أظهرت دراسة جديدة متعددة الجنسيات شملت 1500 طفل حول العالم وأعلنت نتائجها أخيرا نجاح تطعيم جديد للأطفال بشكل فاعل وصل إلى 90٪ فى حمايتهم من الإصابة بثلاثة أمراض خطيرة على رأسها الالتهاب الرئوى والذى يعد السبب الأول فى العالم لوفاة الأطفال تحت سن خمس سنوات. وذلك طبقا لأحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الأمراض المسببة لوفاة الأطفال على مستوى العالم حيث أكد وفاة مليون و600 ألف طفل فى العالم سنويا نتيجة الالتهاب الرئوى ، كما يجنب التطعيم إصابة الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى وهو من أكثر الأمراض انتشارا وأكثرها استخداما للمضادات الحيوية لعلاجهم، وأخيرا يقوم التطعيم بحماية الأطفال من الإصابة بمرض، الالتهاب السحائى الذى يؤدى الى مضاعفات شديدة أولها الوفاة أو الإصابة بمشاكل بالجهاز العصبى، كما أعلن عن وصول الأبحاث العلمية إلى مراحلها النهائية الإكلينيكية للحصول على لقاح ضد مرض الدرن للقضاء عليه نهائيا خلال عام، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى بمناسبة انعقاد المؤتمر ال 53 المؤتمر للجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن بالاشتراك مع المؤتمر ال27 لمنطقة الشرق الأوسط للاتحاد الدولي للدرن وأمراض الصدر برعاية الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالي والدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة والسكان. وأوضح الدكتور عوض تاج الدين أستاذ علاج الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس ووزير الصحة الأسبق ورئيس المؤتمر أن من أهم الموضوعات المطروحة للمناقشة خلال المؤتمر تزايد الإصابات الأطفال بالالتهاب الرئوى، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أعلنت عن إصابة 150 مليون حالة بالالتهاب الرئوي كل عام من ضمنهم 35 مليون حالة في أفريقيا وأن 95% من حالات الالتهاب الرئوي في الأطفال أقل من خمس سنوات في الدول النامية، ومشيرا إلى أن الوقاية تلعب دورا كبيرا في الحد من الإصابة بالالتهابات الرئوية وأيضا الحد من مضاعفات هذه الالتهابات التي قد تؤدي إلى الوفاة، ويساهم التشخيص والعلاج المبكر في الشفاء الكامل من الالتهابات الرئوية. ويقول الدكتور مصطفى الهدهد أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس إن أكثر ما يميز هذا التطعيم الجديد كونه يحتوي على 10 فصائل من بكتيريا المكورات الرئوية بالإضافة إلى أنه يحمي ضد فصيلتين آخرتين عن طريق الحماية المتبادلة. وهى السبب الرئيسى فى الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة مثل التهاب الأذن الوسطى والسحائى والرئوى. والوقاية من التهاب الأذن الوسطى تعتبر ذات أهمية قصوى، حيث إن هذا المرض شديد الشيوع ويمثل قطاعا كبيرا من إصابات الأطفال الميكروبية ومن مضاعفاته، بالإضافة إلى الألم الشديد والحرارة أنه فانه يؤدي إلى نقص السمع وقد ينتشر الميكروب إلى المخ والجمجمة بمضاعفاتهما مع ملاحظة أن هذه الميكروبات بدأت تكتسب مناعة ضد العديد من المضادات الحيوية. وأوضح أن التهاب الأذن الوسطى من أشهر أمراض الأطفال الميكروبية انتشارا و كذلك أخطرها من جهة المضاعفات. ويقول الدكتور جمال سامى أستاذ طب الأطفال جامعة عين شمس إن التطعيم الجديد هو الأول فى العالم الذى توفرت فيه الشروط التى فرضتها منظمة الصحة العالمية لتداوله على مستوى العالم نظرا لأنه يحتوى على أكثر أنواع بكتريا المكورة الرئوية المسببة للأمراض الخطيرة شيوعا فى العالم، ويتميز التطعيم الجديد بتكنولوجيا حديثة اعتمدت على حامل نشط للميكروبات العشرة التى يقوم الجهاز المناعى بالتعرف عليها لتكوين أجسام مضادة لها وبالتالى توفير الحماية للإنسان منها. وهذا الحامل دوره أصبح أكثر فاعليه كونه مأخوذا من بكتريا الإنفلونزا غير النوعية وهذا أدى إلى حماية إضافية للأطفال من مرض التهاب الأذن الوسطى الحاد ويعتبر هذا تطورا كبيرا فى مجال التطعيمات، خصوصا أن جميع الأنواع السابقة كانت تعتمد على حامل للبكتريا غير نشط أو تقليدي دوره لا يعدو كونه موصلا للبكتريا فقط.