فى تكرار مفزع لسيناريو عام 2006، حينما اجتاحت الحمي القلاعية مصر بعترتيها o و A ، لنفقد نحو مليوني رأس ماشية فى غمضة عين، أصيب مربى الماشية بحالة من الهلع بعد ظهور أعراض مرضية جديدة علي الماشية تشبه ذكريات الماضى الأليم وبعتره جديدة تسمي سات 2 و تسببت فى نفوق اعداد كبيرة من الحيوانات فى 23 محافظة وعزل أكثر من 3 آلاف رأس بقر و جاموس للاشتباه، وقام عدد كبير من المربين بذبح الآلاف من رؤوس الماشية وخاصة الصغيرة خوفا من نفوقها وهو ما يعني زيادة المعروض بشدة من اللحوم وانخفاض أسعارها بصورة ملحوظة، وفى المقابل ارتفاع أسعار الدواجن. وعلمت "بوابة الأهرام" أن وزارة الزراعة أعدت مذكرة لعرضها على مجلس الوزراء تتهم عددا من المحافظين بالتراخي في تنفيذ الاجراءات البيطرية في عدد من المحافظات وعدم تنفيذ تعليمات هيئة الخدمات البيطرية المتعلقة بإغلاق أسواق بيع الحيوانات، ومنها محافظة الغربية التي شهدت ارتفاع أعداد الاصابة إلى 300 حالة في 3 أيام ورغم ذلك لم يقم المحافظ بإغلاق سوق بيع الماشية بمدينة كفر الزيات أمس الاول. وأكد الدكتور اللواء أسامه سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أنه تم إرسال معزولات العترة الجديدة التي يشتبه فى كونها أحد عترات مرض الحمي القلاعية إلي معهد الأمصال واللقاحات لتصنيع اللقاح المناسب خلال أسابيع، كما تم الموافقة لجمعية منتجي الألبان وكبار مربى الثروة الحيوانية علي البدء فورا فى استيراد اللقاح الخاص بالعترة الجديدة للمرض و تكلف مديريات الطب البيطرى باستخدام المطهرات والمضادات الحيوية لمكافحة المرض وتحجيم خسائره بنسبة لا تقل عن 70 %. وقال إن التقارير الرسمية للهيئة أكدت ارتفاع عدد حالات الأصابة إلى 2175 رأس ماشية بدلا من 1465 حالة بزيادة 710 حالة إصابة مشددا على أنه رغم تعدد الاصابات إلا ان المبالغات في أعداد الاصابات غير حقيقة وسببها حالة البلبلة التى يفرضها البعض بعيدا عن الأساليب العلمية فى مكافحة الأمراض. وأوضح سليم إن مرض الحمي القلاعية فيروسي يصيب الإبقار والجاموس والخنازير والأغنام وتظهر الأعراض بشدة علي الأبقار والجاموس والخنازير خلال 8 أيام كحد أقصى، مشددا على أنه مرض سريع الانتشار عن طريق الهواء والرياح الموسمية ويصل انتشاره حتى 100 كيلو متر مربع وبنتقل عن طريق الاحتكاك المباشر بالحيوان المصاب وافرازاته مثل اللعاب والبول والبراز واللبن، مرجحا ظهور الأعراض الجديدة من جراء عمليات التهريب للعجول الأفريقية الحية دون إخضاعها للرقابة البيطرية أو تحصينها ضد الحمي القلاعية. وشدد سليم علي المربين ضرورة غسل اليدين قبل وبعد التعامل مع الحيوان، وتنظيم أماكن تربية الحيوانات جيدا واستعمال الحير الحي فى تطهير الأرضيات والحوائط واستعمال المظهرات مثل الفنيك والكلور وفى حالة ظهور المرض فإنه يتعين علي المربين العزل الكامل للحيوان المصاب فى الجهة القبلية من المزرعة عكس اتجاه الرياح والإبلاغ الفوري عن الإصابة لأقرب وحدة بيطرية وعدم نقل الحيوان المصاب من مكان لآخر واستمرار غلق أسواق الحيوانات ووقف حركة نقلها بين المحافظات لتقليل فرصة انتشار المرض وفصل العحول الرضع عن الأمهات المصابة فورا وإرضاعها بدائل الألبان أو لبن بارد بعد غليه. وأضاف أنه تم تشكيل فرق إرشادية من خبراء الهيئة متنقلة وثابته لإرشاد المربين فى القطاع الريفي علي أفضل طرق وقاية الحيوانات من الإصابة بالاعراض وما يجب اتباعه فى حالة ظهور أعراض الإصابة وتطهير عنابر التربية بالمزارع الكبيرة كثيفة الإنتاج للوقاية من المرض والتنبيه على أهمية الإبلاغ الفوري عن أية حالات اشتباه في الإصابة. وقالت الدكتور سهير حسن رئيس الادارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة إن جميع الإدارات البيطرية بالمحافظات والهيئة العامة للخدمات البيطرية شكلت أكثر من 3 آلاف لجنة تضم الأطباء والعاملين بها مهمتها التقصي النشط للفيروس، ومتابعة الموقف، وسحب عينات لتحليلها بمعرفة معهد بحوث صحة الحيوان للتأكد من الإصابة. وكشف الدكتور مجدي السيد استاذ الأمراض المعدية بطب بيطرى جامعة القاهرة أن الحيوانات النافقة أصيبت بأعراض الموت المفاجئ لمهاجمة الفيروس للقلب مباشرة موضحا أن مصر تواجه حاليا وباءً شديدا طالما انتشر بهذه الصورة الكبيرة على مستوى الجمهورية ، وقال إن دولا عديدة فى العالم تبيد ثروتها الحيوانية بالكامل فى حالة إصابتها بمثل هذا الوباء كما حدث فى إنجلترا ولكن بالطبع يحتاج ذلك إلى اقتصاديات باهظة وتعويضات لا تستطيعها مصر.