بعد أقل من 3 سنوات تقريبا من صدور ديوانها الأخير "اسمي ليس صعبًا"، صدر للشاعرة فاطمة ناعوت ، ديوانها الأخير "صانع الفرح" باهداء خاص إلى "كل الأشرار في العالم"، الذين تخاطبهم قائلة: "كونوا كالزهور صانعي فرح، ولا تكونوا كأبطال الحكايا، سارقي فرح". وتواصل ناعوت في ديوانها، حواراتها التى بدأتها "منذ زمن" مع الأمكنة بما تحمله من تواريخ وذكريات ودلالات، فتراها تحاور الأشياء والجوامد بوصفها شواهدَ على البشر والأحداث، كما في قصائد: ساعة الحائط، مذياع أمي، صندوق اللعب، عصفور، زهر أيلول، أرجوحة خشب، عروس الجيشا، مسامير،خارج باب طفولتي، بحر الشمال، شارعنا القديم. وتتواتر علاقة الشاعر بالزمن فتبدو كأنها تلاعبه فى قصائد: نهاية النوتة، عند الصبح، التحولات، لقاء أخير، بالأمس، وردة بلاستيك، بعد الخامسة والخمسين بقليل، قبل أن أسقي النبات نهارًا. ثم تتكشف لنا أسئلة الوجود وتأملات الشاعرة في الحياة والحب في قصائد أخرى كثيرة، مثل: الخلاسية، أنا ماء، حدثني الغصنُ فقال، شيء يشبه الملح، آدم، المهاجر، رغم أنف حبيبي، وثن، موت الوردة، من أجل هذا انهدم العرس، يوم موت غاندي، وغيرها. وجاء ديوان ناعوت فى 65 قصيدة، وتظهر على الغلاف لوحة لطفل وطفلة في ملابس شتوية رسمها "عمر" ابن فاطمة ناعوت . من أجواء الديوان نقرأ: هل تذكرين الآن -أيتها البنتُ التى تنسى- معنى أن يحب رسامٌ شاعرة؟ نعم: تطيرُ قصائدُ ملوّنةٌ فتضحكُ الملائكةُ من وراء الغَمام وعلى الأرض تنثرُ المَنَّ والسلوى.