ناقش الباحث محمد سيد محمد سيد عبدالعال أطروحته للدكتوراه بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس تحت عنوان (المشكلات الاجتماعية والفيزيقية المرتبطة بشح المياه وسبل التكيف معها ومواجهتها)، السبت الماضي 25 نوفمبر. واستعرضت الرسالة بعض المشكلات الاجتماعية والبيئية الناتجة عن حدوث شح المياه في مجال الرى والزراعة؛ حيث إنه في ظل ثبات حصة مصر من مياه النيل عند 55.5 مليار مترًا مكعبًا سنويًا، وعدم إمكان زيادتها في المستقبل القريب، ومع الزيادة المطردة في عدد السكان؛ فإن نصيب الفرد من مياه النيل بدأ يتناقص سنويًا بصورة تدعو إلى القلق، كما أن نصيبه من الأرض المزروعة تضاءل؛ ليصل إلى نحو 0.10. وشرح الباحث بعض هذه المشكلات على النحو التالي: 1. زيادة الأعباء المالية على المزارعين؛ نتيجة شراء ماكينات رفع المياه للري أو الري عن طريق تأجير ماكينات الغير، أو دق آبار ارتوازية. 2. انتشار الحشرات والقوارض والثعابين؛ نتيجة تلوث الترع والمصارف بالمخلفات. 3. خسارة المزارعين؛ نتيجة هلاك المحاصيل الزراعية، وهلاك الحيوانات المزرعية؛ بسبب نقص وتلوث المياه. 4. بوار الأراضي الزراعية؛ نتيجة عدم وصول المياه إليها، وتغير خواص التربة؛ نتيجة الري بالمياه المختلطة بمياه الصرف غير المعالج. وما يترتب على هذه المشكلات في النهاية من المرض والعجز والبطالة، والفقر، والعشوائيات، وظهور البؤر الإجرامية، وتغير الخريطة المهنية والسكانية للقرية. ونبهت الدراسة المسئولين في وزارة الري إلى الآتي: • أن المستوى المعرفي والثقافي المتدني للمزارعين والخاص بالمياه وترشيدها أحد الأسباب التي تؤدي إلى شح المياه. • الحيازات المزرعية الصغير سبب في إهدار المياه، ومن ثم تؤدي إلى شح المياه. • أن سلوكيات واتجاهات المزارعين، والخاصة بالزراعات والمحاصيل الشرهة للمياه، وأسلوب الري في مصر من الأسباب التي تؤدي إلى شح المياه. • أن شح المياه له تأثير على المزارعين من الناحية الاقتصادية. ومن أهم التوصيات التي ذكرتها الدراسة لمواجهة مشكلة شح المياه الآتي: 1. عمل دورات تدريبية لرفع المستوى الثقافي والمعرفي والسلوكي للمزارعين للتوعية بأهمية الحفاظ على المياه، والحد من التلوث بشكل دوري، من خلال إدارات الإعلام بوزارتي الري والزراعة. 2. تحفيز المزارعين للاشتراك في روابط مستخدمي المياه لرفع مستواهم المعرفي والمهاري، وزيادة خبراتهم العملية في مجال إدارة وصيانة ماكينات الرفع، وتغيير اتجاهاتهم للحفاظ على المياه. 3. تغليط الغرامات والأحكام بالسجن لتبديد المياه، والحد من زراعة المحاصيل الشرهة للمياه، والعمل على الاستفادة من تجارة المياه الافتراضية. 4. تشجيع المزارعين على مشاركة المختصين بمداومة تطهير شبكة المجاري المائية من الحشائش لضمان وصول المياه إلى الأراضي الزراعية، ورفع ناتج التطهير من على جوانب المجرى المائي. 5. إلزام المزارعين باستخدام طرق الري المطور (ري بالرش – التنقيط) للحفاظ على نقطة المياه. 6. بحث إدخال تقنيات تحلية المياه، وإستنباط سلالات محاصيل تتحمل الجفاف والملوحة، وغير مستهلكة للمياه. وحصل الباحث على درجة الدكتوراه مع التوصية بالنشر والتبادل بين الجامعات، وطباعة الرسالة على حساب الجامعة من قبل لجنة المناقشة التي أشادت بجودة وأهمية الدراسة. وتكونت لجنة أشراف الرسالة من كل من الأستاذ الدكتور مصطفى إبراهيم عوض أستاذ علم الأنثروبولوجيا بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، و الأستاذ الدكتور عدلي محمود السمري أستاذ علم الاجتماع ورئيس القسم السابق بكلية الآداب جامعة القاهرة، و الأستاذ الدكتور هشام مصطفى محمد مدير معهد بحوث وإدارة المياه بالمركز القومي لبحوث المياه. كما تكونت لجنة الحكم على الرسالة من كل منه الأستاذ الدكتور رشاد أحمد عبد اللطيف أستاذ علم تنظيم المجتمع كلية الخدمة الاجتماعية ونائب رئيس جامعة حلوان السابق، و الأستاذ الدكتور هشام إبراهيم القصاص أستاذ علم بيئة التربة والمياه عميد معهد الدراسات والبحوث البيئية جامعة عين شمس.