بعدما اقتحمت قواته عفرين بالتعاون مع مليشيات التنظيمات الإرهابية، وأحرقت الأخضر واليابس، يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاقتحام منطقة جبل قنديل التي تقع داخل العراق، على الحدود المشتركة بين تركياوالعراقوإيران، وذلك بحجة القضاء على الإرهاب ومطاردة حزب العمال الكردستاني. ويأتي ذلك بعد أيام قليلة، من وقوف النظام التركي الأردوغاني وراء الجفاف والعطش الذي يهدد أكثر من نصف المجتمع العراقي، جرّاء إقامة ما يسمى بسد أليسو في جناية أخرى تستوجب المحاسبة الدولية الفورية، حيث يهدد السد المقام على نهر دجلة الثروة الحيوانية والزراعية في العراق بالدمار، كما يهدد العراقيون بالعطش والجوع. فقد كشف جيش الثوار وهو فصيل كردي مسلح تابع لقوات سوريا الديمقراطية، في بيان رسمي أن المخابرات التركية عقدت اجتماعات منذ نهاية مايو الماضي، في معبر باب السلامة الواقع على الحدود التركية السورية عند ريف حلب الشمالي، مع قيادات الفصائل الإرهابية المنضوية تحت لواء تنظيمي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، خلال الأيام الماضية، وأنه تم الاتفاق على تشكيل مجموعات مقاتلة تمهيدًا لتنفيذ هجوم بري شامل على منطقة جبل قنديل عبر الحدود التركية، بالاشتراك مع الجيش التركي. وقال نائب القائد العام لجيش الثوّار، أحمد السلطان أبو عراج، إنّ "الاجتماع كان بطلب من الاستخبارات التركية للفصائل التي ترغب بأن تشارك في الهجوم على مواقع حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل"، مضيفاً بالقول: "الاستخبارات التركية طلبت من الفصائل المرتزقة بين ال 2000 وال2500 مقاتل من المدرّبين على القتال وأن يوزعوا على شكل مجموعات اقتحام وليس إسناد"، مشيرًا إلى أنّه خلال الاجتماع تمّ وضع الأسماء من قبل قيادات الفصائل المجتمعة، ووصل العدد إلى "7500 مقاتل مرتزق"، منوّهاً إلى أنّ "أحد قادة الفصائل المرتزقة وهو اللواء سليمان شاه (ابو عمشة) قال خلال الاجتماع : أنا أقاتل مع أردوغان حتّى على المريخ ليس بقنديل فقط"، كما أضاف بأنّ "الاستخبارات وضعت راتب شهري لكل مقاتل يصل إلى 750 دولار أمريكي، وأن القادة ستخصص لهم مخصصات وحوافز تختلف عن العناصر المقاتلة. واستدرك أبو عراج قائلاً: "لكن عادت الاستخبارات التركية وقالت بأنّ العمل تطوعي وليس إجباري"، مشيراً إلى أنّ "الفصائل والمرتزقة المدعومين من تركيا يدركون جيّداً أنّ عدم إبدائهم الموافقة على المشاركة بل التطوع سيغضب منهم تركيا"، وكشف أبو عراج عن اجتماعٍ آخر "سيُعقد بعد أيّامٍ قليلة، لوضع اللّمسات الأخيرة لغرفة عمليات قنديل المشكّلة من مرتزقة أردوغان". 5000 مقاتل من الفصائل الإرهابية يدخلون قنديل وكشف بيان جيش الثوار عن أسماء الفصائل الإرهابية التي استدعيت من قبل المخابرات التركية وعدد المسلّحين الذي سيشارك بهم كلّ فصيل، حيث سينضم للمعركة القادمة 200 مقاتل من لواء سليمان شاه، و200 آخرين من لواء السلطان مراد، و200 من لواء أحرارا الشرقية، و200 من لواء جيش الأحفاد، و200 من أحرار الشام، و200 من طلائع النصر، و200 من لواء المنتصر، و200 من جيش النخبة، و200 من الجبهة الشامية، و500 من فرقة الحمزة، بالإضافة إلى 1000 مسلح من فيلق الشام، إلى جانب بعض الكتائب التركمانية وبعض كتائب صغيرة أخرى، لكي يصل العدد الإجمالي إلى ما يربو عن 5000 مقاتل بخلاف مقاتلي الجيش التركي النظامي. وكان وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، قال في تصريح له إنّ تركيا ستبقى في جنوب كردستان لحين القضاء على كلّ "الجماعات الإرهابية"، بحسب تعبيره. مضيفاً أنّ تركيا "عرضت تنفيذ عملية محتملة في قنديل مع إيران التي أبدت دعمها للهجوم"، مشيراً إلى أنّ أنقرة "متّفقة تماماً مع بغداد" بشأن العملية. رئيس الوزراء العراقي يكذب الأتراك بيد أنّ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبّادي اعتبر التصريحات التركية حول شنّ عملية عسكرية في جبل قنديل، مجرّد دعاية انتخابية، نافياً وجود أيّ تفاهم مع أنقرة بهذا الخصوص، وقال العبّادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الثلاثاء الماضي، إنّ "سيادة العراق خطّ أحمر ولا يوجد أيّ نقاش مع الجانب التركي حول هذا الموضوع" موضحاً أنّ "التصريحات التركية مجرّد جزء من دعاية انتخابية". متابعا بالقول: "توجد قواعد تركية في مناطق حدودية صغيرة للمراقبة". ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى أنّ جبال قنديل منذ ستينيّات وسبعينيّات القرن الماضي، تعدّ مشكلة معقّدة جدّاً وعلى مرّ الحكومات المتعاقبة كانت السيطرة على هذه المنطقة أمراً صعباً، لافتاً إلى أنّ بغداد تراقب الوضع على الحدود التركية وأنّ منطقة جبل قنديل تعتبر "خارج السيطرة الأمنية العراقية، والجيش العراقي لم ينتشر في هذه المنطقة حتّى في أيام النظام السابق". إيران لا تدعم عملية جبل قنديل فيما أكدَّ العميد أبو الفضل شكارجي كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية، أن سياسة بلاده قائمة على احترام سيادة ووحدة أراضي الدول، ونقلت مواقع عربية موالية لإيران عنه قوله، إن "تصريحات أحد القادة العسكريين في تركيا الذي ادعى بأن إيران تدعم الإجراء العسكري التركي ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق غير دقيقة". وأوضح شكارجي، أن "إيران ورغم دعمها لأي إجراء مناوئ للإرهاب، لكنها تصف العمل العسكري داخل حدود بلد آخر بذريعة مكافحة الإرهاب، ومن دون الحصول على إذن من الحكومة الشرعية والقانونية لذلك البلد بأنه إجراء غير قانوني". مجلس شمال كردستان يدعو للوحدة فيما دعا مجلس شمال كردستان، الأكراد وباقي القوميات العرقية، إلى التوحد في مواجهة العدوان التركي المحتمل، وشارك النشطاء الأكراد المشاركين في فعالية الدروع البشرية بجبل قنديل، فيما استمرت الفعاليات والوقفات الاحتجاجية في سائر أجزاء كردستان العراق ضد عدوان جيش الاحتلال التركي على المناطق الكردية، وتستمر كذلك مساندة فعالية الدروع البشرية التي بدأتها حركة الشبيبة الوطنية وحركة المرأة الوطنية في 8 يونيو الجاري بجبل قنديل، فضلا عن ممثلين من قوات البيشمركة وعدد كبير من السياسيين. أردوغان فقد صوابه وتؤكد الأحداث، أن أردوغان قد فقد صوابه، وبات الأكراد يمثلون له كابوس حقيقي يسعى إلى التخلص منه عن طريق إبادتهم ومطاردتهم واعتقالهم، ولكن روح المقاومة لديهم تزيد خصوصًا في أوساط الشباب والأجيال الجديدة، وقد تسببت تحركاته الأخيرة لاقتحام جبل قنديل، في توحد الأكراد في الدول الأربعة العراقوسورياوإيران وحتى تركيا، حيث يمثّل جبل قنديل رمز مهم لهم فقد رويت أرضه بدماء أبناء الشعب الكردي، لذلك بدأنا فعالية الدروع البشرية في هذا المكان. ويعتبر الأكراد أردوغان، مثل الحية الجريحة التي تتحرك بمنطقة الشرق الأوسط وتبث سمومها في كل مكان، بهدف إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية القديمة، خصوصًا وأن الرئيس التركي يقوم بقصف جوي يوميًا ضد منطقة جبل قنديل، كما أن العمليات العسكرية الدائرة يوميًا بين قواته وقوات الكريلا "الجناح العسكري لقوات الدفاع الشعبي الكردستاني"، في منطقة جبل قنديل، من خلال القواعد العسكرية التركية في إقليم كردستان العراق والتي تتخطى 30 قاعدة، وذلك وسط صمت تام وعدم تحرك من حكومة الإقليم أو حتى الحكومة المركزية في بغداد. الاتحاد الوطني الديمقراطي يدعو إلى تحرك دولي في الوقت نفسه، دعا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إلى تحرك دولي عاجل لوقف العدوان التركي المستمر على منطقة باشوري كردستان، شمال الإقليم العراقي، بالقرب من جبل قنديل، مطالبًا المجتمع الدولي والأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي أن يتحركوا، انطلاقاً من مسؤولياتهم الكاملة والمنصوصة في بنود تلك المنظمات الدولية وقوانينها. وأكد الحزب في بيان له، أن مقصد النظام التركي ليس فقط قنديل، التي تمثل الثورة والقيم والعيش المشترك وحقيقة الشعب الكردي الحر، إنما يتعدى ذلك إلى احتلال مناطق زاخو ودهوك وهولير ولاحقاً سنجار ونينوي وتأسيس لمعسكرات استعمارية عثمانية جديدة علاوة على الموجودة منها، وأن العدوان على قنديل يعني العدوان على كل الشعب الكردستاني. وقال الحزب في بيانه، إن "العدوان التركي الغاشم الأخير على مناطق من إقليم كردستان العراق، وإصرار مسؤولي النظام التركي على البقاء فيها يعد جريمة واضحة وتعديٍّ صريح على سيادة بلد مستقلة بحجم العراق، ويتعارض وقوانين الأممالمتحدة المتعلقة بمنع اعتداء دولة على أخرى؛ فكيف في حال النظام الفاشيِّ التركي وهو بين الفينة والأخرى يجتاح من خلال آلته العسكرية البلد تلو الآخر ويخلِّف ورائه القتل وتدمير العمرانين البشري والمدني؟ منتهجاً في ذلك سياسة الإبادة والأرض المحروقة التي تذكِّر باجتياحات التتار والمغول ولاحقاً النازية". وأضاف البيان: "تركيا اليوم، من خلال نظامها وسياساتها في الإبادة والإنكار بحق الشعب الكردي بشكل خاص، باتت ضمن دائرة كل الأزمات؛ وليست المشاكل فقط مع بلدان الشرق الأوسط باستثناء قلة تتشبه بها وتشبهها تركيا". وتابع البيان: "ولأنها كذلك فهي في أزمة خانقة؛ عصيّة عليها أن تتجاوزها، لا بل تعيش في أتونها ومن مختلف الجوانب العميقة للأزمة التركية المتفاقمة؛ أزمة سياسية ونظام يفرض حالة طوارئ ستدخل عامها الثالث، وباتت حالات الاعتقال بعشرات الألوف ومن مختلف الفئات المجتمعية نساء وشبيبة وأكاديميين وعسكريين وقضاة ومعلمين وصحفيين وإعلاميين ودعاة حقوق الإنسان واقتصاديين. فكل من يخالف تعاليم أو فرمانات (السلطان) المستحدث يُصَنَّف في خانة الإرهاب ويهدد (أمن) البلاد القومي. وتوجه الحزب في بيانه إلى عموم الأحزاب الكردستانية والكردية في سورياوالعراقوتركياوإيران إلى العمل من أجل عقد المؤتمر الوطني الكردستاني، مؤكدًا أن المؤتمر "يجب أن يعقد كي نستحق ثقة شعبنا ونمثّل تطلعاته المشروعة ونكون على قدر المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الآلاف من خيرة شهيداتنا وشهدائنا البررة في كل شبر من أجزاء كردستان". كما توجه الحزب إلى كافة القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية في العراقوسوريا والمنطقة برمتها لأن تصد الاحتلالات التركية وتقول كفى للعدوان التركي وأن وقت السلام والحرية والكرامة قد حان، ولا مبرر لأي تقاعس فلا قيمة لأي حجة أو مبرر ينحو خلاف ذلك، فترك العدوان دون محاسبة يشجعه في اقتراف الجريمة تلو الأخرى؛ فمن يأخذ الذئب مثالاً له فكل دماء العالم لا تكفيه. قيادات مسلحي فيلق الشام