"13 ساعة من البحث.. وفي النهاية جثة مقسمة ل 3 أجزاء ملقاة داخل برميل" ..عندما يحين الأجل وتكتب النهاية علي يد الشيطان الذي أغواه المال وتحكمت بغرائزه شهوات الدنيا، حينها تندلع الشرارة الأولى لارتكاب الجريمة، ويضع الجاني خطته رامياً الطعم بعد أن أغوي ضحيته، ولكن تبقى للقدر كلمتة الأخيرة، وتصبح قطرات الدم المنسابة على سلم البيت هي الشاهد والدليل على اكتشاف جريمة أرض اللواء! انتقلت "بوابة الأهرام" إلي منزل مكون من 6 طوابق بوسط شارع السلام بمنطقة أرض اللواء، حيث مسرح الجريمة التي راح ضحيتها تاجر أثاث قديم وأجهزة مستعملة "روبابيكيا" في العقد الخامس من العمر علي يد "أبو ممس" بمنطقة أرض اللواء. "عم عزام البواب الراجل الصعيدى الجدع" كلمات بسيطة ما زالت تتردد علي ألسنة الجميع من قاطني هذا الحي الشعبي بمنطقة أرض اللواء، توحي عن مدي الحب الذي كان يمتاز به المجني عليه وسط أهالي المنطقة، حيث أكد أحد الجيران أن المجني عليه لم يسبق له التشاجر مع أحد قائلا " عم عزام كان في حاله مكانش بتاع مشاكل، وعمري ماشوفته بيتخانق مع حد" . "كان فرح بنته بعد يومين..ملحقش يفرح بيها" بكلمات الحزن تلك بدأت الحاجة "فكرية" إحدى جيران المجني عليه حديثها، مشيرة إلي أن حفل زفاف ابنة المجني عليه كان بعد يومين، وأنه كان يعمل علي ترتيبات الحفل قائلة " كانت أمله في الدنيا هي وإخوتها الاثنين، كانت أول فرحته..بس ملحقش يفرح بيها، واتقتل غدر". وأمسك "عماد" أحد أصدقاء المجني عليه طرف الحديث مشيرا إلي أن المجني عليه كغيره من"الصعايدة" المغتربين يبحث عن لقمة العيش قائلا " كان عزام يعمل كحارس عقار بالمنطقة، وبعد مرور فترة استطاع توفير المال لإيجار محل صغير بوسط الحي لبيع وشراء الأثاث القديم والأجهزة المستعملة، كانت الأمور تسير بشكلها الطبيعي وتقتصر حياته فقط علي عمله وأولاده" . وأضاف أن الجاني تردد علي محل "عزام" كغيره ممن يترددون عليه لبيع الأثاث والأجهزة المستعملة، وقام ببيع بعض الأجهزة للمجني عليه في أول مرة، ولكن في المرة الثانية حدث اختلاف بسيط بينهما علي سعر الأجهزة، ويمر الوقت ويأتي يوم الجريمة ، ويتردد الجاني مرة أخري علي محل المجني عليه بزعم بيعه شاشة تليفزيون مستعمله، إلا أن المجني عليه كان متردد في شرائها قائلا " أنت حاجتك مبتتبعش وفقر" ولكن الجاني حاول اصطحابه إلي المنزل في تمام الخامسة مساء، ليري الشاشة..ويختفي عزام". وأكمل "عماد" حديثه قائلا " في تمام الثانية عشرة مساء خرجت زوجة المجني عليه في حالة من الذعر تخبرني بأن زوجها لم يرجع للبيت حتى هذا الوقت المتأخر، فقمت بتهدئتها وإخبارها بأنه قد يكون ذهب لشراء بعض الأجهزة أو الأثاث المستعمل للمحل، واصطحبت بعض من أصدقائنا وأقارب المجني عليه للبحث عنه، ولكن كل محاولاتنا بائت بالفشل" . "13 ساعة من البحث..وفي النهاية عثر علي جثة المجني عليه" أشار "عماد" إلي أنه بعد مرور أكثر من 13 ساعة من البحث عن المجني عليه في العديد من الأماكن، تم العثور علي جثته مقطعة إلي 3 أجزاء وملقي بها داخل برميل علي سطح أحدى المنازل بشارع السلام بالمنطقة، بعدما قام أحد سكان المنزل بإبلاغ الشرطة عن رؤيته للجاني فى أثناء حمله لبرميل وصعوده إلي سطح المنزل وعثوره علي العديد من قطرات الدماء المنساب من البرميل . ومن جانبه أكد أحد أقارب المجني عليه أنه عقب حضور رجال الشرطة إلي مكان البلاغ تم العثور علي "شبشب" المجني عليه وملابسه ملطخه ببعض من قطرات الدماء داخل منزل الجاني، وبالبحث تم العثور علي الجثة داخل البرميل. وأضاف أنه علي الفور قام رجال الشرطة بالبحث عن الجاني بمحيط مسرح الجريمة، وتم العثور عليه مختبئا في إحدى شقق المنزل، وتم عمل كردون أمني وتعزيزات أمنية بمحيط منزل الجاني منعنا لحدوث أي مشدات بين أهالي المجني عليه وبين الجاني وأهله، بعدما قام أحد أقارب المجني عليه بالتهجم علي الجاني محاولا قتله فى أثناء الإمساك به . وأشار إلي أن المتهم قام باستدراج المجني عليه بحجة بيع شاشة تليفزيون إليه، وعقب وصولهما حاول المتهم سرقة المجني عليه والحصول علي ما معه من مال قيمة الشاشة، لتحدث مشاجرة بينهما قام علي أثرها الجاني بتسديد عدة طعنات متفرقة بجسد المجني عليه وقام بتقطيع جثته إلي أجزاء ووضعها داخل البرميل . تم ضبط المتهم وإحالته إلي النيابة التي أمرت بحبسه 4 ايام علي ذمة التحقيق معه.