شنت لجنة الدفاع والأمن القومى هجومًا واسعًا على الحكومة والمجلس العسكرى بسبب السماح بسفر المتهمين فى قضية التمويل الخارجى، وطالب أعضاء اللجنة بسحب الثقة من الحكومة واستدعاء المجلس العسكرى ورئيس الحكومة ووزراء العدل والداخلية والطيران المدنى للمثول أمام البرلمان، لمسائلتهم حول "الفضيحة الكبيرة" التى جلبت لمصر المهانة وانتهكت سيادتها، وحذر عدد من النواب بأنه فى حالة عدم اتخاذ المجلس قرارات قوية فى هذا الشأن سيتصدون بأنفسهم للحكومة وتجاوزاتها بوسائل الإعلام. جاء ذلك خلال اجتماع الدفاع والأمن القومى برئاسة الدكتور فريد إسماعيل وكيل اللجنة لمناقشة قضية التمويل الاجنبى. وطالبت اللجنة بسرعة إصدار قانون استقلال السلطة القضائية الذى يحقق للقضاء المصرى كامل استقلالة وهيبته، واستدعاء الوزراء المسئولين عن واقعة رفع الحظر عن المتهمين الأمريكان، وأولهم وزير العدل والنائب العام، لما مارسه من ضغوط على القضاة، أدت إلى تنحيهم عن نظر القضية، وكذلك استدعاء وزراء الطيران المدنى والداخلية وممثل عن المجلس الاعلى للقوات المسلحة "الأمين العام لوزارة الدفاع" إعداد خطة تسلح جديدة للجيش المصرى تعتمد على التنويع فى مصادر جلب السلاح والمطالبة الفورية بالإفراج عن المصريين المحبوسين بأمريك، على رأسهم الشيخ عمر عبد الرحمن وتجميد العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. كان أعضاء اللجنة قد حذروا من ضياع ثقة رجل الشارع فى نوابه إذا لم يكن لهم وقفه حاسمة قبل نجاوزات الحكومة المتكررة وعقب الدكتور فريد إسماعيل بأن مجلس الشعب المصرى مجلس قوى جدًا وصاحب قرار ولا يصدر توصيات بل يصدر أوامر، مشيرًا إلى أننا نعيش الآن فى مرحلة انتقالية أوشكت على الانتهاء، خصوصًا بعد أن أثبتت الحكومة الحالية فشلها فى مواجهة العديد من الأزمات ووجود اتجاه عام لدى نواب الشعب برفض بيان الحكومة يليه اتجاه لسحب الثقة منها. وقال الأعضاء إن وزيرة التعاون الدولى فايزة أبوالنجا "صدعت رؤسنا" حول قضية التمويل الأجنبى طوال الفترة الماضية وولدت شعور بأنها إحدى الثوار، والأن خفت صوتها، فيما تساءل النواب أين كانت الوزيرة طوال الفترة الماضية التى اغرقت تلك المنظمات مصر بأموالها التى دخلت بطرق غير مشروعة. كان النائب بهاء الدين عطية قد رفضت سحب الثقة من الحكومة على أساس أنها عديمة الثقة من الاساس مطالبا بتوجيه تهم الخيانة العظمى لها فيما دعا النائب أسامة سليمان إلى سرعة إنهاء المرحلة الانتقالية باعتبارها السبب وراء الأحداث الأخيرة ودعا النائب عادل القلا إلى تنويع مصادر حصول الجيش المصرى على السلاح، والاستغناء عن المعونة الأمريكية، التى جلبت كل هوان وحذر من أن نستيقظ أحد الأيام لنجد الرئيس المخلوع وحاشيتة تم تهريبهم بطائرات إلى الخارج، وطالب النائب عبد الوهاب خليل بمحاسبة وزير الطيران المدنى والدفاع عن اختراق الطائرة الأمريكية للمجال الجوى المصرى دون التصدى لها.