انطلقت بقصر الثقافة بإمارة الشارقة، فعاليات الدورة الأولى لملتقى مسرح الطفل العربي، الذي تنظمه مجموعة مسارح الشارقة بالتعاون مع المجلس العربي للتنمية والطفولة، وذلك بحضور عدد كبير من المختصين والمهتمين من دولةالإمارات والبلدان العربية. وشهدت الجلسة الافتتاحية أمس كلمة "المجموعة" وألقاها محمد حمدان بن جرش مدير عام مجموعة مسارح الشارقة، الذي رحب بالحضور، مؤكدا على دور الشارقة في رعاية المسرح العربي، ومبرزا الدور المهم لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في ترسيخ التقاليد الثقافية والمسرحية في الوطن العربي، وأكد بن جرش أن الملتقى يأتي من أجل التأسيس للعمل المنهجي في مجال مسرح الطفل العربي. وقد جاءت الجلسة الأولى للملتقي تحت عنوان "الخصائص النفسية لمسرح الطفل"، وأدارها محمد السيد أحمد من السودان، وقدمت فيها الدكتورة سهير عبدالفتاح ورقة تحت عنوان "الخصائص النفسية والسلوكية لكتابة مسرح الطفل" حيث أكدت على دور المسرح في تنمية خيال الطفل وإشباع حاجاته الشعورية وتنمية مهاراته الإدراكية، وذلك من خلال الأشكال المتعددة لمرسح الطفل، مشيرة إلى تأثير المعارف والعلوم في تطوير مسرح الطفل من خلال إعادة تأهيل العاملين في هذا الحقل بما يتناسب مع الخصائص النفسية لكل شريحة عمرية من الأطفال. أما الجلسة الثانية فجاءت تحت عنوان "خصوصية الكتابة لمسرح الطفل"، أدارها عبدالجليل سعد من الإمارات، وقدم فيها محمود الماجري من تونس ورقة تحت عنوان "المضمون في نصوص مسرح الطفل"، حيث قال :"إن مسرح الطفل ممارسة حديثة في كل بلاد العالم، فهو يعتبر مجالا بصدد النشوء والتكون، ونظرا لحداثته تلك، لم يكتسب بعد قواعد مضبوطة. وأضاف لقد توصلنا في بحثنا إلى أن المصادر التي استلهم منها المؤلفون العرب نصوصهم تتمثل في الحكايات الشعبية العربية منها والعالمية، ونصوص أدبية سردية تمَّ اقتباسها وتحويلها إلى نصوص مسرحية. كما أن المواضيع التي يتناولها النص المسرحي الموجه للطفل، تقوم دليلا على استمرار حضور السرديات غير العقلانية في عصر تطغى عليه قيم العلم والمنطق. أما من حيث التقنيات، فإن الخصوصيات المرتبطة بالكتابة لمسرح الطفل، تكمن في كونها كتابة حديثة بالأساس لا تفرض تقسيم النصوص إلى فصول ومشاهد بصفة جامدة، إذ يكفي أن ينفتح النص المسرحي على خيال ذي علاقة بالفرجة الجماعية، يدعو باستمرار المتفرج إلى الإضافة من خلال تركيبة الذكي لمفردات العرض وبذلك تتحقق متعة الفرجة".