ربما كانت فرصة كبيرة للفتيات والسيدات الحديث والتكلم عن معاناتهن الشديدة التي يتعرضن لها دومًا سواء في مجتمعاتنا العربية أو الأخرى الغربية مع مشكلة التحرش الجنسي، وذلك عندما قامت الفنانة الأمريكية إليسا ميلانو باطلاق هاشتاج #Metoo و#أنا_أيضًا عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتحكي فيه كل بنت وكل سيدة عن قصصهن المؤلمة مع تلك القضية، لعل العالم من وجهة نظرها يدرك حجم المشكلة. وبالفعل شاركت آلاف النساء حول العالم ، وروت كل منهن قصتها أو رأيها حول قضية التحرش الجنسي، وكان للسيدات المصريات نصيب كبير علي صفحات التواصل من تلك الحكايات، خاصة بعد اعتبار القاهرة هي "الأكثر خطورة" بالنسبة للنساء من بين مدن العالم الكبري، وذلك طبقًا لاستبيان دولي شمل 19 مدينة كبرى يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين شخص بحسب موقع BBC عربي. وترصد "بوابة الأهرام" بعض من تلك المشاركات من فتيات وسيدات مصريات في السطور التالية: عبرت هبة الكردي التي هاجرت من مصر إلى الولاياتالمتحدة عن معاناتها مع مشكلة التحرش، فكتبت أنها عانت من هذه المشكلة من بعض سائقي التاكسي والناس من حولها في الشارع ومن المديرين والزملاء في العمل، وأيضًا من العملاء كلما أجابت علي التليفون نظرًا لعملها بإحدي شركات التليفون المحمول، وكتبت مستنكرة: الناس دائمًا يلومونني كما لو أن جسدي ليس ملكي أو ليست لدي الحرية في اختيار ماذا أرتدي". أما كارول مجدي فكانت فعبرت عن وجهة نظرها وقالت: "ممكن يكون الأسهل والأفضل أن نكون منعزليين لتجنب تلك المشكلة في الشوارع وإن كنا بذلك نشعر أكثر بكآبة وقتامة الموقف"، كما عددت وضع البنات في الطرق والشوارع عندما ذكرت أن معتقدات الفتيات لتجنب التحرش إلى حد ما بالسير وسط تجمعات أو عدم السير في أماكن مظلمة بالإضافة إلي المحاولة للظهور بشكل قوي وعدائي لتجنب مخاطر الشارع عند سيرها وحيدة، واصفة الأمر "بأننا فقدنا السلام وأصبحنا دفاعيين وغاضبين". ودعت هايدي العمري كل الفتيات للمشاركة، فكتبت"مفيش كلمات توصف إحساس المرأة بخصوص التحرش الجنسي وأدعو كل النساء للحديث بكل قوة عن حقوقهم وألا يتوقفوا أبدًا". فيما كتبت حنين "بدون شك #Metoo وأنا كمان"، مضيفة "لو كل فتاة تعرضت للتحرش الجنسي أو الاعتداء شاركت بهاشتاج #metoo "وأنا أيضًا" من الممكن أن يشعر الناس بحجم المشكلة". وعن خوفها الدائم تحدثت نيرة رجب قائلة: "بقي شيء مخيف أني أمشي قريب من أي حد وبقيت خايفة أخد أولادي لأني مش عايزاهم يعيشوا موقف مرعب زي دا أو يتعرضوله لأني بصعوبة بحمي نفسي". فيما روت تقوى الهواري تجربتها مع التحرش وعلقت"بمناسبة هشتاج #metoo " أول مرة اتعرضت للتحرش كان لفظي وعمرى ساعتها كان 10 سنين وكنت رايحة لمدرستي، كان فى راجل خارج من مسجد، فضل ماشي ورايا لحد المدرسة وإحساس الرعب اللي كان فيا مكنش طبيعي، المشكلة أنه خارج من مسجد بدقن وبزبيبة صلاة، جدتي تاني يوم وصلتني لأني يومها رجعت معيطة لها من الموقف وكل ده في المدرسة مخضوضة وهي فضلت تهدي فيا، المشكلة مش في كده المشكلة بعد عمر اكتشفت إنه إمام المسجد". شريف شحاتة الشاب الذي كتب عن تعرضه للتحرش وهو في سن الخامسة عشرة بإحدي وسائل المواصلات عندما حاول رجل في سن والده التحرش به، ولفت شريف إلى أنه روى تلك القصة لدعم النساء اللاتي يتعرضن لتلك الاعتداءات حيث قال: "طبعًا اللي حكيته ده ولا حاجة بالنسبة للي الستات بتحكيه عالهاشتاجات واللي ما بيتحكيش، هدفي من البوست هو أن ممكن كلامي ده يشجع ستات أكتر يحكوا عاللي بيحصلهم في الشوارع وفي غير الشوارع، ممكن كلامهم ده يخفف شوية الحمل من على نفوسهم، و يقلل من الألم! وممكن ساعتها الناس تفهم ويقفوا قدام اللي بيحصل ده ويدعموا الستات اللي بيشتكوا ويبطلوا لوم الضحية، وممكن ساعتها نوصل لعالم يقدر الستات يعيشوا فيه بأمان أكتر!".