أكد هشام بدر سفير مصر لدى إيطاليا أن زيارة وزير الخارجية سامح شكرى إلى روما خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2017 للمشاركة فى منتدى روما للحوار المتوسطي الثالث، مثلت نجاحًا كبيرًا على مختلف المستويات، خاصة أنها تعد أول زيارة يقوم بها وزير الخارجية المصري إلى إيطاليا منذ ما يقرب من عامين. وأشار السفير بدر في بيان الْيَوْمَ إلى أن لقاء الوزير مع وزير الخارجية الإيطالي "ألفانو" تم خلاله الإعلان عن ترحيب مصر باستعادة العلاقات الثنائية لمسارها الطبيعي بعد عودة السفراء إلى كل من القاهرةوروما، وثمن الدور الذي قام به الوزير ألفانو في هذا الصدد، معربًا عن تطلع مصر لأن تشهد المرحلة القادمة قوة دفع جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، واستعادة وتيرة الزيارات المتبادلة بين الجانبين إلى سابقها. وأضاف السفير هشام بدر أن المباحثات بين وزيرى خارجية مصر وإيطاليا تناولت العديد من التطورات المرتبطة بالأوضاع الإقليمية، لاسيما الأوضاع فى ليبيا والجهود التي تقوم بها مصر للمساعدة فى توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ودعمها للعملية السياسية بقيادة المبعوث الأممى غسان سلامة، كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول الأزمات الرئيسية التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الأوضاع في كل من سوريا واليمن والعراق ولبنان. وأوضح بدر أن المباحثات تطرقت إلى قضية مكافحة الإرهاب؛ حيث أكد وزير الخارجية سامح شكري مسئولية المجتمع الدولى لتوفير الدعم للدول التى تواجه الإرهاب، وفى مقدمتها مصر باعتبارها تقف فى الصفوف الأولى فى هذه المعركة الدولية، كما حرص وزير الخارجية على إثارة موضوع سد النهضة على ضوء خصوصية العلاقات المصرية - الإيطالية، ولكون الشركة الإيطالية "سالينى" هى التى تضطلع بالأعمال الانشائية فى السد، واستعرض مسار المفاوضات الفنية وما يعتريه من صعوبات، وما نشهده حاليا من تعثر فى المسار الخاص بالدراسات الفنية، لاسيما وأن اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث عام 2015 يؤكد محورية إعداد الدراسات باعتبارها ستحدد حجم الضرر المتوقع، وكيفية تجنبه خلال مراحل ملء السد وتشغيله. وأضاف السفير هشام بدر أنه فيما يتعلق بقضية الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، أكد الوزير سامح شكرى اهتمام مصر بهذه القضية، وبضرورة دعم مسار التعاون القضائى بين البلدين لاستجلاء الحقيقة بشأن مقتل الباحث الإيطالى، بما يحول دون تسييس هذه القضية وضمان عدم وقوفها عائقًا أمام تطوير العلاقات بين البلدين، كما أشار السيد الوزير إلى تطلعنا لمزيد من الدعم والتفهم الإيطالى للمواقف المصرية، لاسيما فيما يتعلق بعلاقة مصر مع الاتحاد الأوروبي. من جانبه، عبر الوزير الإيطالي عن خالص تعازيه للحكومة والشعب المصري في ضحايا الحادث الإرهابي بمسجد الروضة، معربًا عن ثقة بلاده فى قدرة مصر على تجاوز هذه الموجة الإرهابية، ومؤكدًا تضامن إيطاليا الكامل مع مصر فى جهود مكافحة الإرهاب، مضيفاً أن بلاده تقدر المواقف المصرية المتوازنة إزاء الأزمات المتفاقمة فى المنطقة، ووجود تطابق في وجهات نظر البلدين إزاء العديد من الموضوعات الإقليمية. من ناحية أخرى، أوضح السفير هشام بدر أن زيارة الوزير إلى روما ومشاركته فى العديد من الفعاليات أبرزها إلقاء كلمة حول رؤية مصر لتطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، والدور الذى تقوم به من أجل تسوية الأزمات فى المنطقة لاسيما القضية الفلسطينية والأزمة الليبية والسورية واليمينة، والأوضاع فى لبنان، كما استعرض الوزير الجهود الكبيرة التى تقوم بها مصر فى مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء، وتأكيد أهمية التعاون وتبادل المعلومات بين الدول من أجل مكافحة تلك الظاهرة واستئصال الإرهاب من جذوره. ونوه السفير هشام بدر إلى أن زيارته شهدت أيضًا إجراء الوزير لعدد من اللقاءات الثنائية مع وزراء خارجية السعودية وروسيا ونائب رئيس المجلس الرئاسى الليبى، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى. وأضاف السفير بدر أن الزيارة شهدت أيضاً مشاركة الوزير فى التوقيع على إعلان مشترك حول برنامج "إيراسموس" للتبادل العلمى والطلابى بين إيطاليا ودول جنوب المتوسط والذي يأتي في إطار مبادرة إيطالية تهدف إلى توفير المنح الدراسية وزيادة عدد برامج تبادل طلاب الجامعات والباحثين من الشباب من أجل تعزيز الاستثمار فى الثقافة وفتح قنوات جديدة للحوار وتعزيز أطر التواصل الثقافي والحضاري بين ضفتي المتوسط بما يساهم في خلق هوية مشتركة لدول المتوسط، وهو البرنامج الذي من شأنه أن يسهم في توسيع قنوات التبادل الطلابى مع الجامعات الإيطالية ويتيح الفرصة للطلاب المصريين أن يستفيدوا من هذا التبادل والبرامج المختلفة التي يوفرها.