تأهبت العاصمة الأفغانية كابول اليوم السبت، لأية هجمات محتملة جديدة قبيل ذكرى عاشوراء، بعد يوم واحد من هجوم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، وسقط فيه ما لا يقل عن خمسة قتلى قرب مسجد كبير للشيعة. وقبيل إحياء ذكرى عاشوراء غدًا "الأحد"، بدت الإجراءات الأمنية في كابول واضحة بنقاط تفتيش شرطية إضافية، وحواجز طرق في مناطق عديدة وتعزيز الأمن في مدن أخرى. في الماضي لم تكن أفغانستان، التي يغلب على سكانها السنة، تعاني عادة من العنف الطائفي، لكن سلسلة من الهجمات على مدى السنوات الأخيرة استهدفت الطائفة الشيعية. وقال عارف رحماني وهو عضو في البرلمان ينتمي لأقلية الهزارة التي يغلب عليها الشيعة والمستهدفة بشكل خاص: "نشعر بالقلق إزاء ذلك، وشهدنا قتالا داخليا في الماضي، لكننا لم نشهد مطلقا قتالا دينيا". وقدمت الحكومة التدريب الأساسي والأسلحة لمئات الحراس المتطوعين قرب المساجد ومناطق التجمع الأخرى، لكن كثيرين يخشون عدم كفاية إجراءات الحماية التي تشمل بعض المساجد الشيعية التي يزيد عددها على 400 في المدينة. وفي عام 2011 قتل ما يربو على 80 شخصًا، في هجمات تزامنت مع ذكرى عاشوراء في كابول وفي مدينة مزار الشريف بشمال البلاد، كما وقعت سلسلة هجمات منذ ذلك الحين، وقتل 20 شخصا في هجوم انتحاري على مسجد في كابول قبل شهر. ونفذ هجوم أمس الجمعة، انتحاريون صوروا أنفسهم على أنهم رعاة أغنام على طريق خارج مسجد الحسينية في منطقة قلعة فتح الله بالمدينة، ولم يصلوا إلى المسجد نفسه لكنهم أصابوا 20 شخصا فضلا عن مقتل خمسة آخرين. ولا توجد معلومات إحصائية حديثة في أفغانستان، لكن تقديرات مختلفة تقول إن الشيعة يمثلون ما بين عشرة إلى 20% من السكان، ومعظمهم من الطاجيك والهزارة الذين يتحدثون اللغة الفارسية. وأدان الرئيس أشرف عبدالغني، هجوم أمس وقال إنه لن يكسر الوحدة بين الأديان في أفغانستان. وفي الوقت الذي يتزايد فيه التنافس بين الجماعات العرقية المختلفة في البلاد، قال رحماني إن الهدف الواضح من الهجمات هو تصعيد التوتر لإحداث بلبلة. وأضاف: "في الماضي كانت هناك تحذيرات من وجود جماعات تريد إثارة الصراع الطائفي والديني بين الأفغان، لكن هذه صارت حقيقة الآن... هناك أشخاص يريدون إشاعة الانقسام بين المجموعات العرقية والدينية".