لم يعلمني فقه الرحيل أن أنتظر الإعصار في جوف النسيم أن أرقب الشجر عاريا في قلب الربيع لم يفقهني في الغياب كيف أكون كيف أصارع الفصول فقط أعطاني كل شيء إلا موعد الوصول .. .. .. في ذكرى الدرس الأول كان علي أن أبدأ الاختبار أعلل ما يأتي من ألغاز أختار مصيري من بين أقواس فارغة أكمل كلمات لم ينطقها أجيب عن سؤال محذوف تقديره "ماذا بعد؟" .. .. .. إذا التقى شاطئان على طاولة لماذا لا يكتبان عقدا مشروطا بجزاءات؟ متى يعاودان اللقاء؟ البراح المسموح من الماء؟ السفن العابرة بينهما؟ أدوات الصيد التي يجيزها قانون البحار؟ كيف يصارعان القرصنة؟ وكيف يواجهان الإعصار؟ متى يرفعان الراية البيضاء ويدينان بالولاء للأصداف؟ .. .. .. الذين يحررون عقود البقاء يحررونها من جزاء الغياب يجردونها من عقوبة الوفاء اللقاء الأول أصله لقاء أخير البدايات تستنزف مخزون البقاء سريعا الشاهدون على التلاقي متعجلون ثمة عصفوران في فضاء آخر يدان تتحرقان للتشابك غصن وزهرة في حديقة ما يريدان لقاء وعقدا للبقاء عقود بلا ضمانات نهايات خاطفة وبكائيات خالدة .. .. . . عقود البقاء تفنى دائما لأننا نكتبها على ورق الماء هو الفراق إذا التقى شاطئان الصخرة هي الملاذ لتدوين شروط البقاء والرحيل العقوبة المنحوتة على الصخر قاسية لذا فمن أراد فسخ التعاقد فعليه أن يقدم رأسه قربانا وعلى المتمسك بالبقاء أن يرحل .. .. .. وحدها الصخرة مدونة لسلوك المفارقين كي لا تتحول اللهفة الأولى إلى سكين والسفينة التي تقذف الهدايا للشاطئين إلى مدمرة وحتى لا تصبح الشماسي خوازيق ويود البحر يورانيوم ويلتقي الشاطئان في ساحة حرب يطلب كل منهما قلب الآخر ليسحقه .. .. .. اللقاءات المكتوبة تمنح قدسية لمن أراد الوفاء للقابضين على جمر الشوق الحافظين لفروض اللقاء الأول الباقين على مرافئ العودة الشرط المصلوب على الجدار أيقونة لعقاب الخارجين الراغبين في القصاص الساخطين على المنسحبين .. .. .. في فقه الغياب البقاء للأضعف الذي لا طاقة له بالرحيل حتى وإن بات العقد مشروطا بجزاء فهو لا يرث سوى الصخرة يواعدها ويحاكيها ويتحطم عليها ......................... [email protected]
