كشفت صحيفة هاآرتس في تقرير لها عن سيطرة حالة من القلق الشديد على كبار القيادات الأمنية الإسرائيلية بسبب الوثائق التي ينوي موقع ويكيليكس نشرها قريبا والتي تتعلق بعضها بالمخاطبات السرية التي وجهتها السفارة الأمريكية بتل أبيب إلى واشنطن والتي تكشف عن الكثير مما اسمته الصحيفة بالأمور الخطيرة التي سيؤدي الكشف عنها إلى اندلاع الكثير من المشاكل العميقة. وقد اهتمت أيضا صحيفة يديعوت أحرونوت بهذه القضية ، وأشارت إلى وجود الكثير من اسماء القيادات الفلسطينية أو العربية التي تعاونت مع إسرائيل سرا تحت رعاية السفارة الامريكية في تل أبيب ، وهو التعاون الذي لا يعرف أحد عنه أي شيء ، الأمر الذي سيزيد من حدة الأزمة التي تتسبب فيها نشر هذه الوثائق. وأضافت الصحيفة يديعوت أحرونوت أن بعض من القيادات الأمنية كشفت لها أن عددا من هذه المخاطبات ينتقد بشدة عمل كبار المسئولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بداية من الموساد وحتى جهاز المخابرات العسكرية خاصة في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي رأى أن قادة هذه الأجهزة الأمنية يضرون بشدة بعملية السلام خاصة مع توصياتهم المستمرة بضرورة مواصلة التصعيد العسكري والأمني مع الفلسطينيين ، وهي التوصيات التي وصلت في إحدى المرات إلى مطالبة بعض من قادة الموساد باعتقال كبار المقربين من الرئيس محمود عباس وفرض الاقامة الجبرية عليهم تماما مثلما فعلت إسرائيل من قبل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات. وأوضحت الصحيفة أن نشر هذه الوثائق الآن سيؤثر بالتأكيد على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلا أنها استبعدت أن يكون هذا التأثير بالقوة الكافية خاصة مع علاقة الصداقة والتحالف الاستراتيجي القوية بين تل أبيب وواشنطن ، غير أن نشر هذه الوثائق سيكون له وبالتأكيد أثر سلبي قوي لا أحد يعرف مردوده. ومن هذا الموضوع إلى صحيفة إسرائيل اليوم التي نشرت تحقيق مثير بعنوان الصراع على المستقبل ، وهو التحقيق الذي أعده يهودا شلزينجر وكشف عن تخوف العديد من الاسرائيليين من اللاجئين السياسيين في البلاد ممن باتت أعدادهم تتصاعد بقوة بينهم ، الأمر الذي يتسبب في الكثير من المشاكل الاجتماعية وتصاعد نسبة الجريمة بقوة بين الإسرائيليين. وطالب العديد من الاسرائيليين في إطار التحقيق الذي أعدته الصحيفة بضرورة التعجيل بخطة نتنياهو لاقامة أكبر معتقل سياسي في البلاد يضم هؤلاء اللاجئين، وهي الخطة التي مازالت قيد الدراسة ويرغب نتنياهو في طرحها على أعضاء الحكومة قريبا خاصة في ظل المشاكل التي تتسبب فيها هؤلاء اللاجئين للاسرائيليين. ومن هذه القضية إلى صحيفة "معاريف" التي رصدت ما يسمى بالحرب السرية التي تشنها عدد من الجهات السرية على الضباط أو العسكريين المشاركين في عملية الرصاص المصبوب ، وهي الحرب التي تشنها بعض من الجهات الاسرائيلية المجهولة والتي سبق لها أن ساهمت في تسريب أسماء الضباط والعسكريين ممن شاركوا في الحرب الاسرائيلية على غزة ، وهي الحرب التي اسفرت عن مقتل واصابة العشرات من الفلسطينيين. وتقول صحيفة معاريف أن العشرات من الضباط الإسرائيليين تلقوا بعض من الرسائل المعادية التي نعتتهم بمجرمي الحرب ، وهي الرسائل التي أصابت هؤلاء العسكريين وعائلاتهم بالقلق والرعب خاصة وأنهم حملت تهديدا صريحا بالانتقام منهم بسبب الجرائم التي افترقوها ضد المدنيين الفلسطينيين العزل في غزة. وذكرت الصحيفة أن تحقيقات الشرطة المبدئية تزعم أن مصدر هذه الرسائل هو بعض من الدول الاوروبية وعلى رأسها أسبانيا ، الغريب أن أبرز من تلقوا هذه الرسائل الرئيس السابق للمخابرات العسكرية اللواء عاموس يدلين وقائد المنطقة الوسطى افي مزراحي ، وهو ما يعني أن هناك تخطيط مسبق من جهات أوروبية عليا لتهديد القادة الاسرائيليين. ومن هذا الموضوع إلى ما نشرته صحيفة "هاآرتس" من خلال محرريها للشئون العربية آفي يسسخاروف وعاموس هرئيل اللذين زعما أن بعض مصادر الاستخبارات الغربية وجهت أخيرا انتقادات حادة إلى المحكمة الدولية التي برأت ساحة سوريا من تهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأن جريمة الاغتيال كانت مؤامرة مشتركة لسوريا وحزب الله ، وهي المؤامرة التي لا يمكن السكوت عليها خاصة مع اقتراب "القرار الظني" المتعلق بعملية اغتيال الحريري ، وهو القرار الذي توقعت الصحيفة أن يصدر الخميس المقبل.