نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عن منظمة الأممالمتحدة، اليوم الخميس، قولها إنها أوقفت قوافل عبر الحدود تحمل مساعدات من الأردن إلى جنوبسوريا، كانت بحاجة ماسة إليها، بسبب مخاوف أمنية وسط وابل من الضربات الجوية على البلدات التي يسيطر عليها المتمردون. وقال جان إيجلاند، رئيس بعثة الأممالمتحدة الإنسانية في سوريا، للصحفيين في جنيف، إن "توقف شريان الحياة الفعال للغاية عبر الحدود من الأردن، كان بسبب القتال في الأيام الأخيرة"، كما أكد وقف عبور أي قافلة مساعدات الحدود في اليومين الماضيين، بحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. فيما جاءت تصريحاته وسط وابل من الضربات الروسية على البلاد التي يسيطر عليها المتمردون في جنوبسوريا، ما أسفر عن مقتل 22 مدنيا، اليوم الخميس فقط، ما يجعله أكثر الأيام دموية بعد الهجوم الحكومي في المنطقة الإستراتيجية. وأشار رئيس بعثة الأممالمتحدة في حديثه، إلي أن جيش السوري ضرب الجنوب لأكثر من أسبوع بضربات جوية ونيران صواريخ وبراميل متفجرة بدائية بمساعدة موسكو، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل". حذرت الأممالمتحدة من أن أكثر من 750 ألف شخص معرضون للخطر في الجنوب، و الذي يتطلب توفير حماية له بوقف إطلاق النار الذي وضعته روسياوالأردن والولايات المتحدة في العام الماضي، لكنه أصبح من الصعب بعدما وضع الرئيس السوري بشار الأسد نصب عينيه على استعادة المنطقة. وأوضح إيجلاند "أن عشرات الآلاف من المدنيين يهربون للنجاة بأرواحهم"، واصفًا الوضع بأنه "يفطر القلب، لأن هذه المنطقة كانت شعوبها في أمان قبل عشرة أيام فقط". وحث إيجلاند روسياوالأردن والولايات المتحدة على إعادة إبرام اتفاق التهدئة الذي توصلوا إليه في المنطقة في يوليو الماضي، وأصروا على "أنهم يستطيعون فعل ذلك مرة أخرى". أفادت الصحيفة البريطانية بأن القصف أجبر بالفعل أكثر من 50 ألف شخص على الفرار من ديارهم بحثاً عن الأمان، وفقاً للأمم المتحدة، في حين أن آخرين يجلسون في قبوهم للانتظار خارج المداهمات، بحسب صحيفة "ديلي ميل". و أضاف رئيس بعثة الأممالمتحدة الإنسانية في سوريا، أن القتال "مكثف للغاية" لدرجة أن الأممالمتحدة فشلت في "التوصل إلى اتفاقات كافية بشأن المرور الآمن للقوافل"، ودعا "كل من لديه تأثير على الوضع" بما في ذلك روسيا والولايات المتحدةوالأردن "على بذل قصارى جهدهم لضمان حصولنا على هذا النوع من التأكيد، ثم استئناف القوافل". وقد أثار هذا الهجوم المخاوف من إعادة تنفيذ الهجمات في العام الماضي ضد المتمردين في حلب والغوطة الشرقية، بما في ذلك القصف المميت الذي أعقبه استعادة الأراضي واتفاق لإجلاء المتمردين من المناطق. وبينما يفر معظم المدنيين المتجهين إلى الأردن، قالت عمان إنها تنوي إغلاق الحدود، وتصر على أنها غير قادرة على استضافة الموجة الجديدة من اللاجئين. وذكرت الصحيفة البريطانية أن التقديرات تشير إلى أن البلد الصغير الذي يبلغ تعداده نحو تسعة ملايين نسمة قد استقبل ما يقرب من 1.3 مليون من السوريين الفارين، وأنفق أكثر من 10 مليارات دولار. وأثني إيجلاند، اليوم، علي مساعدات الجانب الأردني واصفًا إياها "بأنها كريمة"، وقال إنه يشعر بتردد في طلب المزيد منها، وخاصة في وقت كانت فيه الدول الأوروبية "لديها مشاجرة مثيرة للشفقة" بسبب استقبالها لأعداد أقل بكثير من المهاجرين واللاجئين، ولكنه ناشد الأردن أن "يبقي حدوده مفتوحة للاجئين"، "لأنه لا يوجد مكان آخر للذهاب."