اهتمت جميع العناوين الرئيسية "مانشيتات" الصحف القومية والمستقلة والمعارضة بانتخابات مجلس الشعب التي جرت أمس الأحد، واحتلت تغطية تلك الصحف لها مساحة واسعة ومكثفة في الصفحات الأولي والداخلية، وظهر التناقض الواضح في التغطية بين غالبية الصحف؛ ففي الوقت الذي أبرزت فيه الصحف القومية النقاط المضيئة والايجابية للعملية الانتخابية، ظهرت الانتخابات بصورة قاتمة وسلبية في الصحف المعارضة والمستقلة. حيث أبرز مانشيت الأهرام أن الانتخابات جرت وسط أجواء تنافسية ساخنة بين مرشحي الأحزاب في ظل مراقبة وطنية، في إشارة ضمنية إلى رفض مصر لأي مراقبة أجنبية للانتخابات، تأكيدا لمبدأ السيادة وإقصاءً لأي تداخلات أجنبية. وجاء المانشيت الرئيسي للأهرام "المصريون اختاروا نوابهم وسط تنافس شديد ورقابة وطنية". وأبرز مانشيت صحيفة الأخبار الهدوء في معظم الدوائر الأنتخابية، وأكد على محدودية أعمال الشغب، كما أكد المانشيت ضمنيا على إرادة المصريين في اختيار نوابهم، وجاء المانشيت "الشعب يختار نوابه وهدوء في معظم الدوائر.. وشغب في عدد محدود". وبالنسبة لصحيفة الجمهورية فقد أكدت أن مصر عاشت واحدة من جولات الديموقراطية الحقيقية في تاريخها الحديث، واعتبرت أن "صوت الجماهير" أفسد محاولات تشويش "عرس الديموقراطية". وأكدت الجمهورية مصداقية ونزاهة الانتخابات ب"شهادة أوروبية بحسن تنظيم وسير العملية الانتخابية". ولم تخل الصحف القومية من الإشارة إلى حدوث بعض التجاوزات وأعمال العنف، حيث ذكرت صحيفة الأهرام أن هناك "بنادق آلية لحسم المعركة الانتخابية في جهينة بسوهاج"، كما أشارت أيضا إلى تبادل إطلاق نار بين المرشحين وترهيب وعرقلة للناخبين ب 7 محافظات. وأبرزت الجمهورية في صفحتها الأولي سقوط 3 قتلى ومتوفى و66 جريحا في 36 دائرة. وأكدت الأخبار حدوث اشتباكات بين بعض أنصار المرشحين في عدد قليل من الدوائر واستبعاد 6 صناديق بالحامول، وضبط بلطجة بقنا. أما جريدة روزاليوسف، فقد جاء عنوانها الرئيسي بعنوان يعكس الهدوء النسبي الذي اتسمت به الانتخابات، حيث جاء يقول "انتخابات هادئة.. إلا قليلاً"، وأشارت إلى أن الإنتخابات جرت في أجواء إيجابية في غالبية الدوائر ولاقت إقبالا من ملايين المصريين يتقدمهم الرئيس حسني مبارك الذي أدلي بصوته. ووجهت روزاليوسف نقدا لبعض مرشحي الحزب الوطني الذين أوضحت الصحيفة أنهم تحالفوا مع مرشحين من أحزاب منافسة بعيدا عن التعليمات الحزبية، مشيرة للتنسيق بين آمال عثمان مرشحة الوطني وبين سفير نور مرشح الوفد وذلك في دائرة الدقي، وبين سيد سلامة من الحزب الوطني ومصطفي الجندي من الوفد في دائرة تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية. وبالنسبة لصحيفة الوفد الناطقة باسم حزب الوفد المعارض المنافس في الانتخابات، فقد رأت أن المشهد الانتخابي سيطرت عليه البلطجة والتزوير وانتشار أعمال العنف، وحمل المانشيت الرئيسي عنوان "فازت البلطجة..وسقطت هيبة الدولة!!". واعتبرت الصحيفة أن "التزوير سيد الموقف .. والبلطجية يسيطرون على اللجان..وانتشار أعمال العنف". وأكدت صحيفة الوفد أن "العالم يتفرج على بلطجة الانتخابات المصرية"، وأشارت إلى سقوط قتيل في المطرية ومئات المصابين على أبواب اللجان، وأضافت أن وزير الصحة "ينتظر المزيد من الإحصائيات". وحرصت الوفد على إبراز نفي الحزب والذي تصدر مكانا بارزا بالصفحة الأولى وعلى مساحة 4 أعمدة، وعلى لسان د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد لوجود أي تحالف مع جماعة الأخوان المسلمين، لترد بذلك على اتهام الحزب الوطني وتعتبره شائعة هو مصدرها. وبالنسبة للصحف المستقلة ركزت صحيفة الدستور المستقلة على العنف والتجاوزات في الانتحابات حيث جاء العنوان الرئيسي لها "مأتم الديمقراطية في يوم دموي" وعززت العنوان بصورة ملأت صدر الصفحة الأولى للجريدة تشمل إطلاق نار وعنف وبلطجة، وتحتها تعليق يقول "اللجان الانتخابية تحولت إلى ساحة حرب". بينما أبرزت صحيفة المصري اليوم الاختبار الانتخابي الصعب الذي خاضته مصر ولم تظهر نتائجه النهائية بعد، وحمل المانشيت الرئيسي عنوان (مصر "صوتت")، وحرصت الصحيفة على رصد التجاوزات التي أدت إلى إلغاء الانتخابات في عدد من اللجان في السطر الأول من المانشيت، فقالت "رصاص وأسلحة بيضاء وبلطجة وتسويد بطاقات..ونتائج الانتخابات بعد 48 ساعة". أما جريدة الشروق فقد رأت أن الانتخابات "معركة الجميع ضد الجميع"، وأبرزت اتهامات الحزب الوطني للإخوان بالبلطجة وإثارة الشائعات.