برغم المرونة العالية التي يتمتع بها، وقدرته على حمل كميات كبيرة من الفواكه أو الخضروات والأطعمة، فإن الكيس البلاستيكي يمثل خطرًا حقيقيًا على البيئة والصحة العامة، ومما يزيد خطورته أنه بحاجة إلى فترات طويلة لا تقل عن 400 سنة، وقد تزيد عن 1000 سنة، ليتحلل طبيعيًا، ويختفي من النظام البيئي. وفى عام 2017، تضررت وزارة الري من انتشار الأكياس البلاستيكية في المجارى المائية، والسحارات، مما أدى لزيادة المياه في الأراضي الزراعية، وسبب العديد من الأضرار، حيث تعيق الأكياس المتطايرة نمو النباتات عن طريق منع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها، مع وجودها بين الحشائش، ومعلقة على أغصان الأشجار، وتؤثر أيضًا على الناحية الاقتصادية، إذ تقتضى توظيف من يقوم بإزالتها بتكلفة إضافية. اليوم العالمي للبيئة وجاء احتفال وزارة البيئة باليوم العالمي للبيئة تحت شعار "التغلب على التلوث بالبلاستيك"، حيث أكد الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، أن المبادرة التي أطلقتها الوزارة للحد من استخدام الأكياس البلاستيك، تهدف إلى تغيير سلوك المستهلك، وتوعيته بأضرار ومخاطر الأكياس، ودفعه إلى التحول إلى البدائل الأخرى، نظراً لأن الأكياس البلاستيكية غير قابلة للتدوير، وتستغرق مئات الأعوام لكي تتحلل وتنتهي كميات منها في البحار والأنهار، مما يعرض الكائنات المائية إلى النفوق، كما أن حرقها يؤدى إلى انبعاث جسيمات وغازات سامة تؤثر سلبا على الغلاف الجوى، وتدمر صحة الإنسان، ويدخل في تصنيعها مشتقات شديدة الخطورة تتفاعل مع المواد الغذائية إذا ما وضعت بداخلها، لذا فهي تمثل تحدياً بيئياً واقتصاديًا كبيرًا. الصحة العامة ومن جانبه، يقول المهندس حسام محرم، مستشار وزير البيئة السابق، تعد البلاستيكيات أو الراتنجات من المواد التخليقية المشتقة من البترول، وله تطبيقات كثيرة في الحياة المعاصرة، من بينها استخدامها في التعبئة والتغليف، مشيرًا إلي أن الأكياس البلاستيك تؤثر تأثيرًا بالغًا علي البيئة، ومن ثم علي الصحة العامة، وهي غير قابلة للتحلل العضوي، مما يزيد من خطورتها علي البيئة وعلي صحة الإنسان وسائر الكائنات الحية.
غازات سامة ويضيف محرم، تلك الأكياس البلاستيكية تؤثر علي نوعية الهواء، حيث إن حرق البلاستيكيات ينتج عنه غازات شديدة الضرر بالبيئة، مثل الديوكين والفيوران، هذا بالإضافة إلي تأثيرها علي جودة مياه البحار والمحيطات، وبالتالي علي البيئة البحرية، لافتًا إلي أنها تؤثر أيضًا علي جودة المياه العذبة، ومن ثم جودة الأراضي، وبالتالي جودة وسلامة المزروعات، وبالتبعية على صحة الإنسان، والكائنات الحية التي تتغذي علي تلك المزروعات الملوثة بآثار بلاستيكية، خاصة وأنها غير قابلة للتحلل العضوي، مما يترتب علي ذلك من آثار خطيرة عن تواجدها داخل الأنسجة الحية وتفاعل بعض المنتجات المعبأة مع العبوات بلاستيكية. بدائل صحية وشدد محرم، على ضرورة نشر الوعي بخطورة العبوات البلاستيكية، ومن ثم استبدالها بعبوات من مواد أقل ضرراً بالبيئة والصحة العامة، ولا تتفاعل مع المواد المعبأة داخلها، مشيرً إلي أن ومن أكثر البدائل شيوعًا العبوات الورقية، مع استخدام الأواني وأدوات المائدة الفخارية الخاملة، والتي لا تضر بالصحة العامة. سوء استخدام ومن جانبها، توضح الدكتورة أمل سعد الدين حسين، أستاذ صحة البيئة والطب الوقائي، ورئيس شعبة بحوث البيئة بالمركز القومي للبحوث، أن هناك أنواعًا من الأكياس البلاستيكية ضارة جدًا بالصحة، مشيرة إلى عدم توافق كل الأكياس المستخدمة للأطعمة، فعلي سبيل المثال، الأكياس البلاستكية السوداء لا تستخدم في حفظ الطعام، أو حتى وضعه بداخلها، فتوجد أكياس معروفة ولها مواصفات صحية وعالمية يتم احتفاظ الأطعمة بداخلها بتسخينها أو تجميدها. وتشير سعد الدين، إلي أثناء تغيير درجة الحرارة التي تتعرض لها الأكياس البلاستيك، سواء بالتسخين أو التجميد، يتم إفراز بعض المواد الضارة التي تتفاعل مع الأطعمة التي بداخل الكيس، لافتة، إلي أن مخاطر الاستخدام الخاطئ للأكياس البلاستيكية تبدأ بالسمنة وتنتهي بالسرطان. وتوضح سعد الدين، أن حرق البلاستيك في العموم، سواء عن طريق حرق القمامة، أو الأشغال الذاتي نتيجة تعرضه لدرجة حرارة الشمس، ينتج عنه غازات سامة غاية في الخطورة، يتم انتشارها في الهواء، واستنشاقها، وهذا ينتج عنه أيضًا نفس الأضرار سالفة الذكر، نتيجة دخول هذه الغازات للجسم عن طريق الأنف. خلي الساحل ساحر ولفتت سعد الدين، على قيام المركز القومي للبحوث، متمثلا في شعبة البيئة، بالتعاون مع وزارة البيئة والبنك العربي الإفريقي، بمبادرة تحت شعار "خلي الساحل ساحر"، والتي كانت تعمل على رفع الوعي لسكان المناطق الساحلية للحفاظ على سواحلهم من القمامة، وخاصة البلاستيك، مضيفة، قيام شعبة البيئة بالمركز بعقد ندوات ودورات تدريبية لمجموعات من الشباب والأطفال لتنظيف السواحل في شكل مسابقة، وذلك لنشر هذه الثقافة والوعي بين أفراد المجتمع، وما يحيط بهم، وتدريبهم على كيفية التخلص الآمن من المخلفات. الأكياس الورقية وترى سعد الدين، أن هناك بديلًا لاستخدام الأكياس البلاستيكية حفاظًا على الصحة العامة والبيئة من مخاطرها، بالرجوع إلي استخدام الأكياس الورقية كما كان قديمًا، نظرًا لأنها لا تؤثر تأثيرًا سلبيًا على الصحة والبيئة، أو باستخدام الأكياس البلاستيكية التي تذوب طبيعيًا، وهى متوفرة بالأسواق، أو استخدام الأكياس البلاستيك العادة، ولكن بطريقة صحية بعدم تعريضها لدرجة الحرارة، سواء بالتسخين أو بالتبريد والتخلص منها بطريقة آمنة. ونوّهت سعد الدين، على مبادرة وزارة البيئة بالتخلص من القمامة عن طريق فصلها من المنبع بتقسيمها للتخلص منها بطريقة آمنة وصحية وغير مضرة بالصحة والبيئة، لافتة إلي ضرورة العودة إلي الطبيعة على قدر المستطاع لحماية البيئة من التلوث. مادة الديوكسين وفي السياق ذاته، توضح الدكتورة شيري انسي نجيب، استشاري التغذية العلاجية، انتشر في الآونة الأخيرة ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي، وذلك نتيجة إلي استخدام المواد البلاستيكية، والتي ينتج عنها "مادة الديوكسين" المسببة للسرطان، نتيجة لتعرض هذه الأكياس أو الأواني لدرجة حرارة مرتفعة، مشيرة إلي استسهال الكثير بالقيام بتسخين الطعام داخل الأكياس والأواني البلاستيكية الغير مخصصة لذلك، فهناك أكياس وأواني زجاجية خاصة تستخدم في التسخين. وتشير أنسي، إلي دراسة أمريكية قامت بها مستشفي "جونز هوبكوبكنز"، والتي أثبتت بعد أخذ عينات دم وتحليلها لسيدات أصيبوا مؤخرًا بسرطان الثدي، ارتفاع مادة الديوكسين المسرطنة، وذلك نتيجة استخدام الأكياس والأواني البلاستيكية وتعريضها لدرجة حرارة مرتفعة، والتي تتفاعل مع الطعام نتيجة للتسخين، أدي ذلك أيضًا إلي ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بمرض السرطان، وذلك عن طريق نقله عبر لبن الأم أثناء الرضاعة. العبوات الملونة وتنصح انسي بعدم استخدام العبوات البلاستيكية الملونة في "التخليل"، وذلك لتفاعل الملح والخل مع تلك العبوات، وتنصح باستخدام العبوات الشفافة أو الزجاجية، وعدم استخدام الأكياس البلاستيكية وتعريضها لحرارة الشمس، حيث إنها تقوم بإفراز مادة الرصاص التي تسبب أمراض السرطان نتيجة إلي امتصاص المواد المتفاعلة الموجودة بالبلاستيك. وشددت أنسي، على عدم استخدام البلاستيك أثناء تسخين الأطعمة التي تحتوى على الدهون، وذلك لحدوث تفاعل وامتصاص المواد السامة المتفاعلة الموجودة بالبلاستيك بتلك المواد، لذلك ننصح استخدام الأواني البيركس.