*مسح راداري بمقبرة توت عنخ أمون.. وإيرادات الوزارة زادت 50% هذا العام *ندرس دخول شركات خاصة بالمتحف المصري.. ومسار العائلة المقدسة ينتظر الحجاج *أحيينا العمل بمشروعات توقفت منذ سنوات.. وأسعى لزيادة رواتب الموظفين
*6 تحديات كبرى نواجهها حاليًا.. والمواقع اليهودية جاهزة للزيارة
*جرد شامل لجميع مخازن الوزارة.. ووضعنا حلًا لمشكلة الحد الأدنى للأجور تمتلك مصر ثلث آثار العالم، هذا الميراث الضخم من القطع الأثرية يحتاج إلى إدارة حديدية للسيطرة على عمليات الاستخراج والنقل إلى المخازن، ومشروعات كبرى ينتظر افتتاحها في 2018 على رأسها المتحف الكبير وتطوير منطقة الأهرامات، ومشروعات أخرى تم استئناف العمل بها بعد توقف سنوات مثل طريق الكباش ومتحف سوهاج، تحديات ضخمة تواجهها وزارة الآثار منذ 2011.."بوابة الأهرام" أجرت حوار مع وزير الأثار الدكتور خالد العناني ليكشف عن حلول وأفكار لتغيير الواقع الأثري في مصر. ما هي آخر تطورات مشروع المتحف الكبير؟ المتحف الكبير من أكبر تحديات وزارة الأثار، لأنه مشروع ضخم جداً هندسيا، وأثريا واستثماريا، وقد تم إنشاء هيئة مستقلة خاصة به وتشكيل مجلس إدارته الذي اجتمع بالفعل مؤخرًا، لكن المشكلة هي افتقادنا للكوادر البشرية المتخصصة في نوع العمل الذي يحتاجه هذا الصرح الكبير، فنحن لدينا الكفاءات من الأثريين والمرممين، لكن ليس لدينا متخصصين في مجالات الاستثمار و في إدارة هذا النوع الضخم من المشروعات التي يتخطى أكثر من 40 مرة حجم المتحف المصري بالتحرير، لكننا نقوم الآن بمعرفة مجلس إدارة المتحف على دراسة إمكانية الاستعانة بشركات لها خبرة في هذه المجالات، على أن تقوم وزارة الآثار بإدارة الشق الأثري الذي يشمل المخازن و معامل الترميم و العرض المتحفي. وبالنسبة للموارد المالية الخاصة بالمشروع، فقد تم تخفيض القيمة الإجمالية للمشروع، التي كانت مليار و 300 مليون دولار لتكون أقل من المليار وبحد أقصى مليار دولار. ونتوقع افتتاح المتحف جزئيا في النصف الثاني من 2018 ويشمل الافتتاح الجزئي قاعة توت عنخ آمون التي ستعرض 5000 قطعة أثرية من كنوز الفرعون الذهبي، والاتريوم والدرج العظيم الذي سيضم100 أثر ضخم. - أين وصل مشروع تطوير منطقة الأهرامات؟ لقد كان هذا المشروع الكبير متوقفا منذ فترة، و تم استئناف العمل فيه في النصف الثاني من 2016، عندما وفرت الحكومة المليار و 270 ألف جنيه للوزارة، وقد تم تخصيص جزء من هذا المبلغ للمشروع، فقد كان المبلغ المالي المتاح الوحيد له هو 51 مليون جنيه من وزارة السياحة، والتي قامت بالفعل بسداد 25 مليون منهم، و الآثار ستدفع طبقا لبروتوكول المشروع أكثر من 350 مليون جنيه، وقد قمنا يوم السبت بزيارة تفقدية للمنطقة، والعمل هناك على قدم وساق . نتوقع أن ينتهي المشروع في النصف الأول من 2018 بتكلفة حوالي400 مليون جنيه ، بالإضافة إلى ما تم الانتهاء منه في المراحل السابقة للمشروع والتي تمت في 2009 و 2010. - ومتحف الحضارة؟ دخل مشروع المتحف ضمن البروتوكول مع بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، و قاموا بإسناده بالفعل إلى المقاول العام، و كان هناك اجتماع لجنة عليا الأسبوع الماضي، وتم الاتفاق انه في حدود المبلغ المتاح سيتم العمل في ثلاث قاعات من المتحف لحين توافر باقي المبلغ، وهي القاعة المركزية، وقاعة متحف العاصمة وقاعة المومياوات، وإذا توافر المبلغ سيتم العمل في القاعة الرابعة وهي قاعة النيل. - ما هي المشروعات الجديدة للوزارة؟ جاءت توجيهات رئاسية باستئناف العمل بطريق الكباش، و ببدء العمل في تطوير أثار رشيد، وفيما يخص طريق الكباش فأنا على تواصل مستمر مع محافظ الأقصر، و الذي أكد أن هناك إنجازا فيما يخص المرافق، و بعد ذلك سيتم استكمال الحفائر في المنطقة الموجودة بين معبدي الأقصر والكرنك، وتتولى الهيئة الهندسية العمل بالمنطقة. كما أننا بدأنا نعطي اهتماما لبعض الملفات التي لم تأخذ الاهتمام اللازم من قبل مثل الاثار اليهودية، و تسجيل الآثار المنقولة في المساجد مثل المشكاوات، وبدأنا العمل في مشروعات كانت متوقفة مثل متحف سوهاج الذي بدأ العمل به عام 1993و لأول مرة يتم استئناف العمل به العام الماضي، وسيتم افتتاحه قبل منتصف 2018 بإذن الله. وبدأنا العمل كذلك في مشروع ترميم و إعادة تأهيل قصر البارون إمبان ، وفي ترميم كشك الشاي بقصر محمد علي بشبرا، وبدأنا أيضا العمل في المتحف الآتوني بالمنيا لأول مرة منذ سنوات، لكن للأسف ليس لدينا المبلغ اللازم للانتهاء منه، و جاري التفاوض الآن مع الجانب الألماني الذي أبدى اهتماما كبيرا بالمساهمة في الانتهاء من المتحف، كما تم استئناف العمل في متاحف إقليمية أخرى، مثل طنطا و كفر الشيخ الذي وفرت له المحافظة مبلغ 30 مليون جنيه، وجارٍ الانتهاء من متحف مطروح، وهي المرة الأولى التي سيكون بمحافظة مطروح متحف اثري، وجاري استئناف العمل بالمتحف بالتنسيق مع المحافظ لذي وفر جزء من مكتبة مطروح لإقامته. - ماذا عن المباني الموجودة على طريق الكباش والتي لم تتم إزالتها؟ لا يوجد كلام عن أي إزالات في الوقت الحالي، ولكن فيما يخص الكنيستين والنجع، هناك تفاوضات مع الجانبين، لكنها غير رسمية ولا يوجد كلام عن تعويضات حتى الآن. - تحدثتم منذ عام ونصف عن 6 تحديات تواجه وزارة الآثار فهل مازالت هذه التحديات موجودة؟ كلها مازالت موجودة، وزاد عليها تحديات أخرى، فالنسبة للموارد المالية فمازلنا نعاني من قلتها، لكن هناك تحسنا كبيرا هذا العام عن العام الماضي، بنسبة تزيد عن ال50٪، و هذا نتيجة عدة عوامل فقد كان الموسم السياحي هذا العام أفضل نسبيا، كما أننا قمنا باستحداث بعض الأمور لزيادة موارد الوزارة مثل إصدار التصاريح السنوية لزيارة الأماكن الأثرية، وفتح أماكن جديدة للزيارة مثل مقابر سيتي الأول و نفرتاري، وفتح بعض المواقع ليلا للزيارة مثل متحف التحرير والمتحف الإسلامي، وإصدار باقة التصوير السينمائي داخل المناطق الأثرية، كما تم التوقيع على 6 معارض أثار خارجية جديدة مما سيساهم في زيادة دخل الوزارة، وقد قامت الحكومة في خطوة غير مسبوقة بتوفير مليار و 270 مليون جنيه لوزارة الآثار من وفورات الاستثمار عن العام المالي الماضي، و هذا ساهم بشكل كبير في تحريك المشروعات المتوقفة. وفيما يخص الكوادر البشرية في الوزارة فقد حرصت على الاستعانة بأبناء الوزارة، و نحن نعمل على تنمية قدرات العاملين في الوزارة من الشباب، ولذلك نتعاون مع الكثير من المؤسسات الأجنبية المتخصصة لتدريب الكوادر البشرية بها و يسافر كل شهر ما يقرب من20 شابا وشابة للتدريب والتعاون مع الجهات العالمية العلمية المختلفة. عندما توليت الوزارة كان أمامي تحد كبير وهو تدبير المرتبات للموظفين، اليوم أصبح أمامي تحد اكبر، وهو كيفية زيادة المرتبات لأن الظروف المعيشية الآن اختلفت. وفيما يخص التعديات على المناطق الأثرية فقد تم إصدار أكثر من5000 قرار إزالة هذا العام، أما بالنسبة للبنية التحتية في المناطق الأثرية فمازلنا نعاني من بنية تحتية ليست بالمستوى الذي نتمناه نتيجة انحصار الموارد المالية بالوزارة. وعن رفع الوعي الأثري لدى الموطنين فهو من الملفات التي عملنا عليها بشكل كبير و قمنا بالعديد من المبادرات مع المجتمع المدني و مع المدارس والمعاهد الأجنبية ومع منظمة اليونسكو، كما قمنا بالعديد من الأنشطة مع الأطفال و كبار السن، فلأول مرة يستطيع الآن المواطن الذي يبلغ من العمر أكثر من 60 سنة أن يدخل آثار مصر كلها مجانا، بالإضافة إلى دخول ذوي الاحتياجات الخاصة من المصريين مجانا للمواقع الأثرية. - ماذا عن مشاكل العاملين بالوزارة خاصة فيما يتعلق بتطبيق الحد الأدنى؟ موضوع الحد الأدنى كان مغلق تماماً لكننا تفاوضنا مع وزارة المالية وتم صرفه لأول مرة، في يونيو الماضي، ثم توقف لأن بعض مراقبي الحسابات قالوا إنه ليس من حق الوزارة، وزارة المالية مشكورة استمرت في الصرف خلال أشهر 7 و 8 و9 من العام الحالي، إلى أن ورد رد مجلس الدولة في بداية أكتوبر والذي أوصى بعدم أحقية العاملين بوزارة الآثار في الحصول على الحد الأدنى للأجور، و للتغلب على هذه المشكلة قمنا باتخاذ خطوة في اتجاه آخر، حيث قمنا في مجلس الإدارة بطلب زيادة الأجر المكمل وفقا لقانون الخدمة المدنية الجديد، وبالفعل قامت وزارة المالية ووزارة التخطيط بالموافقة، و نحن الآن في انتظار موافقة السيد رئيس مجلس الوزراء على ذلك. -ما هو وضع المخازن الأثرية الآن؟ تم تعيين مدير جديد للمخازن الأثرية، و بدأ العمل في جرد وحصر القطع الأثرية بها، بالإضافة إلى ذلك هناك جهات رقابية في الدولة تقوم بأعمال مراجعة للمخازن وحالتها. لدينا أكثر من 33 مخزنا متحفيا، بالإضافة إلى أكثر من 100 مخزن فرعي وبالمواقع، لكن هذا ملف من الملفات التي لست راضٍ عنها، لأننا حتى هذه اللحظة ليس لدينا قاعدة بيانات كاملة بمحتويات مخازن الأثار، و طالما أنها غير موجود ستظل هناك نقطة ضعف بالمخازن، وأنا أرى أنه يجب إغلاق كل المخازن الفرعية ومخازن المواقع، والاكتفاء بالمخازن المتحفية والمخازن المركزية، لأنها مؤمنة، و هذه المخازن هي التي حمت الأثار في أعقاب ثورة يناير2011. - هل هناك جديد في مشروع البحث داخل مقبرة توت عنخ أمون؟ هناك مشروع إيطالي لاستكمال العمل في المنطقة الغربية من وادي الملوك والمعروفة باسم وادي القرود، و سيتكون فريق العمل من بعثة إيطالية مصرية، يرأس الجانب المصري منها الدكتور زاهي حواس، وقد حضر الجانب الإيطالي منذ 20 يوما تقريبا إلى الوزارة وتقدم بطالب وحصل على الموافقات المطلوبة لعمل مسح راداري في منطقة وادي الملوك وفي المنطقة المحيطة بمقبرة توت عنخ أمون، وداخل المقبرة نفسها. - هل تم حل مشكلة أثار المساجد؟ نعم هناك مشكلة، و هي مشكلة دائمة، لأن أي مسجد أثري يستخدم في الشعائر لا يتم التعامل معه بالطريقة السليمة، ولا يتم تأمينه بالطريقة الصحيحة، ،و قد بدأنا بتسجيل جميع الأثار المنقولة داخل المساجد و نحاول نقلها و استبدالها بنماذج أثرية للمحافظة عليها من السرقة، خاصة فيما يتعلق بالمشكاوات. - و الآثار اليهودية؟ هي أحد الملفات التي اهتمت بها الوزارة مؤخرا، وبدأنا نسجل بعضها وفتحنا مواقع للأثار اليهودية للزيارة، فهي جزء من تاريخ مصر التي يجب الحفاظ عليه. - كيف تتعامل الوزارة مع أثار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بعد اعتمادها بالفاتيكان؟ نحن نعمل بالتوازي مع المجهودات الكبيرة التي تقوم بها وزارة السياحة لتشجيع حج المسيحيين إلى مصر والخطوة الموفقة لاعتماد رحلة الحج إلى مصر من قبل الفاتيكان، و بما أن الحج قائم على زيارة آثار فنحن نقوم بتوثيق هذه الآثار وتصويرها، و نعد كتيبات عنها و نتعاون مع وزارة السياحة في رفع كفاءة هذه الأماكن السياحية الأثرية المهمة. وسوف تبدأ وزارة السياحة الترويج للأماكن الموجودة في القاهرة مثل مصر القديمة و المعادي وبأديرة وادي النطرون، ولكننا كآثار نهتم بال25 مكان الذي زارته العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر في المنيا وأسيوط وغيرها، وحتى الأماكن التي لا يمكن زيارتها سياحيا فنحن نهتم بها من الجانب الأثري، مثل كنيسة الشهيد أبانوب في محافظة الغربية والتي تم الانتهاء من ترميمها. - هل هناك اكتشافات جديدة أنتم بصدد الإعلان عنها قريبا؟ لقد بدأ موسم عمل البعثات الأثرية، و هناك أكثر من 200 بعثة حفائر تعمل في العديد من المواقع الأثرية، ولدينا بوادر لاكتشاف مقبرة جديدة لشخص يدعى "ماعتي" بذراع أبو النجا بالأقصر، و فريق العمل المصري برئاسة الأمين العام الدكتور مصطفى وزيري استأنف العمل هناك، وهناك مؤشرات طيبة أنهم قد يصلون إلى المقبرة ويتم الإعلان عن الكشف قريبا. ومنذ أبريل 2016 و حتى الآن أعلنت وزارة الآثار عن أكثر من 30 كشف أثري جديد، كان آخرها الكشف عن بقايا معبد للملك رمسيس الثاني من عصر الدولة الحديثة في منطقة أبو صير، واكتشاف هرم وتمثال و جزء من مسّلة في منطقة سقارة.