لم يكن ظهور محمد رياض في مسلسل "رحيم" بهذه الموهبة، هو اكتشاف جديد له، ولا حتى عبر في دوره "حلمى" الصديق الأول والأخير لياسر جلال في المسلسل عن كل ما بداخله من موهبة، ولا يمكن اعتبار هذا الدور نقلة في مشواره كما يصنف البعض، بل قدم في مشواره منذ العائلة، ومرورًا بلن أعيش في جلباب أبي وامرأة من زمن الحب، ونصف ربيع الآخر، والضوء الشارد، ثم الأعمال الدينية التي أبهر بها الجميع كالإمام الغزالي، وابن حزم وعصر الأئمة وعمر بن عبدالعزيز.. وغيرها من الأعمال التي لمع فيها. نعم دوره في مسلسل "رحيم " أتى في وقت مهم له؛ لأن العملية التراكمية وتعاقب الأجيال، والشللية، وتقاسم شركات الإنتاج للنجوم واقتصار الأعمال على عدد محدود منهم، كان سببًا في غياب مثل هذا الفنان الموهوب جدًا.. ولولا أن ياسر جلال قد قفز العام الماضي ولمع بمسلسل "ظل الرئيس" لظل مكانه محلك سر.. وما يحدث حاليًا من لمعان لبريق مواهب كثيرة كمحمد رياض، وبالطبع كعمرو عبدالجليل، هو ليس مفاجأة، ولا يثير الدهشة؛ بل هو الأمر العادي الذي يجب أن تبدأ شركات الإنتاج في الالتفات إليهم، فهم بالفعل يستحقون وقفة وإعادة حسابات.. وكما حدث في دراما هذا العام أن لمعت هذه الأسماء، بعد أن كانت هي في فترة ما الأكثر شهرة على الساحة.. يجب أن يعاد النظر فيمن يستحق أن يقدم للمشاهدين.. لماذا نفتقد الجرأة، فكما كانت لدى منتج مثل رامي إمام في أن يغامر ويغير من فريق عمل والده النجم عادل امام، وأن يغامر بمسلسل عن الصعيد وبوجه رومانسي فيقلب به الطاولة هو عمرو يوسف في "طايع" عليهم أن يغامروا بنجوم أمثال محمد رياض وعمرو عبدالجليل وأحمد زاهر وفتحى عبدالوهاب الذي وصف في مشاركاته الرمضانية بأنه غول تمثيل.. فهم تعلموا من مدارس مهمة أن للفن قيمة وعلى أيدى عمالقة أمثال نور الشريف وقبله محمود مرسي. محمد رياض الذي يجيد اللغة العربية الفصحى، وقدمها بطلاقة في الأعمال التاريخية نحن بحاجة إليه في عمل تاريخي لرمضان المقبل، بحاجة إليه في سير ذاتية لعظماء التاريخ المصري والعربي، بحاجة إلى عمرو عبدالجليل في عمل كوميدي؛ لأنه في "طايع" برغم قساوته وجبروته في الأداء لدور الصعيدي كانت له لمسته الكوميدية.. حتى نقفل باب كوميديا "السخافات" التي تستخف بعقل المشاهد، وقدمت بشكل سيئ هذا العام في عدد قليل من الأعمال. إلقاء الضوء على هؤلاء وأمثالهم، كطارق عبد العزيز، وصابر فواز، وأحمد عبدالله محمود، وعشرات الوجوه يحتاج من المنتجين إلى إعادة نظر، وحصر لهم في قائمة يستفاد من مواهبهم، لأن هؤلاء تعلموا أصول المهنة، ويخشون على مستقبلهم الفنى وعلى سمعتهم، فلا يقبلون أعمالا لمجرد الظهور، أو بحثًا عن الأرصدة في البنوك.. فكم من ممثل شارك - وما زال - في عشرات الأعمال، وليس له رصيد من التمثيل؛ بل إن مر عام دون ظهوره لن يتذكره أحد؛ لأنه تعامل مع الفن على أنه "سبوبة".