يلتقى وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، اليوم الخميس، لمراجعة الخطوات التالية في النزاع الأفغاني ولمناقشة سبل التعاطي مع الأزمة الأمنية المستمرة منذ 16 عامًا. وأعلن الحلف هذا الأسبوع، أنه سيرسل ثلاثة آلاف عنصر إضافي من قواته إلى أفغانستان، ليرتفع بذلك عدد الجنود من دول الغرب إلى 16 ألف جندي. ستقوم القوات الإضافية ومعظمها من الأميركيين بمهمات التدريب والمشورة للقوات الأفغانية المحلية التي تجهد للسيطرة على متطرفي طالبان وداعش فيما تسجل خسائر بشرية فادحة. وقال ينس ستولتبرغ الأمين العام للحلف اليوم الخميس، "حلفاؤنا وشركاؤنا التزموا بإرسال مزيد من الجنود". وأضاف "اليوم سنراجع التقدم ونناقش الخطوات الضرورية لتعزيز القدرات الأفغانية في الحرب على الإرهاب الدولي، ولإنشاء البيئة الضرورية لتحقيق الهدف النهائي لأفغانستان وهو السلم والمصالحة". وقادة الحلف متفائلون بأن تبدأ القوات الأفغانية عام 2018 في كسب الزخم ضد طالبان، بفضل جهود تدريب جديدة وقوة جوية متنامية وآلاف العناصر الإضافيين من قوات الكوماندوس الأفغان. إضافة إلى ذلك فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى القوات الأميركية مساحة مناورة أكبر لتحديد كيف ومتى يمكنهم ضرب طالبان، فيما القوات الأفغانية في موقع هجومي متزايد. بعد القمة يستضيف وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس على الفور اجتماعًا منفصلاً مع شركاء من التحالف الذي يحارب داعش في الشرق الأوسط وحيث يتكبد الجهاديون خسائر متتالية. وقال ماتيس، إن شركاء التحالف ينتظرون من الولاياتالمتحدة خطة واضحة بشأن ما يلي هزيمة داعش على الأرض. وكان ماتيس صرح لصحفيين في وقت سابق هذا الأسبوع "غالبية الأسئلة التي تُطرح الآن تتعلق في المرحلة التالية إذ لم يعد الأمر يتعلق بهل سنوقف توسع داعش ونتغلب عليه، بل، ماذا سيحصل بعدها؟". بعد خسارة معقليهما في الرقة بسوريا والموصل في العراق، بات الجهاديون محاصرون في وادي الفرات. وحتى الآن كان الدور العسكري الأميركي في سوريا يقتصر فقط على محاربة داعش، لكن مع قرب دحر الجهاديين، على واشنطن أن تعبر بوضوح عن مصالحها على المدى الطويل وأي دور، في حال وجد، ستلعب القوات الأميركية في سوريا. وقال مصدر فرنسي، إن الحلفاء حريصون على السماع من ماتيس ما يتعلق بدور إيران - حليف النظام الرئيس السوري بشار الأسد - بعد التصريحات النارية لترامب ضد طهران. وقال المصدر "نفكر كيف ستترجم خطابات كبار المسؤولين الأميركيين حول ضرورة احتواء التواجد الإيراني في المنطقة، بشكل فعلي في الإستراتيجية العسكرية". اتفقت دول الحلف الأطلسي الأربعاء، على مضاعفة استخدام الأسلحة والتكتيكات الإلكترونية في العمليات العسكرية، مع تطوير الحلف قدراته للتصدي لروسيا. والتغيرات جزء من إعادة هيكلة للحلف هي الأكبر منذ الحرب الباردة، ويؤيد وزراء الدفاع إقامة مركزي قيادة جديدين للمساعدة في حماية أوروبا. وقال ستولتنبرغ، إن إعادة الهيكلة تعكس "البيئة الأمنية المتغيرة" في السنوات القليلة الماضية. وأصبح التهديد للجانب الشرقي للحلف مصدر قلق بعد ضم روسيا للقرم في 2014. وقال ستولتنبرغ "نستعين بالجانب الإلكتروني في مهمات الحلف وعملياته للتفاعل مع بيئة أمنية متغيرة وجديدة حيث الفضاء الإلكتروني جزء من مشهد التهديد الذي يتعين الرد عليه". بعد سنوات على وقف تحديث هيكل القيادة منذ الحرب الباردة، يريد الحلف الأطلسي إضافة مركزي قيادة جديدين -الأول لحماية خطوط الاتصال عبر المحيط الأطلسي وآخر لتنسيق حركة الجنود والمعدات حول أوروبا. وعلى جدول مباحثات الحلف في بروكسل الأزمة النووية الكورية الشمالية. وتفاقم التوتر منذ قيام بيونغ يانغ بتجربتها النووية السادسة -الأقوى لها حتى الآن- وقال ستولتنبرغ، إن الأزمة تتطلب جهدًا دوليًا موحدًا.