من العمر 17 عاما، اتجه إلى القاهرة في بداية الثلاثينات حيث عمل صبيا في أحد المقاهي بشارع محمد على وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية. اكتشفه المؤلف الكبير أبو السعود الإبيارى، الذى كونا معا ثنائيا فنيا رائعا، ورشحه الإبيارى، للاتحاق بفرقة بديعة مصابنى، وكان يقوم بإلقاء "المونولوجات" التى يكتبها الإبيارى، بطريقة كوميدية نالت حب جمهور بملهى بديعة مصابنى، وامتد عمله مع الإبيارى، إلى السينما والمسرح بعد ذلك. وبعد النجاح الكبير الذى حققه، أصبح يس، يلقى المونولوج الواحد في الإذاعة، نظير أربعة جنيهات، عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، و كان يقوم بتأليفه دائماً شريك نجاحه أبو السعود الإبياري. وفى عام 1939، ابتسم القدر للفنان اسماعيل يس، واختاره فؤاد الجزايرلى، ليشترك فى أول أفلامه السينمائية بعنوان "خلف الحبايب". اشتهر يس، بتجسيد الأدوار الثانية فى عدد كبير من الأفلام، ومنها "القلب له واحد"، "على بابا والأربعين حرامى"، و"ابن حميدو". ساهم يس، في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل علي مدي 12 عاما، من عام 1954 حتى عام 1966 قدم خلالها مايزيد علي خمسين مسرحية بشكل شبه يومي. قدم يس، سلسلة أفلام حملت اسم "اسماعيل يس" وحققت أفلامه أعلى الإيرادات، حيث أصبح واحدا من نجوم الصف الأول، وشباك التذاكر وقتها، واستطاع تقديم أكثر من 16 عمل فنى، فى العام الواحد، ومن أفلامه: "اسماعيل يس فى الطيران، اسماعيل يس فى مستشفى المجانين، اسماعيل يس فى البوليس، واسماعيل يس فى متحف الشمع". ورغم نجاحه الكبير، شهد عام 1961 انحسار الأضواء عن إسماعيل تدريجيا، فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فلمين فقط هما "زوج بالإيجار" و"الترجمان" وفي العام الذي يليه قدم "ملك البترول" و"الفرسان الثلاثة" و"انسى الدنيا"، ثم في الفترة من 1963 إلى 1965 لم يقدم سوي فلمين هما "المجانين في نعيم" و"العقل والمال". فوجيء يس، بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردا بالديون وتم الحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره، لتباع أمام عينه، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها "فرسان الغرام، وكرم الهوى، ولقاء الغرباء، وعصابة النساء" وعمل يس، مرة أخرى كمطرب للمنولوج كما بدأ، ثم عاد إلى مصر محطما كسيرا وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع ما قدمه من تاريخ حافل، ولم يجد الرحمة فى قلوب المحيطين به، وكان يعيش أسوأ فترات حياته وقتها. وبينما كان الرئيس السادات يفكر في تكريمه فقد وافته المنيه في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف، ولذلك كان يسمى "بالمضحك الحزين" فرغم أن أكثر افلامه كوميديه ومضحكه إلا أنه كان يعيش حزينا وخاصة آخر ايام عمره. في 15 سبتمبر عام 2011 قامت جوجل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوضع خربشة جوجل لإسماعيل يس في شعارها في مواقع جوجل في البلدان ذات النطاقات العربية بمناسبة الذكرى ال 99 لميلاده، الخربشة تمثل إسماعيل يس وهو يقوم بثلاثة أدوار. تزوج اسماعيل ياسين 3 مرات، ولم ينجب غير ولدا واحدا، هو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين من زوجته الأخيرة السيدة فوزية. في رمضان 2009، تناول مسلسل "أبو ضحكة جنان" السيرة الذاتية للفنان اسماعيل ياسين، وهو الوصف الذى اختاره أبو السعود الإبيارى، ليكون عنوان المسلسل، وقام ببطولته الفنان أشرف عبدالباقى، وشاركه البطولة رانيا فريد شوقى، وصلاح عبدالله، من تأليف أحمد الإبيارى، وياسين اسماعيل ياسين، وإخراج محمد عبدالعزيز.