تشهد أروقة حزب التجمع حالة من الاستياء والغضب بسبب فشل الحزب فى الحصول على مقاعد فى البرلمان المقبل باستثناء مقعد واحد لعبدالرشيد هلال عن دائرة مزغونة بالبدرشين، وانقسم أعضاء الحزب ما بين مؤيد للدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع وما بين معارض لموقفه لعدم انسحابه من الانتخابات، والاستمرار فيها وأخذ أصحاب هذا الاتجاه يطالبون بسحب الثقة من رئيس الحزب. بدأت الأزمة داخل بيت اليسار المصرى بسقوط البدرى فرغلى عضو المكتب السياسى للحزب ورئيس اتحاد المعاشات تحت التأسيس فى انتخابات مجلس الشعب، وكان ذلك بمثابة الصدمة لجميع أعضاء الحزب الذين كانوا يبنون آمالا عريضة على فرغلى فى اقتناص مقعد المجلس بقوة، وهو ما جعل معظم أعضاء الحزب ببورسعيد "مسقط رأس فرغلى" يسرعون بالتقدم باستقالتهم بالحزب فى اليوم الثانى لإعلان نتائج الانتخابات بالاضافة لاستقالة البدرى فرغلى التى وجه فيها إهانة مباشرة للسعيد بأنه المسئول عن عدم فوز الحزب بمقاعد لتواطئه مع الحزب الوطنى، ومن هنا بدأت حرب التصريحات بين فرغلى والسعيد. ففى الوقت الذى يؤكد فيه السعيد أن البدرى فرغلى لم يقدم استقالته من الحزب يؤكد فيه فرغلى أنه لن يعود للتجمع وأنه ليس نادما على السنوات التى قاضاها بالحزب. ومن جانبه، حاول السعيد تهدئة الموقف بارسال وفد رفيع المستوى من قيادات التجمع لبورسعيد لإقناع البدرى فرغلى للعودة عن استقالته إلا أن فرغلى أصر على موقفه ولم يسفر الوفد إلا عن مزيد من الاستقالات وإصدار بيانات داخل الحزب بدون توقيع تطالب بسحب الثقة من السعيد. ولم تكن أزمة البدرى فرغلى هى الوحيدة داخل التجمع ولكن إعلان حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين انسحابهما من إعادة الانتخابات أمس وضع السعيد فى مأزق لتأخره فى اتخاذ قرار مماثل لقرار القوى السياسية وهذا ما جعل أعضاء الحزب ينقلبوا على السعيد ويؤكدون أنه متخاذل فى اتخاذ قرار يناسب حزب التجمع اعتراضا على تزوير الانتخابات. وعلى الفور اجتمع السعيد مع قيادات الحزب لإعلان الانسحاب من الانتخابات ارضاءً لأعضاء الحزب ولكن رفض مرشحى الحزب الانسحاب جعل السعيد يتراجع عن اتخاذ قرار الانسحاب. ومن جانبه، قال سيد عبدالعال الأمين العام للحزب إن ما يحدث داخله ما هو إلا لحظة غضب نتيجة للتزوير الذى شهدته الانتخابات ولكن على جميع أعضاء الحزب أن يعلموا إننا جميعا يد واحدة فى مواجهة التزوير ولا يوجد بيننا خائن فهدف التجمع واحد لا يختلف عليه اثنان. وأكد محمد فرج الأمين العام للحزب أن البدرى فرغلى وجميع الأعضاء سيتراجعون عن قرار الاستقالة بعد انتهاء حالة الغضب والاستياء التى يمر بها الأعضاء وأنه قبل انعقاد الأمانة المركزية القادمة ستنتهى جميع المشاكل وستهدأ الأجواء الداخلية.