يعيش أعضاء وقيادات التيار المدني العراقي حالة من الصدمة، بعد التحالف الذي تم الإعلان عنه بين ائتلاف سائرون البرلماني بزعامة مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، وائتلاف الفتح بقيادة هادي العامري رئيس مؤسسة بدر، وذلك قبل أيام من انتهاء المدة القانونية التي حددها الدستور للمفاوضات بين الكتل العراقية بعد الانتخابات، تمهيدًا لإعلان تشكيل الحكومة وكتلة الأغلبية داخل البرلمان. وأكد هادي جلو مرعي القيادي بالتيار المدني - في تصريحات ل "بوابة الأهرام" - أن سبب صدمة التيار المدني من ذلك التحالف يعود إلى الشعارات التي اعتاد سماعها من الصدريين ، بالتصدي للتدخل الأجنبي داخل العراق ويتهمون إيران بالتدخل في شئون العراق الداخلية، موضحًا أن ائتلاف "الفتح" معروف أنه قريب من المحور الإيراني ويتكون من رموز الحشد الشعبي الذي شاركت طهران في تشكيله قبيل الحرب على داعش. وأضاف جلو مرعي أن ذلك التحالف مثل صدمة أيضًا لقيادات ائتلاف "سائرون" المنضوية تحت لوائه، من التيارات الشيوعية والمدنية والسنية والشيعية من خارج التيار الصدري، مشيرًا إلى أن السيد مقتدى الصدر كان مضطرًا لعقد هذا التحالف مع ائتلاف الفتح، نظرًا لضيق الوقت وقرب انتهاء المدة القانونية المحددة، فضلا عن عدم وجود خيارات لدى "سائرون" بسبب اتهامات التزوير والخلافات التي ضربت الكتل السياسية العراقية، والضغوط الدولية والإقليمية التي تعرض لها الصدر، ما دفعه للقبول بمثل هذا التحالف. وأشار القيادي بالتيار المدني، إلى أنه يعتقد وفقًا لمعادلات السياسة فالتحالف واقعي ومنطقي ومقبول، ولكن وفقًا لمعدلات الصراع السياسي بالعراق والشعارات الصادرة من الصدريين من قبل، فإنه صدمة كبيرة لم تكن متوقعة. وأوضح أن التيارات المدنية المنضوية تحت لواء ائتلاف "سائرون" لن ينفصلوا عنه في الوقت الحالي، وسوف تنتظر التطورات السياسية، وأنه في النهاية الجميع يبحث عن المناصب والمكاسب بعيدًا عن الشعارات التي يطلقها البعض، وأن ذلك واضح من نوع التحالفات المبرمة. فيما قال كريم النوري القيادي بتحالف الفتح والمتحدث الرسمي باسمه، أنه لا يوجد أي طرف أو قوى من المنضوين تحت لواء ائتلافي "سائرون" والفتح" معترض على التحالف الذي حدث بينهما، مؤكدًا أنه متناغم مع رؤية إيران وأمريكا في الوقت نفسه وسيبعد شبح الحرب الأهلية عن البلاد. وقال النوري في تصريحات أوردتها السومرية نيوز، إن "تحالف كتلتي الفتح وسائرون قوي وشفاف وواضح، ولايوجد تحفظ من اي طرف داخل التحالفين على ذلك"، مبينا أن "تقارب الموقف والقرار بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس ائتلاف الفتح هادي العامري يجعل جميع الأمور الأخرى بسيطة ومن الممكن تجاوزها دون مشكلات". وأضاف النوري أن "تحالف الكبار والأقوياء هو تحالف لكتلتين يمتلكان قوة لا أحد يستطيع خلافهما تأزيم الأوضاع وهو رسالة طمأنة للشعب العراقي قبل المضي بتشكيل الكتلة الاكبر برلمانيا المعنية بتشكيل الحكومة"، موضحا انها "رسالة للجميع لرفع الاحتقان والتوتر وإبعاد شبح الحرب الأهلية مع استبعاد خيار إعادة الانتخابات ورفع دخان الحريق الذي خيم على نفوس العراقيين". وأكد أن "التحالف الجديد يتناغم مع رؤية ايران وامريكا كما هو تحالف سيرضي المرجعية الدينية"، لافتا إلى أن "هذا التحالف الجديد ليس لديه أي خطوط حمراء على أي كتلة او طرف سياسي". وتوقع النوري "التحاق كتل سياسية اخرى بالتحالف خلال الأيام القليلة المقبلة". كان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد أعلن أمس الثلاثاء، تشكيل تحالف بين "سائرون" و"الفتح" لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان، ويأتي الفتح في المركز الثاني في ترتيب عدد المقاعد الانتخابية حيث حصل على 48 مقعدًا فيما تصدر سائرون الانتخابات ب 54 مقعدًا.