أيام قليلة كانت كفيلة بنقل العاملين بحقول أبو ماضي للغاز الطبيعي بدلتا النيل، إلى مناطق عمل أخرى، أقربها حقول الجميل بمحافظة بورسعيد، إلا أن شعاع من النور وصل إلى المنطقة في بداية 2015، عندما تم اكتشاف حقل نورس للغاز الطبيعي، ليعيد الأمل من جديد ليس للعاملين فحسب، بل لمصر. وجاء حقل نورس ليكمل مسيرة قطاع البترول في الاكتشافات الجديدة، وخفض فاتورة الاستيراد في 2018، وكان على "بوابة الأهرام" أن تتوجه إلى "نورس"، أكبر حقل منتج للغاز الطبيعي في مصر، والذي ينتج مليارًا، و183 مليون قدم مكعب يوميا، لمتابعة سير العمل على أرض الواقع. يقع حقل نورس الذي يمثل ما بين 25 و30% من إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في شمال شرق دلتا النيل، ويتبع لشركة إيني الإيطالية. بدأ الحفر في حقل نورس في مارس 2015، وباكورة إنتاجه كانت في أغسطس من نفس العام، وبدأت معدلات الانتاج في الزيادة السريعة مع استمرار عمليات الحفر والاستكشاف، حتى وصل الإنتاج حاليا إلى مليار، و183 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز، من إجمالي 11 بئرا منتجا، ونحو 11 ألف برميل متكثفات، و230 طن بوتاجاز يوميا. في بداية الجولة التي انطلقت من القاهرة، حتى وصلنا إلى منطقة العمل، واستغرقت حوالي 4 ساعات، استقبلنا خلالها المهندس، هشام لطفي، مدير عام الحقول، والمسئول عن الجولة، معوض أبو زيد، مدير عام مساعد الشئون الإدارية بحقول غازات دلتا النيل. وقال المهندس هشام لطفي، في تصريحاته أثناء الجولة، إن حقول أبو ماضي مقسمة إلى ثلاث مناطق، أولها نورس بإنتاج وصل إلى 30 مليون متر مكعب، وبلطيم 3 ملايين متر مكعب، و أبو ماضي بإنتاج 200 ألف. الابتسامة لم تغب عن مدير عام الحقول، ومهندسي الإنتاج، لما حققوه من نجاحات في حقل نورس، وقبلها زيادة سعة محطة أبو ماضي من 15 مليونًا، إلى 20 مليون متر مكعب، بزيادة قدرها نحو 5 ملايين من خلال بعض التعديلات التي نفذها أبناء بترول بلاعيم بعد الموافقة عليها من قبل شركة إنبي. "كنا بنلم حاجتنا وماشيين ولكن".. بهذه العبارة بدأ مدير عام الحقول الحديث عن حقل نورس الذي انتشل العاملين من حالة الإحباط التي ملأت المكان، بعد أن وصل الإنتاج إلى مرحلة ضئيلة جدا، تقدر ب3 ملايين متر مكعب، لافتا إلى أنه تم إغلاق إحدى محطتي المعالجة، والعمل بثلث طاقة المحطة الثانية. وتابع لطفي حديثه، مؤكدًا، أن هذا النجاح لحقل نورس تحقق في زمن قياسي، بالرغم من وجود العديد من التحديات الفنية واللوجستية، منها : ضغط الجدول الزمني المخصص لعمليات الحفر، والتي تزامنت مع عمليات الإنتاج والمشروعات في ظل تطبيق أقصى معايير السلامة والصحة المهنية والسلامة البيئية. وأشار مدير عام الحقول، إلى أن عمليات الحفر التي تمت لآبار نورس واحدة من التحديات الفنية العالية في مجال الحفر، حيث سجلت أعلى معدلات الحفر عالميا بتجهيزها، وحفرها للبئر، ووضعه على خريطة الإنتاج في زمن غير مسبوق، بواقع 45 يوما، مقارنة بنظيره من عمليات الحفر التي تستلزم عدة أشهر. ولجأ المسئولون في بتروبل إلى الحفر المائل، والتي تمت بجهاز حفر بري، توفيرا للتكاليف والنفقات العالية التي يستلزمها جهاز الحفر المائي، والذي بدوره وفر أيضا الاستغناء عن إنشاء خطوط بحرية لنقل الإنتاج من الغاز، وتكاليف إنشاء المنصات البحرية. وحول زيادة الإنتاج، ومدى استيعاب المحطات لها.. قال هشام لطفي، إن هناك مشاريع تمت دراستها، والبدء في تنفيذها وهي إنشاء خط لنقل الغاز من محطة أبو ماضي إلى منطقة الجبيل في بورسعيد بطول 100 ألف كيلو "32 بوصة"، ومن المقرر الانتهاء منه قبل نهاية عام 2018. وفي طريقنا إلى منطقة الآبار في حقل نورس كاد الفضول، أن يقتلنا إلى أن أنقذنا المهندس عمرو عرابي، مدير قطاع الإنتاج، الذي لم يبخل علينا بمعلوماته الوفيرة عن العمل بالحقل، مؤكدا، أنه يتم بطريقة العمل أسبوع، وإجازة أسبوع لصعوبة العمل بالمنطقة، فضلا عن تأمين المكان باستخدام أحدث النظم، والتحكم في التهديدات من خلال غرف التحكم. وقال عرابي، إن حقل نورس يتكون من 11 بئرًا منتجًا، فضلا عن الحفر في البئر ال12، وسرعة وضعه على الإنتاج، لافتا أن نورس به 8 آبار منتجين، و3 في نيدكو 6، وأن بطليم بها منصات بحرية. وعن أكبر بئر منتج، أشار إلى أنه ندكو غرب 4، وينتج 6 ملايين متر مكعب يوميًا. وأشار مدير قطاع الإنتاج، إلى أن يتم تجميع الغاز في منطقة تسمى بمجمع الآبار، ومن ثم يتم نقله إلى محطات المعالجة ثم تنقله شركة جاسكو عبر الخطوط إلى الشبكة القومية، وتوزيعه على الشركات والاستخدام المنزلي، أما المتكثفات يتم تخزينها في "تانكات" وتأخذها شركة بتروجاس، وتتجه إلى المنصورة أو شركات التكرير في طنطا. ونستكمل ملف "حقل نورس" من داخل محطات المعالجة ومنطقة الآبار وغرفة التحكم غدًا. "بوابة الأهرام" ترصد تحول حقل "نورس" لأكبر منتج للغاز في مصر (1 3)| صور وفيديو