صدر حديثا ديوان "صناع الفرح" للشاعرة فاطمة ناعوت عن دار ميريت للنشر، بعد صمت سنواتٍ ثلاث عن إصدار الشعر، أصدرت خلالها ترجمات عن الإنجليزية لثلاث روايات، وأنطولوجيا شعرية، والديوان يعد السابع بعد كان ديوانها الأخير "اسمي ليس صعبًا" الذي صدر عن دار "الدار" 2009. يتألف الديوان من حوالي 65 قصيدة، ويقع في 166 صفحة، وتظهر على الغلاف لوحة لطفل وطفلة في ملابس شتوية ثقيلة مما تستخدم في السير على الجليد، لكن سيماء الفرح تتبدى على الطفلة التي ترفع ذراعيها نحو السماء، وإن اختفت ملامح الطفلين، ولوحة الغلاف من رسم ابن الشاعرة "عمر". تواصلُ الشاعرةُ حواراتها مع الأمكنة بما تحمله من تواريخ وذكريات ودلالات، كما في قصائد: البحر الميت، بيتي طابور خامس، قرطبة، نوافذ الدار، المرسم، مطار مدريد، نصف سرير، المسرح المفتوح، خارج باب طفولتي، بحر الشمال، شارعنا القديم، شباك أمي، في بيتكم القديم. كما تحاور الأشياء والجوامد بوصفها شواهدَ على البشر والأحداث، كما في قصائد: ساعة الحائط، مذياع أمي، صندوق اللعب، عصفور، زهر أيلول، أرجوحة خشب، عروس الجيشا، مسامير. وفي قصائد أخرى تشاكس الشاعرةُ الزمنَ كما في قصائد: نهاية النوتة، عند الصبح، التحولات، لقاء أخير، بالأمس، وردة بلاستيك، بعد الخامسة والخمسين بقليل، قبل أن أسقي النبات نهارًا، البجعة، يوم الساعات العشر، إوزتان. تتجلى تأملاتها الوجودية في الحياة والحب في قصائد أخرى كثيرة، مثل: الخلاسية، أنا ماء، حدثني الغصنُ فقال، شيء يشبه الملح، آدم، المهاجر، رغم أنف حبيبي، وثن، موت الوردة، من أجل هذا انهدم العرس، يوم موت غاندي، غلالة بيضاء شفيفة، أنت أخطائي، وغيرها من القصائد. تُهدي الشاعرةُ قصائدها إلى "كل الأشرار في العالم"، قائلة: "كونوا كالزهور صانعي فرح، ولا تكونوا كأبطال الحكايا، سارقي فرح." ديوان "صانع الفرح" هو العمل ال 18 بين إصدارات ناعوت التي تتنوع بين الترجمات والنقد والشعر والمقالات. ويُذكر أنها قدمت مؤخرًا للمكتبة العربية "الوصمة البشرية"، الرواية الأشهر للأمريكي "فيليب روث" في ثوبها العربي.