مصر على بعد خطوه من توليها إدارة المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو ".. ساعات فاصلة تنتظرها مصر بفارغ الصبر خلال اليومين القادمين انتظارا لما ستسفر عنها الانتخابات المقرر أن تجرى بعد غد في باريس وسط توقعات ودعم ما بين إقليمي ودولي للمرشحة المصرية الوزيرة السابقة والسفيرة مشيرة خطاب التي تمثل واجهه مشرفة لمصر وذلك استكمالا للنجاحات التي حققتها مصر دوليا وإقليميا منذ ثورة 30يونيو. القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية منذ الإعلان عن ترشيحها لمنصب المدير العام لليونسكو كانت تتحرك بطريقة مدروسة وممنهجة إقليميا ودوليا منذ يوليو 2016 كان إعلان المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء من المتحف المصري ترشيح الوزيرة والدبلوماسية مشيرة خطاب لمنصب مدير منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا وكانت تأكيداته أن مشيرة خطاب سيدة تحمل خبرات وتاريخا حافلا مشهودا به علي الصعيدين الوطني والدولي. على مستوى القيادة السياسية الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل الدبلوماسية والوزيرة السابقة ومُرشحة مصر لمنصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتعليم والعلوم والثقافة "اليونسكو" في نوفمبر 2016 وأكد دعم مصر الكامل لترشيحها لمنصب مدير عام اليونسكو مؤكداً أن ما تتمتع به من خبرات وتاريخ حافل مشهوداً له على الصعيدين الوطني والدولي يجعلها جديرة بتولي هذا المنصب الدولي الرفيع. وآشار إلى الدور المهم الذي تضطلع به منظمة اليونسكو خاصةً فى الوقت الذي يشهد فيه العالم تحديات عديدة تتطلب تضافر الجهود الدولية لتعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر عبر الاهتمام بتطوير التعليم والأنشطة الثقافية. كما كان تأكيد الرئيس دعمه لترشح السفيرة مشيرة خطاب مديرا لمنظمة اليونسكو، وفي ديسمبر 2016 شارك الرئيس السيسي على تويتر بالكتابة «أدعم ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لرئاسة منظمة اليونسكو وأدعو المصريين جميعاً لدعمها». وكان دعم المرشحة المصرية أبرز عناصر أجندة الرئيس، وتم إيفاد مبعوثين إلى العديد من الدول برسائل من الرئيس وقدم بدورة الشكر للرؤساء الداعمين لترشيحها. الدبلوماسية المصرية التي يقودها سامح شكري وزير الخارجية كانت تتحرك بشكل مدروس وممنهج لدعم المرشحة المصرية منذ إعلان ترشحها وخلال المشاركات المختلفة في القمم سواء الإقليمية أو الجمعية العامة للأمم المتحده وعلى مستوى اللقاءات الثنائية للوزير كان ملف الترشيح أحد أبرز محاور الاجتماعات، وكان هناك حرص من الخارجية على تقديم كافة أشكال المساندة للمرشحة المصرية، وتسخير أدوات الدبلوماسية المصرية من أجل حشد أكبر قدر من الدعم لهذا الترشح لاسيما مع احتدام السباق الانتخابي من أجل تأمين دعم الاتحاد الأفريقي للمرشح المصري باعتباره المرشح الوحيد للقارة الأفريقية بجانب الدعم العربي الذي تقوم به معظم الدول العربية وفِي مقدمتها السعودية والإمارات والسعودية والبحرين للمرشحة المصرية وأبرزت اللقاءات التقدير الكبير الذي تحظى به المرشحة الأفريقية الرسمية للمنصب لدى مختلف القادة والزعماء والوزراء الأفارقة والتي التقت على مدار الأشهر الماضية بمعظمهم حيث أبدوا تقديرًا شديدًا لإمكانياتها ومؤهلاتها وبصفة خاصة في أعقاب أدائها الرفيع وشديد التميز في جلسات الاستماع التي تمت لكافة المرشحين لمنصب المدير العام لليونسكو أمام المجلس التنفيذي للمنظمة في أبريل الماضي. وقبل أيام من إجراء الانتخابات كان الوزير سامح شكري قد تواجد بالعاصمة الفرنسية باريس في إطار حرص وزارة الخارجية على تكثيف الجهود والاتصالات الداعمة لمرشحة مصر وأفريقيا للمنصب، والوقوف خلفها خلال المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية، وذلك قبيل بدء عملية التصويت؛ حيث تم تنظيم لقاءات مع المندوبين الدائمين أعضاء المجموعة الأفريقية بالمجلس التنفيذي لليونسكو؛ وذلك من أجل تنسيق المواقف والتحركات في إطار الموقف الأفريقي الموحد الداعم للوزيرة خطاب كما سيشارك شكري في حفل استقبال تنظمه السفارة المصرية في باريس لعدد من كبار المسئولين والمندوبين الدائمين أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة. ومنذ ساعات نشرت مشيره خطاب على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك قائله إنها على استعداد لتولى مسئولية مدير عام منظمة اليونسكو . وكان العالم الأثري الدكتور زاهي حواس قد نشر مقالا على مدونة وزارة الخارجية منذ نحو أسبوعين تساءل فيه لماذا مصر لليونسكو ؟ وكان من أبرز عناصر المقال أن مشيرة خطاب مؤهلة بحق لتولي هذا المنصب، فهي شخص استثنائي يتمتع بمؤهلات عالية حيث إنها ليست مجرد مرشحة عربية فحسب، فهي تمثل أفريقيا أيضا وقد تلقت الدعم الكامل من القادة الأفارقة خلال قمتي كيجالي في يوليه 2016 وأديس أبابا في يوليه 2017. ويعمل الاتحاد الأفريقي على الترويج لترشيحها كمرشح أفريقي يدرك جيدا أولويات القارة وشواغلها ومؤهل لخدمة المصالح الأفريقية في اليونسكو كما أن مشيرة خطاب بمثابة مرشح متعدد الانتماءات حيث تمثل الثقافات العربية والإسلامية والأفريقية علي التوازي. وقال إنها أثبتت على مدار تاريخها إخلاصها في الدفاع عن التراث الثقافي إنها حقا مرشحة دولية – امتدت حياتها المهنية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا واستراليا وأفريقيا، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في قانون حقوق الإنسان، وقد شغلت مناصب دبلوماسية هامة لمصر، بما في ذلك سفيرا لدي جمهورية التشيك وجمهورية جنوب أفريقيا. وتابع: "لقد التقيت بها على مر السنين في العديد من وظائفها … فأينما ذهبت، كانت مثالا يحتذي في النشاط والدأب وفازت بحب الناس في كل مدينة عاشت بها كما قدمت إسهامات كبيرة كأمين عام للمجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر، وقد تزاملنا كذلك عندما عينت مصر حكومة جديدة بعد الثورة، وكانت هي وزيرة الدولة لشؤون الأسرة والسكان، حيث أثارت مساهماتها في مناقشات مجلس الوزراء الإعجاب دائما، وعكست قدراتها العالية ونزاهتها في مختلف المواقف،ستكون مشيرة خطاب ممثلة عظيمة للمرأة العربية، بل لجميع النساء وجميع الشعوب". وأكد في مقاله أن مشيرة خطاب تؤمن إيمانا راسخا بأن الحق في التعليم الجيد وهو الإستراتيجية الوحيدة والأكثر فعالية لتحقيق جميع حقوق الإنسان الأخرى، وقد دأبت على وضع أفكارها موضع التنفيذ كما أن لديها باع طويل في مجال العمل الدولي، وهذا يشمل الخبرة الثنائية ومتعددة الأطراف مع مختلف منظمات الأممالمتحدة فضلا عما قدمته لبلدها خلال عدة أحداث ذات أهمية تاريخية، وتظهر خلفيتها هذه في ما تتحلي به من شغف سيمكنها من قيادة اليونسكو بنجاح. إن إي شخص يقرأ العرض الذي قدمته أمام وفد اليونسكو سيقر بأن لديها رؤية من شأنها أن تدفع هذه المنظمة بأن تكون قوة دافعة في حل مشكلة التعليم في بلدان العالم الثالث، وإنقاذ تراث البلدان التي يسعي الإرهابيون فيها إلي طمس التاريخ.