يلقبه تلاميذه ب"سقراط الشرق"، ويعتبره مريدوه رمزًا للحكمة والفلسفة، واختار هو أن يسير على نهج الفيلسوف ابن رشد، ويؤسس مشروعًا عربيًا تنويريًّا، في مواجهة الأصوليات الدينية، ينبني على فكرة التأويل، إذ لا تكفير مع التأويل، ولا إجماع مع التأويل، بحسب ابن رشد. الدكتور مراد وهبة، أستاذ الفلسفة في جامعة عين شمس، مؤسس ورئيس الجمعية الدولية لابن رشد في العام 1994، يُعد من أبرز الفلاسفة العرب، الذين يمتلكون مشروعًا فكريًا مهمًا، أسس صالونًا شهريًا بالمجلس الأعلى للثقافة التابع لوزارة الثقافة، بعنوان صالون "ابن رشد"، بمشاركة المؤسسين؛ الدكتورة منى أبو سنة، والدكتورة حسن البيلاوي، والدكتور عصام عبدالفتاح، والدكتور عبده كساب، والفنان محمود حميده، والقس رفعت فكري، ورفعت عوض الله، وحسن كمال. تدور فكرة الصالون، المقرر أن يُقام شهريًا يوم الأحد الثالث من كل شهر، حول تأسيس "رشدية عربية"، (وهي المشروع الأساسي والرئيسي للدكتور مراد وهبة)- يكون بإمكانها أن تدخل في حوار مع الرشدية اللاتينية وبالتالي يدخل العالم الإسلامي في حوار مع العالم الغربي، حتى تستطيع أن تدحض الأصوليات الدينية وما يترتب عليها من إرهاب، وذلك باعتبار أن ابن رشد هو الأصلح لهذه الأمة، ومع ذلك حتى هذه اللحظة هو هامشي في الحضارة الإسلامية. بالرغم من وجاهة الفكرة وجديتها، فإن ثمة صعوبات ومعوقات قد تعرقل تحقيق الهدف المرجو منها، فكثير من الصالونات الثقافية، تحول إلى واجهات اجتماعية، و"مكلمة بلاغية"، فهل يسلك صالون ابن رشد هذا المسلك؟ هل يكتفي بالتنظير في القاعات المغلقة ويحاور الفلاسفة أنفسهم؟ كيف تتحول الفكرة إلى تيار دون اشتباك مع الواقع؟ هل تدخل المؤسسات المعنية بالفكر الديني في هذا الحوار؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات. في حديثه ل"بوابة الأهرام"، يقول الدكتور مراد وهبة، إن الصالون يهدف إلى تحويل الرشدية العربية من التنظير إلى أن تصبح تيارًا يتغلغل في عقول الشعب المصري، ويحدث ذلك من خلال إدخال وسائل الإعلام لكي تنقل ما يدور من حوار في هذا الصالون إلى جماهير القراء، فبدون حضور وسائل الإعلام، فإن معنى ذلك أنها تصبح عدوة لهذا الصالون. ويعتبر د.وهبة أن وجود الصالون في أحضان وزارة الثقافة، ووزارة الثقافة من مؤسسات الدولة، معناه أن الصالون في أحضان الدولة، أي أن مؤسسات الدولة ستدخل في علاقة عضوية مع الصالون مستقبلًا. سألنا د.وهبة: "يعتقد البعض أن الفيلسوف مراد وهبة، حالم، يعيش في عالم آخر، ينادي بالرشدية العربية في القرن الحادي والعشرين، في مجتمع ترتفع فيه نسبة الفقر سنويًا، ومعه تزداد نسبة الجهل والأمية وينشغل بعض رجال الدين بقشور الدين، ويُحرّم التأويل، إذن هل من جدوى في رأيك؟". يرد: "لا يستطيع أحد أن يقول إني أحلم، لكن يمكن أن يقول إن لديّ رؤية مستقبلية، وهذه الرؤية المستقبلية إذا كانت سليمة سيحدث لها تطور وانزلاق نحو الواقع، واذا لم يحدث ذلك تبقى الفكرة غير سليمة، الآن ونحن نناضل منذ ما يقرب من 30 سنة، انتهى منتدى ابن رشد، الذي كان مجموعة صغيرة، الآن يصبح قوة مؤثرة". ويرى د.وهبة أن أيّة فكرة جديدة، تلقى معارضة، وقوة الفكرة أنها تزيل هذا العائق المتجسد في معارضة لا عقلانية، وأبرز هذه المعارضات اللاعقلانية، تتمثل في التيار الأصولي المتغلل في مفاصل المجتمع، إذ يقول "التيار الأصولي بشكل غير رسمي ورسمي متغلغل في مؤسسات الدولة، والتيارات الأصولية كلها فروع للإخوان المسلمين". جانب من الندوة جانب من الندوة