قال جنوب السودان اليوم الثلاثاء إن السودان يقوم بتحميل المزيد من نفط الجنوب من ميناء بورسودان على سفن تابعة للخرطوم في الوقت الذي يتنازع فيه البلدان بشأن تقاسم إيرادات النفط. واستقلت جمهورية جنوب السودان في يوليو الماضي بمقتضى اتفاق سلام مع الخرطوم يعود لعام 2005 أنهى عقودا من الحرب الأهلية لكن التوترات بين الجانبين استمرت حول قائمة طويلة من الخلافات. وأكبر نقاط الخلاف هي إيرادات النفط شريان الحياة لاقتصاد كل من البلدين. ويستأثر جنوب السودان الذي ليس له منفذ بحري بثلثي إجمالي إنتاج الدولة قبل التقسيم لكن عليه أن يدفع رسوما لاستخدام منشآت التصدير في الشمال. وقال السودان يوم الأحد إنه يصادر نفطا من جنوب السودان مقابل ما يصفها بأنها رسوم غير مسددة لاستخدام ميناء بورسودان وخط أنابيب لتصدير الخام الجنوبي. وقالت جوبا إن الخرطوم صادرت 650 ألف برميل من النفط في بورسودان الأسبوع الماضي. وقال باقان اموم كبير مفاوضي جنوب السودان إن الشركة المشغلة لخط الأنابيب أبلغت جوبا أمس الاثنين أن الخرطوم قررت مصادرة 750 ألف برميل أخرى وذلك قبل محادثات جديدة مع السودان في أديس أبابا. وأضاف "تلقينا إخطارا ثالثا بأن حكومة السودان جلبت اليوم سفينة أخرى لتحميل 750 ألف برميل أخرى. في هذا الوقت الذي نتحدث فيه الآن انتهت حكومة السودان من تحميل ... سفينتها بالنفط. "لدينا قلق عميق من أن تؤدي التصرفات الاحادية لحكومة السودان والرئيس (عمر حسن) البشير في الآونة الأخيرة إلى انهيار المفاوضات هذا الأسبوع." ولم يصدر تعليق فوري من شمال السودان لكن البشير قال إن الخرطوم ستفرض رسوما لم يحددها كتعويض عن رسوم عبور النفط التي لم يتم دفعها. ويطالب السودان بمليار دولار كرسوم لعبور نفط لم تسدد منذ يوليو- تموز إضافة إلى رسوم في المستقبل تبلغ 36 دولارا للبرميل نظير عبور النفط أي ما يعادل تقريبا ثلث قيمة صادرات الجنوب النفطية. وتريد الخرطوم أيضا أن تشاركها جوبا في تحمل أعباء دين خارجي قدره 38 مليار دولار. وقال مسئولون إن الجنوب يضخ نحو 350 ألف برميل يوميا من النفط. وينتج السودان 115 ألف برميل يوميا من الحقول الشمالية لكنه يحتاج هذه الكميات للاستهلاك المحلي. وتواجه حكومة السودان ضغوطا للتغلب على أزمة اقتصادية حادة بعدما فقدت نفط الجنوب الذي كان يشكل 90 في المئة من صادرات البلاد. وبلغت إيرادات النفط خمسة مليارات دولار في 2010. وعرضت جوبا على السودان أن تبيع له النفط بأسعار مخفضة ومساعدات مالية أخرى لكن لم يبد أي من الطرفين ما يدل على تغيير موقفه.